جنين- معا- تحت رعاية وبحضور وزير التربية والتعليم العالي الدكتور أمجد برهم، نظم المركز الوطني للتحول الرقمي في الجامعة العربية الأمريكية فعالية إطلاق "إطار العمل للتحول الرقمي في الجامعات العربية" بالشراكة مع اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وذلك في حرم الجامعة برام الله.
وجرت الفعالية بحضور رئيس اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم الأستاذ الدكتور علي زيدان أبو زهري، ورئيس مجلس إدارة الجامعة العربية الأمريكية المؤسس الدكتور يوسف عصفور، والقائم بأعمال رئيس الجامعة العربية الأمريكية الدكتور براء عصفور، والأمين العام لللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة "الإيسيسكو" الدكتور دوّاس دوّاس، ومحافظ سلطة النقد الفلسطينية الدكتور فراس ملحم، ورئيس الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني الدكتورة علا عوض، ورئيس ديوان الموظفين العام الدكتور موسى أبو زيد، ووكيل التعليم العالي الدكتور بصري صالح، ورئيس الهيئة الوطنية للاعتماد والجودة لمؤسسات التعليم العالي الدكتور معمر شتيوي، ورئيس جامعة الاستقلال الأستاذ الدكتور نور أبو الرب، ورئيس مجلس إدارة المركز الوطني للتحول الرقمي الأستاذ الدكتور وليد ديب، ومجموعة من أعضاء مجلس إدارة الجامعة وأمنائها، ومجموعة من ممثلي الجامعات الفلسطينية، وعدد من أسرة التعليم العالي، وعدد من ممثلي المؤسسات والشركات والخبراء، وأعضاء من الهيئة الأكاديمية والإدارية من الجامعة.
وفي كلمة لوزير التربية والتعليم العالي الدكتور أمجد برهم راعي الفعالية قال: "في ظل هذه الظروف الصعبة والتحديات التي تواجه شعبنا وفي ظل الهجمة الشرسة التي تستهدف قتل الأمل داخل قلب كل طالب فلسطيني، نقف ونتحدث عن التحوّل الرقمي الذي أصبح ضرورة ملحة لكل فلسطيني، وذلك نظراً لأهميته الكبيرة في ضمان مواصلة الطلبة لتعليمهم بالرغم من كل الصعاب والعراقيل التي يضعها الاحتلال أمام استمرار العملية التعليمية واستهدافه المباشر لمؤسسات التعليم".
وشدَّد الوزير على أهمية مواكبة التطوّر السريع في التكنولوجيا، مؤكداً في ذات الوقت أهمية الشراكة بشكل فاعل بين القطاعين الخاص والتعليمي والمُجتمع المحلي بما يُسهم في تطوّر المُجتمع، مثمناً جهود الجامعة العربية الأمريكية على صعيد تعزيز التحوّل الرقمي في القطاع التعليمي.
وتطرَّق برهم إلى إجراءات الاحتلال الرامية لضرب المنظومة التعليمية في فلسطين قائلاً: "اليوم الطالب الفلسطيني يُهاجم بعلمه ومعرفته داخل مدينة القدس، بما يستهدف حرمان الطلبة الفلسطينيين مِن استكمال تعليمهم، وذلك من خلال سياسة الاحتلال المقصودة والممنهجة في تدمير المدارس والجامعات".
وتحدَّث حول الإعاقة التي تتسبب بها حواجز الاحتلال في الضفة الغربية؛ والتي حَرَمَت الطلبة والمُعلمين من الوصول الآمن إلى مدارسهم وجامعاتهم.
وأضاف الوزير: "الشعب الفلسطيني هو شعب الجبارين، وهو معطاء، وقاهر التحديات، وصانع الأمنيات، فنحن نرى طلبة الجامعات وهم يُحاربون الاحتلال بمُناقشة رسائل الماجستير والدكتوراة في قطاع غزة بالرغم من حرب الإبادة الجماعية المتواصلة. فنحن كفلسطينيين نعتز بالعلم، فبدونه لا يُوجد مُستقبل ولا تحرير من هذا المُحتل الظالم".
وبدوره رحب الدكتور براء عصفور القائم بأعمال رئيس الجامعة العربية الأمريكية بالحاضرين، وقدّم شكره للدكتور برهم على رعاية الفعالية التي تعتبر خطوة حاسمة نحو تعزيز التعليم العالي في عصر الرقمنة، وتدعم رؤية الجامعة لتطوير بيئة تعليمية تعتمد على التكنولوجيا والابتكار.
وأكد عصفور أن هدف الجامعة الرئيسي هو تحفيز الابتكار والتطوير في مجال التعليم العالي بما يتماشى مع المستقبل الرقمي، وأن الجامعة تحرص دائمًا على تبني أحدث المعايير العالمية في التعليم، وتوفير بيئة تعليمية متقدمة تعزز قدرات الطلبة وتدفعهم نحو التميز الأكاديمي والمهني بدعم مستمر من مجلس الإدارة، مشيرا إلى التخصصات الريادية في مجال الرقمنة والتكنولوجيا التي طرحتها الجامعة في كلية العلوم الرقمية وكلية الذكاء الاصطناعي وعلم البيانات وكلية الإعلام الحديث وغيرها.
بدوره، أكد الأستاذ الدكتور علي زيدان أبو زهري أن إطلاق الإطار يمثل خطوة كبيرة نحو تحسين جودة التعليم وتحقيق التنمية المستدامة، وأن التحول الرقمي أصبح ضرورة لا غنى عنها لتعزيز البيئات التعليمية ودعم البحث العلمي وتحديث المناهج الدراسية لتتماشى مع العصر الحديث. وقال: "نحن في اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم ندرك أهمية دعم مثل هذه المبادرات لتعزيز القدرات التكنولوجية والتعليمية في الجامعات العربية، ومساعدتها في التكيف مع التطورات العالمية في مجال التعليم".
وأشار أبو زهري إلى أن إطار التحول الرقمي للجامعات العربي هو جزء من رؤية شاملة تهدف إلى توجيه الجامعات نحو مستقبل رقمي يعتمد على الابتكار والابداع، وأن نجاحه يستلزم تعاونا مشتركا وتكاملا في الجهود. وتابع قائلا: "نأمل أن تتبنى المؤسسات التعليمية الفلسطينية والعربية على حد سواء هذا الإطار للاستفادة من موارده وإمكاناته في تعزيز التجربة البحثية وتحسين جودة الخدمات الأكاديمية والادارية في الجامعات".
وفي كلمته قال الأستاذ الدكتور وليد ديب رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للتحول الرقمي أن إطار العمل للتحول الرقمي جاء بعد عام على المؤتمر الدولي للتحول الرقمي الذي عقدته الجامعة العربية الامريكية بمشاركة وحضور ممثلين عن المؤسسات الحكومية والجامعات والمؤسسات الخاصة وخبراء دوليين في سبيل دفع عجلة التحول الرقمي في فلسطين، والذي شهد الإعلان عن إنشاء "المركز الوطني للتحول الرقمي".
وعن دور المركز قال ديب: "يسعى المركز إلى تسريع رحلة التحول الرقمي في فلسطين خاصة والدول العربية بشكل عام وتوفير التدريب والبحث في مجال التحول الرقمي، ويهدف إلى تطوير قدرات المؤسسات والأفراد من حيث المعرفة والمهارات للنجاح في عصر التحول الرقمي"، وأكد أن المركز سيقوم بإعداد محتوى كامل لتأهيل خبراء في التحول الرقمي في شتى المجالات ليساهموا في تسريع التحول الرقمي في فلسطين والمنطقة العربية وتوفير شهادات اعتماد لهم كخبراء تحول رقمي معتمدين.
وأضاف: "نجح المركز في أول إنجاز له بتوقيع اتفاقية مع المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة التابعة لجامعة الدول العربية، يقوم المركز بموجبها بتقديم إطار عمل للتحول الرقمي للجامعات العربية"، مشيرا أن المركز نجح بتطبيق الإطار المعدّ واستراتيجيته على الجامعة العربية الأمريكية، وأنه أظهر أن الجامعة قطعت شوطاً كبيراً في رحلة التحول الرقمي.
وفي كلمة مسجلة له بثت خلال الفعالية، قال الأستاذ الدكتور محمد ولد اعمر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أن التحول الرقمي أصبح عملية حيوية وضرورة لتحسين العملية التعليمية وإضفاء المرونة والفاعلية وتطوير بيئة تعليمية أكثر نجاعة واقل تكلفة على المدى المتوسط والبعيد. وقال: " يسعى قادة الدول العربية الى بناء استراتيجية متكاملة تركز على تكامل التكنولوجيا في جوانب التعليم والإدارة الجامعية، وتحديث للبنية التحتية التكنولوجية وتدريب الكوادر العاملة للنجاح بتحقيق التحول الرقمي".
وأشار ولد اعمر إلى جهود المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في مجال اتحول الرقمي من خلال إطلاق العديد من المبادرات الرائدة في الوطن العربي كالتضامن الرقمي وأجهزة حاسوب متصلة بالإنترنت للتعليم والتعلم للجميع، والأسبوع العربي للبرمجة الذي يمثل أكبر تظاهرة رقمية عربية تضم عدة مسابقات في هذا المجال، ومشروع النظام العربي الموحد للتحقق من صدقية الشهادات العلمية وحمايتها من التزوير، وغيرها من المشاريع.
وشكر ولد اعمر الجامعة العربية الأمريكية والمركز الوطني للتحول الرقمي واللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم على الجهود المبذولة في إنشاء هذا الإطار الذي يمثل دليلا للجامعات في كافة الدول العربية في طريقها نحو التحول الرقمي.
وبدوره، قدّم الأستاذ سعيد زيدان الخبير الوطني في التحول الرقمي وعضو مجلس إدارة المركز الوطني للتحول الرقمي عرضا مفصلا عن الإطار الذي أعده المركز ومكوناته وآليات الاستفادة منه. وأوضح زيدان أن الإطار يهدف إلى تعزيز العملية التعليمية في الجامعات العربية من خلال دمج التكنولوجيا والابتكار في كافة جوانب التعليم الجامعي، كما أنه يوفر منهجية شاملة لتحليل وتطوير العمليات الأكاديمية والإدارية بما يتماشى مع أحدث التطورات التكنولوجية.
وبيّن زيدان أن الفوائد المرجوة من تطبيق إطار التحول الرقمي تشمل تحسين جودة التعليم، وزيادة كفاءة العمليات الإدارية، وتعزيز البحث العلمي من خلال توفير بيئة تعليمية حديثة ومتطورة. كما يهدف الإطار إلى دعم الجامعات في التكيف مع التحديات المستقبلية وتوفير فرص تعلم مبتكرة للطلاب. وأضاف زيدان أن إعداد هذا الإطار جاء نتيجة جهود مشتركة وخبرة متراكمة في مجال التحول الرقمي، وقد ساهم في إعداده عدد من الخبراء والمختصين المحليين والعالميين، الذي قدموا رؤى قيّمة وأسهموا في تطوير العديد من المحاور الرئيسية له.
وأكد زيدان أن استثمار الجامعات في هذا الإطار سيمكنها من تحقيق التحول الرقمي بفاعلية، مشيراً إلى أنه يتسم بالمرونة والقابلية للتطبيق في مختلف البيئات الجامعية، ويشمل أيضًا إرشادات لتطوير البنية التحتية التكنولوجية وتدريب الكوادر الأكاديمية والإدارية. وأشار إلى إمكانية موائمته ليتم تطبيقه في مجالات عدة كالقطاع المصرفي والخدمات الطبية والشركات الخاصة، وقطاع الإنشاءات والتصنيع وغيرها.
واختتم زيدان عرضه التفصيلي بالدعوة إلى تبني هذا الإطار والعمل على تنفيذه لتحقيق نقلة نوعية في التعليم العالي بالجامعات العربية، وتحقيق مستقبل تعليمي رقمي مزدهر.
واختتمت الفعالية بجلسة نقاش مع الحضور والإجابة عن استفساراتهم.