تل ابيب-معا- ركّز محللون سياسيون وعسكريون إسرائيليون في نقاشاتهم عبر القنوات الإخبارية على الضغوط الأميركية والإقليمية لمنع تصعيد الوضع في جبهة الشمال.
وفي هذا السياق، نقل مراسل الشؤون السياسية الخارجية في قناة "كان" الإسرائيلية، عميحاي شتاين، عن مسؤول أميركي، أنّ الولايات المتحدة طلبت من "إسرائيل" عدم تصعيد الوضع في الشمال.
وبيّن شتاين أنّ هذا الطلب ليس جديداً، وأنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في المحادثة مع (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو) نتنياهو قال له أيضاً "لا تسيروا بعملية تصعيد ولا يجب إشعال الوضع، وهذا هو الطلب الدولي".
وفي الوقت ذاته، قال عضو كابينت الحرب بيني غانتس، خلال جولة في الشمال، إنّه "لا يمكن فقدان عام إضافي في الشمال، وهذا لن يكون سهلاً، وسيجبي منا أثماناً، وسيكون مؤلماً".
وبحسب الإعلام الإسرائيلي، يحذّر خبراء عسكريون من أنه في حالة الحرب، يمكن لحزب الله أن يقصف شمالي فلسطين المحتلة بعشرات الآلاف من الصواريخ والقذائف الصاروخية، كما أنّه سيتمكن من تنفيذ عمليات وهجمات خلف خطوط الجبهة، ومن شأن ذلك أن يلحق ضرراً بالغاً بالقدرات الدفاعية والقتالية لـ"الجيش" الإسرائيلي.
ومؤخراً، تحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن تطورات الحرب الدائرة على الجبهة الشمالية، قائلةً إنّها تصبح تدريجياً "الجبهة الرئيسية" في الوقت الحالي، متطرقةً إلى قدرات حزب الله العسكرية وكيفية تعاطيه مع التطورات الميدانية.
ونقل موقع "واي نت" عن "جيش" الاحتلال الإسرائيلي قوله إنّ "حزب الله يستخدم 5% فقط من ترسانة أسلحته خلال هذه الأشهر من المعركة، كميدان اختبار ضد الجيش، وذلك استعداداً لمعركة حقيقية وواسعة".
تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن "ترسانة الحزب الهائلة وقدراته المتقدمة تحت الأرض والتي تشكل تهديداً خطيراً لكل "المدن" الإسرائيلية وعن امتلاكه آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية المتطورة الموجهة." واعتبرت أن الحزب يشكل تهديداً استراتيجياً خطيراً لأمن "إسرائيل".
تقارير الإعلام الإسرائيلي تحدّثت أيضاً عن "أزمة كبيرة جداً بين رؤساء السلطات المحلية وأصحاب المناصب، سواء في قيادة المنطقة الشمالية، أو لدى متخذي القرارات في وزارة الأمن"، ووصف مراسل قناة "كان" في الشمال، روبي هامرشلاغ، الوضع بأنّ "هناك صدعاً كبيراً جداً".
يأتي ذلك فيما تواصل المقاومة الإسلامية في لبنان تنفيذها العمليات ضد أهداف متنوعة تابعة للاحتلال الإسرائيلي عند الحدود الشمالية، أدّت إلى تكبيد "إسرائيل" خسائر كبيرة باعترافها، وأيضاً إلى تهجير عشرات آلاف المستوطنين من مستوطنات الشمال، من دون أي أفق لعودتهم.