رام الله- معا- قال رئيس نادي الأسير عبد الله الزغاري، الاثنين، إن معسكر "سديه تيمان" هو العنوان الأكبر لجرائم التعذيب بحق معتقلي غزة.
وأضاف الزغاري، في بيان صحفي، أن ما يجري تناوله عبر المنصات الإعلامية للاحتلال حول جريمة تعذيب جديدة بحق أحد المعتقلين من غزة، والاعتداء عليه جنسيا من مجموعة من السجانين في معسكر "سديه تيمان"، والتي تتصدر حديث إعلام الاحتلال وما نتج عنها من أزمة بين أجهزة الاحتلال، تشكل واحدة من بين آلاف الجرائم التي نُفذت بحق المعتقلين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة، والتي تزداد حدتها وثقلها مع مرور المزيد من الوقت، وتنفيذ المزيد من حملات الاعتقال.
وأوضح أن هذه الجريمة تُسقط بشكل واضح ادعاءات الاحتلال وما روج له على مدار الفترة الماضية عن نيته فتح تحقيقات حول الجرائم التي جرت في المعسكر، ومحاولته المستمرة تصوير معسكر "سديه تيمان" على أنه السجن الوحيد الذي شهد على جرائم التعذيب والاغتصاب، وأنه بنقل المعتقلين منه ستتوقف الجرائم، علما أن "سجونا أخرى تشهد المستوى نفسه من الجرائم التي تحدث في معسكر سديه تيمان، وقد وثقنا العديد من الإفادات والشهادات حول ذلك، وأبرزها سجن النقب".
وأضاف أن هذه الأزمة تؤكد مجدداً فشل الاحتلال في محاولة تصوير ما يقوم به السجانون والجيش على أنها سلوكيات فردية، تدعمها تصريحات الفاشي "بن غفير" بقتل المعتقلين وإعدامهم، مرورا بعمليات التحريض التي لم تتوقف بحقهم منذ سنوات، والتي أدت إلى استشهاد العشرات من المعتقلين منذ بدء حرب الإبادة، ولتُسجل هذه المرحلة العدد الأعلى من الشهداء تاريخياً بين صفوف المعتقلين، لتشكل عمليات قتلهم وإعدامهم في هذه المرحلة، أحد أوجه حرب الإبادة المنظمة بحق شعبنا.
وتابع أن كل الدعوات التي خرجت على مدار الفترة الماضية لإغلاق المعسكر، والترويج لذلك بنقل المعتقلين المحتجزين فيه، ما هي إلا جزء من سلسلة إدعاءات خرج بها الاحتلال بعد سلسلة تحقيقات صحفية دولية تناولت جرائم التعذيب في المعسكر، وكذلك مع تصاعد شهادات معتقلين من غزة أُفرج عنهم، بالإضافة إلى شهادات محامين تمكنوا من إتمام زيارات محدودة لعدد من معتقلي غزة، علما أن "سديه تيمان" محطة واحدة من بين عدة سجون شكلت أحد أبرز الشواهد على جرائم التعذيب ومنها سجن "النقب".
وأكد الزغاري أنه "منذ بداية تصاعد جرائم التعذيب -غير المسبوقة- بمستواها بحق المعتقلين، طالبنا بضرورة فتح تحقيق دولي بشأن هذه الجرائم، بحيث يفضي إلى محاسبة الاحتلال الذي ينفذ جرائمه أمام عجز دولي مرعب، جزء منه عجز المنظومة الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان عن وضع حد للإبادة والجرائم بحق المعتقلين".
ولفت إلى أن أغلبية معتقلي غزة ما زالوا رهن جريمة الإخفاء القسري، على الرغم من الزيارات المحدودة التي سُمح بإجرائها مؤخراً، فضلا عن احتجاز جثامين العشرات من معتقلي غزة الذين استُشهدوا في المعسكرات والسجون ويواصل الاحتلال إخفاء هوياتهم، إلى جانب جريمة الإعدام الميداني التي نُفذت بحق معتقلين آخرين.
ودعا إلى ضرورة عقد جلسة طارئة لهيئة الأمم المتحدة، حول ما يتعرض له معتقلونا في سجون الاحتلال ومعسكراته، من عمليات قتل وتعذيب واغتصاب، وتجويع، وإذلال.
وحمّل الزغاري الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير آلاف المعتقلين في سجونه، منهم الأطفال والنساء، وجدد مطالبته بتدخل فوري وعاجل لوضع حد لجرائم التعذيب والاغتصاب بحق المعتقلين.