الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

9600 أسير في سجون ومعتقلات الاحتلال بينهم 58 أسيرة و345 طفلا

نشر بتاريخ: 15/07/2009 ( آخر تحديث: 15/07/2009 الساعة: 11:19 )
غزة- معا- أصدر الأسير السابق، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر عوني فروانة، اليوم، تقريراً إحصائياً حسب المعطيات المتوفرة لديه عن عدد الأسرى في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي، بيَّن فيه الى أن قوات الاحتلال أعتقلت منذ العام 1967 قرابة ( 750 ) ألف مواطن فلسطيني، منهم ( 69 ) ألف حالة اعتقال خلال انتفاضة الأقصى.

وأضاف فروانة في تقريره الذي وصل وكالة "معا" ان عدد الأسرى يبلغ حالياً ( 9600 ) أسيراً موزعين على أكثر من عشرين سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف وزنازين التحقيق، بينهم ( 345 طفلاً ) و( 58 أسيرة) و( 535 معتقلا أداريا، و( 36 نائباً ) من أعضاء المجلس التشريعي، و( 18) معتقلاً من قطاع غزة وفق قانون "مقاتل غير شرعي"، وأن جميع هؤلاء كانوا قد اعتقلوا خلال انتفاضة الأقصى باستثناء (466) أسيرا كانوا معتقلين منذ ما قبل إنتفاضة الأقصى.

وأشار فروانة إلى وجود ( 326 ) أسير من بين مجموع الأسرى معتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في الرابع من مايو / آيار 1994، وهؤلاء يطلق عليهم مصطلح "الأسرى القدامى" وهم موزعون على المناطق التالية: (45 أسيرا) من القدس، و( 20 أسيرا ) من المناطق المحتلة عام 1948 و( 130 ) معتقلا من الضفة الغربية و( 128) من قطاع غزة، بالإضافة إلى ثلاثة أسرى من هضبة الجولان السورية المحتلة.

فيما يوجد من بين مجموع الأسرى (142 أسيرا) كانوا قد اعتقلوا بعد قيام السلطة الوطنية في مايو 1994وقبل اندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر عام 2000، وبذلك يصبح عدد من هم معتقلين منذ ما قبل إنتفاضة الأقصى ( 326+ 142 ) = ( 466 ) أسيرا, مبينا إلى أن الغالبية العظمى من المعتقلين هم من الضفة الغربية، فيما لا يزيد عدد أسرى قطاع غزة عن ( 850 أسيرا )، ويوجد ( 430 أسيراً ) من القدس ومناطق الـ 48.

كما يوجد من بين الأسرى العشرات من الأسرى العرب وحسب ما توصل إليه الباحث فروانة منهم ( ثمانية أسرى ) من هضبة الجولان السورية المحتلة، و( 77 ) معتقلاً مصرياً لأسباب مختلفة من بينهم 27 معتقلا تتهمهم إسرائيل بالمشاركة في عمليات مقاومة، والتجسس على إسرائيل بينهم أسرى معتقلين منذ عدة سنوات، و( 22 ) من الأردن، وأسير سعودي واحد هو عبد الرحمن العطيوي ومعتقل منذ مارس 2005، والعشرات من جنسيات عربية مختلفة لاسيما من السودان وهؤلاء معتقلين بسبب اجتيازهم الحدود لأسباب مختلفة.

وحول الحالة الاجتماعية للمعتقلين أشار التقرير إلى أن عدد المتزوجون بلغ قرابة ( 3168 ) معتقلاً ويشكلون ما نسبته ( 33% ) من المجموع الكلي ، وعدد الأسرى الغير متزوجين ( 6432 معتقلاً) ويشكلون ما نسبته ( 67% ).

وأوضح فروانة بأن قرابة ( 5760 معتقلاً ) وما نسبته ( 60 % ) من إجمالي الأسرى يقضون أحكاماً بالسجن الفعلي لمدد مختلفة، بينهم قرابة ( 780 أسيراً ) صدر بحقهم أحكاماً بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لمرات عديدة، وأن ( 525 ) معتقلاً إداريا، وأن الباقي ( 3315 ) وما نسبته ( 35 % ) موقوفين بانتظار المحاكمة.

وحول عدد الأسيرات قال فروانة في تقريره ان عدد من تعرضن للاعتقال منذ العام 1967 قد بلغ أكثر من عشرة آلاف مواطنة، من بينهن أكثر من ( 800 ) مواطنة اختطفن خلال إنتفاضة الأقصى، وبقى منهن لغاية الآن في سجون الاحتلال الإسرائيلي ( 58 ) أسيرة محتجزات في سجني هشارون والدامون وبينهن أسيرتان في زنازين العزل الإنفرادي في سجن هشارون فيما لا تزال الأسيرة لطيفة أبو ذراع بمفردها في سجن الرملة، ومن بينهن أيضاً يوجد 3 أسيرات رهن الاعتقال الإداري.

وأوضح التقرير بأن ثمانية عشر أسيرة متزوجة، من بينهن أسيرة واحدة لديها ابن يعيش معها داخل السجن وهي الأسيرة فاطمة الزق من غزة ومولودها يوسف الذي أنجبته في 17 يناير من العام الماضي، وأن ثلاثة أسيرات يتواجدن في السجن مع أزواجهن، وهن الأسيرة ايرينا سراحنة وزوجها إبراهيم سراحنة والأسيرة أحلام التميمي وخطيبها نزار التميمي، والأسيرة إيمان غزاوي وزوجها شاهر العشي،وأن الغالبية العظمى من الأسيرات من الضفة الغربية ( 47 أسيرة ) فيما يوجد ثلاثة أسيرات فقط من قطاع غزة، وأربعة أسيرات من 48، وأربعة أسيرات من القدس.

كما وصدر بحق العديد منهن أحكاماً قاسية وصلت للسجن المؤبد لمرة أو لمرات عدة أو لسنوات طويلة وتعتبر الأسيرة أحلام التميمي ( 25 عاماً) والمعتقلة منذ سبتمبر 2001، الأعلى حكماً من بين الأسيرات حيث صدر بحقها حكماً بالسجن الفعلي ( 16 ) مؤبداً، مشيرا الى وجود عدد من الأسيرات يعانين من أمراض مختلفة أخطرها حالة الأسيرة أمل جمعة من نابلس التي تعاني من سرطان في الرحم.

وتحدث فروانة في تقريره عن اعتقال قرابة ( 7800 ) قاصر خلال انتفاضة الأقصى، ما زال منهم ( 345 ) طفل رهن الاعتقال حالياً، وبالإضافة لذلك يوجد من بين الأسرى المئات ممن اعتقلوا وهم أطفال وقد تجاوزوا سن الطفولة وهم في السجن، ويتم التعامل مع الأطفال أسوة بالبالغين في كل شيء حتى خلال التعذيب وانتزاع الاعترافات وفي المحاكم أيضاً.

وذكر التقرير أيضاً أن من بين الأسرى أكثر من مائة أسير قد تجاوزوا الخمسين عاماً من العمر، ونظراً لكبر سنهم فانهم بحاجة الى رعاية واحتياجات خاصة لا توفرها ادارة السجون ولا يسمح بتوفرها حتى ولو على نفقتهم الخاصة، مما يفاقم من معاناتهم.

وكشف فروانة في تقريره إلى أن عدد الأسرى الذين أمضوا أكثر من خمسة عشر عاما حتى تاريخ إعداد هذا التقرير ارتفع وبلغ ( 332 أسيراً ) بينهم ( 106 ) مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً بشكل متواصل وهؤلاء يطلق عليهم مصطلح "عمداء الأسرى" حيث انضم إليهم خلال النصف الأول من تموز الجاري ثلاثة أسرى فقط وهم: عبد الهادي غنيم المعتقل بتاريخ 6-7-1989، ونهاد يوسف جندية المعتقل منذ 14-7-1989، ومحمد محمود حمدية المعتقل بتاريخ 14-7-1989 وثلاثتهم من قطاع غزة.

وذكر فروانة ان ( 12 ) أسير من بين هؤلاء يعتبرون أقدم قدامى الأسرى عموماً حيث مضى على اعتقالهم أكثر من ربع قرن وهم: نائل صالح البرغوثي من رام الله، فخري عصفور البرغوثي من رام الله، أكرم عبد العزيز منصور من قلقيلية، فؤاد قاسم الرازم من القدس، إبراهيم فضل جابر من الخليل، حسن على سلمه من رام الله، عثمان على مصلح من سلفيت، سامي خالد يونس وكريم يوسف يونس وماهر عبد اللطيف يونس وحافظ نمر قُندس من المناطق التي احتلت عام 48، وسليم علي الكيال من غزة.

وحذر فروانة في تقريره من استمرار اعتقال أكثر من ألف أسير مريض بحاجة ماسة للمتابعة الطبية وتوفير الأدوية والعلاج المناسب بينهم العشرات ممن يعانون من أمراض خبيثة ومزمنة بحاجة إلى علاجهم بشكل فوري وعاجل، وعشرات آخرين من ذوي الإحتياجات الخاصة، مشيراً إلى استشهاد ( 196 ) أسير منذ العام 1967 داخل سجون ومعتقلات الاحتلال ، بينهم ( 49 ) استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي، فيما المئات توفوا بعد تحررهم متأثرين من أمراض السجن وآثار التعذيب والإهمال الطبي.

وأعرب فروانة عن قلقه الشديد من استمرار الاعتقالات ، وعن ألمه من استمرار احتجاز سلطات الاحتلال للأسرى القدامى لعشرات السنين وارتفاع قائمتهم بشكل مضطرد في ظل تعثر المفاوضات وتضاؤل الآمال باطلاق سراحهم جميعاً في ظل صفقات تبادل الأسرى لاسيما رموز المقاومة وذوي الأحكام العالية وأسرى القدس و48 والجولان، ما يعني أن القائمة في تزايد مستمر وستتصاعد خلال الشهور القادمة، الأمر الذي يستدعي اطلاق حملات وعلى كافة المستويات للتضامن معهم وابراز معاناتهم بشكل خاص ومساندتهم في حقهم بالحرية.

وقال : لا معنى لأي مفاوضات لا تعالج قضية الأسرى، ولا قيمة للمقاومة ولصفقة تبادل لا تنجح في فرض شروط عجزت عن فرضها المفاوضات بما يضمن اطلاق سراح كافة الأسرى القدامى ورموز المقاومة من كافة المناطق دون استثناء.