القدس- معا- منعت قوات الاحتلال، اليوم السبت، آلاف من المواطنين من الدخول الى المسجد الأقصى المبارك، واعتدت على البعض بالضرب والدفع.
وتمركزت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة على كافة أبواب المسجد الأقصى منذ ساعات الصباح الباكر، وفرضت القيود على دخول المصلين اليه، وبصورة مفاجئة منعت الدخول الى الأقصى لكافة المصلين "من كافة الفئات العمرية والمناطق"، دون سبب.
وأوضح شهود عيان لوكالة معا أن قوات الاحتلال بدأت صباحا بمنع أطفال المخيمات الصيفية من الدخول الى الأقصى، وحاول الأطفال برفقة المرشدين الدخول الى الأقصى عبر عدة أبواب لكن دون جدوى، وأجبروا على مغادرة المنطقة بعد التهديد بإبعادهم بالقوة.
ومع بدء توافد المواطنين من أهالي الداخل الى الأقصى للمشاركة في "تكريم الحجاج في الأقصى المبارك"، نصبت قوات الاحتلال السواتر الحديدية على أبواب الأقصى وفي طرقاته، وشرعت بمنع الفلسطينيين من الدخول اليه، والمعظم كان من النساء وكبار السن والأطفال، وأعداد قليلة من الشبان.
ومع رباط الآف من المصلين على عتبات الأقصى في محاولة للدخول اليه، بدأت قوات الاحتلال بدفعهم وإبعادهم بالقوة، ثم أخرجتهم خارج أسوار البلدة القديمة، وأخلت البلدة القديمة "محيط الأقصى" من المصلين.
وقبل موعد صلاة الظهر، تمركزت قوات الاحتلال على كافة أبواب البلدة القديمة خاصة "باب الاسباط، الساهرة، العامود"، ومنعت الدخول الى البلدة.
وأدى آلاف من المصلين صلاة الظهر على عتبات البلدة القديمة.
جمعيّة الأقصى لرعاية الأوقاف والمقدّسات الإسلاميّة، أوضحت أنها سيّرت صباح اليوم نحو 136 حافلة، الى الأقصى، للمشاركة في تكريم الحجّاج الذي تنظمه الجمعية، ولدى وصولهم الى أبواب الأقصى منعت السلطات آلاف الحجّاج من الدخول المسجد، كما دفعت الشرطة بالمصلّين خارج الأسوار إلى منطقة باب العامود، واعتدت على بعضهم بالضرب ممّا أدّى إلى إصابات متوسّطة، منها كسر في يد أحد الأطفال.
وقالت الجمعية في بيان لها:" ان هذه إجراءات غير مبرّرة من عنصريّة إسرائيل ومن عدم احترامها للحريّة الدينيّة، لا سيّما وأنّها ليست المرّة الأولى الّتي تمنع فيها المسلمين من الوصول إلى المسجد الأقصى، ضاربة بعرض الحائط كافّة الاتّفاقيّات الدوليّة الّتي تلزمهم بأن يبقى مفتوحًا أمام كلّ مسلم يرغب في دخوله والصلاة فيه".
وأضافت الجمعية:" تتزامن هذه الإجراءات التعسّفيّة مع تزايد اقتحامات المستوطنين وبعض وزراء حكومة اليمين العنصري للمسجد الأقصى، ممّا يدلّ على مؤشّرات خطيرة تحيكها هذه الحكومة تجاه الأقصى وباحاته.
وأدانت جمعيّة الأقصى لرعاية الأوقاف والمقدّسات الإسلاميّة بشدّة هذه الإجراءات، وأكّدت على حقّ المسلمين في أداء شعائرهم الدينيّة بحرية ودون قيود، وأنّ الأقصى حقٌّ خالص للمسلمين فقط، كما أكّدت الجمعيّة إصرارها على تنظيم الحافلات والمناسبات للصلاة والرباط في القدس والأقصى، وناشدت عموم المسلمين من الجليل والنقب والمثلّث والمدن الساحليّة بشدّ الرحال إلى الأقصى، لا سيّما في هذه الأيّام العصيبة الّتي يعاني منها الأقصى والأهل في القدس ومحيطها.