غزة- تقرير معا- شكل خبر استشهاد القائد الكبير إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران صدمة في أوساط الغزيين وفي مخيمات النزوح في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية منذ عشرة اشهر سقط خلالها أكثر من أربعين ألف شهيد والاف الجرحى.
وأعرب المواطنون عن حزنهم الشديد على غياب هنية الذي كان يمثل القيادة المعتدلة في حركة حماس .
ومع استمرار الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة لم تقم اي فعاليات علنية للعزاء بقطاع غزة فيما رفع جيرانه في مخيم الشاطئ صورة له فوق انقاض منزله.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصور القائد هنية وفيديوهات تتناول مراحل حضوره وغيابه.
ونعت الفصائل الفلسطينية القيادي هنية في بيانات منفصلة مؤكدة ادانتها للجريمة التي استهدفته مع احد مرافقيه في طهران.
وفقد هنية ثلاثة من أبنائه قبل عدة أسابيع في غارة على مخيم الشاطئ إضافة إلى ستة من احفاده والعشرات من عائلته.
ويعتبر اغتيال إسماعيل هنية من أقوى الضربات التي تلقتها الحركة منذ بداية الحرب. وانضم ابو العبد هنية إلى قائمة طويلة من الشهداء القادة الذين سبقوه، أبرزهم مسؤول المكتب السياسي للحركة صالح العاروري الذي جرى اغتياله في بيروت مطلع كانون الثاني/يناير الماضي.
إسرائيليا، منذ اغتيال إسماعيل هنية، ذهبت اسرائيل لنشر قائمة بقيادات الحركة التي اغتالتهم منذ بداية الحرب، والذين هم على قائمة الإغتيال آخرهم كانت صورة هنية.
وتجدر الإشارة إلى أن هنية تم انتخابه لأول مرة ليحل محل خالد مشعل كرئيس للمكتب السياسي لحماس في مايو 2017، بعد أن أعلن الأخير في عام 2016 أنه لن يترشح للمنصب مرة أخرى. هنية، الذي كان نائباً له سابقاً، بقي في قطاع غزة أربعة أشهر فقط منذ انتخابه، ثم غادر إلى الدوحة في قطر. ومنذ ذلك الحين لم يعد إلى غزة، خوفا من أن تقوم إسرائيل بالقضاء عليه.
وبعد عملية الاغتيال، عقدت القيادة الإيرانية العليا اجتماعا طارئا في مقر إقامة المرشد الأعلى علي خامنئي. وذكرت وسائل إعلام غربية أن القيادة الإيرانية أصيبت بـ"صدمة كاملة" عقب عملية الاغتيال.
والآن تهدد إيران بالرد بقسوة، ويخشى العالم اندلاع حرب إقليمية.
وتقول صحيفة يديعوت احرنوت إن اختيار اغتيال هنية في طهران مثير للاهتمام، لأنه من وجهة نظر إسرائيل هو اصطياد عصفورين بحجر، إيذاء أكبر زعيم لحماس، وكذلك إرسال رسالة إلى طهران بأنها ليست محصنة. وإذا استمرت في استضافة فصائل المقاومة فإنها ستدفع ثمنا باهظا في الداخل.