بيت لحم- معا- منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، تشهد العديد من العلامات التجارية الرائدة في العالم، التي لها فروع أو علاقات تجارية مع إسرائيل، تراجعا في مبيعاتها وتجد نفسها وسط حملات تطالب بمقاطعتها وقطع العلاقات معها، وهو اتجاه أكثر وضوحا في بلاد المسلمين، إحدى الشركات التي وجدت نفسها في دائرة الضوء هي شركة المشروبات العملاقة كوكا كولا.
ولهذه الأسباب على ما يبدو، قررت شركة كوكا كولا في بنجلاديش، الدولة الإسلامية الواقعة في جنوب آسيا، إنتاج إعلان يتمحور حول محاولة دحض فكرة أنه منتج إسرائيلي.
تم بث الإعلان الذي تبلغ مدته دقيقة واحدة الأسبوع الماضي خلال مباراة كريكيت رفيعة المستوى بين الهند وباكستان، وكجزء من ذلك، تم التأكيد على أن المشروب له تاريخ يبلغ 138 عامًا وأنه يتم استهلاكه في 190 دولة.
وفي وسط الفيديو، يرفض شاب يدعى سهيل، الذي يصل إلى السوق مع أصدقائه في يوم حار، شراء الكولا على أساس أن المشروب يأتي من "ذلك المكان" - وهو التعريف الذي يشير إلى إسرائيل- تجدر الإشارة إلى أن اسم إسرائيل لم يذكر صراحة في أي وقت من الإعلان- يجيبه البائع الذي اسمه على الفاتورة ويوضح له أن كوكا كولا تُستهلك في العديد من البلدان، بما في ذلك تركيا وإسبانيا ودبي وحتى فلسطين - وهو مكان غير موجود بالطبع.
وأثار الإعلان موجة من ردود الفعل الغاضبة حول العالم فور صدوره، فقد اشتكى الناس من عدم الدقة وأن المحتويات كانت مضللة، وعلق المسؤولون المؤيدون للفلسطينيين على الشبكات بأن الشركة أنشأت الإعلان لإخفاء دعمها للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة و"استقرار مبيعاتها المتراجعة".
على سبيل المثال، غرد أحد مستخدمي شبكة X (تويتر سابقا): "كوكا كولا تربح من إسرائيل.. إذا كان الجواب لا، لماذا لم يذكروا صراحة في الإعلان أن كوكا كولا ليست من إسرائيل؟".
وردا على ردود الفعل الغاضبة، قامت شركة كوكا كولا بحظر التعليقات وإزالة الإعلان من قنوات YouTube وFacebook الرسمية للعلامة التجارية في بنغلاديش، ومع ذلك، واصلت بث الإعلان على شاشة التلفزيون.
الممثلان الرئيسيان اللذان شاركا في الإعلان تعرضا لهجوم المعلقين في مواقع التواصل الاجتماعي، وأعرب شيمول شارما، الذي لعب دور سهيل، عن أسفه لمشاركته في الفيديو وقال، من بين أمور أخرى: "لم أصبح بعد ممثلا يستحق التقدير، في المستقبل، سأتأكد من أن كل وظيفة أقوم بها تحترم قيم بلادنا وحقوق الإنسان ومشاعر الجمهور".