دبي- معا- شارك حاخامات من حركة "ناطوري كارتا" الدينية اليهودية المناهضة لـ"الصهيونية" في تشييع جنازة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بالعاصمة القطرية الدوحة.
وأمس الجمعة، ووري هنية الثرى في مقبرة الإمام المؤسس بمدينة لوسيل شمال الدوحة، عقب اغتياله الأربعاء في العاصمة الإيرانية طهران بضربة نُسبت إلى إسرائيل.
وأعلنت حركة "ناطوري كارتا" عبر حسابها على فيسبوك، "وصول حاخامات مناهضين للصهيونية إلى قطر للمشاركة في تشييع جنازة هنية".
وأظهر مقطع مصور تداوله صحفيون عبر منصات التواصل، رفع هؤلاء الحاخامات خلال مشاركتهم في جنازة هنية، لافتة مكتوبا عليها "اليهود ليسوا صهاينة".
والجمعة، أدانت "ناطوري كارتا"، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، اغتيال هنية على يد من وصفته بـ"النظام الصهيوني في إسرائيل".
وقالت الحركة اليهودية: "ارتُكبت هذه الجريمة (اغتيال هنية) في خضم الإبادة الجماعية على غزة المحاصرة، والمتواصلة منذ 10 أشهر".
واعتبرت أن "سلسلة العنف المأساوي هذه بدأت مع ظهور الصهيونية واحتلال فلسطين".
وأضافت: "دمر هذا الاحتلال السلام التاريخي الذي كان قائما في فلسطين لقرون، وكان السبب الجذري في وفاة مئات الآلاف من الناس من الفلسطينيين واليهود".
وكشفت "ناطوري كارتا" أن حاخامات منها، التقوا هنية في "زيارة إنسانية تاريخية" إلى غزة عام 2009، و"أكدوا المعارضة اليهودية الأصيلة للصهيونية، والأمل في العيش بسلام كما فعلنا تاريخيا".
وقالت في بيانها، إن الوفد أكد لهنية آنذاك أنه "وفقا للدين اليهودي، يُحظر على اليهود أن يكون لهم دولة ذات سيادة ويُحظر عليهم القتل أو السرقة أو قتال أي دولة".
وأضافت أنها أبلغت هنية بأن "اليهود الأصليين متضامنون مع الشعب الفلسطيني حتى التحرير الكامل لأرضهم"، وأن "دولة إسرائيل لا تمثل الشعب اليهودي، وكذلك لا تمثل الحركة القومية الصهيونية، اليهودية، وهي دين مقدس".
وقالت "ناطوري كارتا" إن هنية أوضح لوفدها إلى غزة حينها، "فهمه للتمييز بين الصهيونية والشعب اليهودي". وقال: "نحن لا نعتبر اليهود أعداءنا لأنهم يهود، فالمشكلة تكمن في الاحتلال الذي احتل أرضنا، وأرسل شعبنا إلى المنفى، وشن حربا علينا".
وأضافت الحركة: "نتقدم بأحر التعازي إلى أسرة هنية، وإلى الشعب الفلسطيني، وإلى كل ضحية من ضحايا دورة سفك الدماء في فلسطين".
وختمت بالقول: "صلاتنا الصادقة هي من أجل نهاية سريعة وسلمية للاحتلال الإجرامي، واستعادة السلام، وفلسطين حرة تماما".
وبشكل متكرر، تنظم حركة "ناطوري كارتا"، ومقرها الولايات المتحدة، احتجاجات للتنديد بالحرب الإسرائيلية على غزة، ما يعرضها لانتقادات شديدة من جماعات يهودية أخرى.
وتتكون هذه الحركة من يهود أرثوذكس، ويؤكد أعضاؤها أن "الصهيونية أيديولوجية لا تمثل اليهودية".
والأربعاء، أعلنت حماس وإيران اغتيال هنية، بغارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر إقامته بطهران، غداة مشاركته في حفل تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان، فيما لم تتبن تل أبيب ذلك حتى الساعة.
وتوعدت كل من حماس وإيران بالرد على اغتيال هنية، فيما تتواصل اتصالات ومساع دولية للتهدئة خشية توسع الصراع بالمنطقة.
وجاء اغتيال هنية بينما تشن إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 130 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.