القدس - تقرير معا-في أول الخطوات العملية لتنفيذ مشروع "وادي السيلكون" الاستيطاني، على أنقاض "المنطقة الصناعية" في حي وادي الجوز في القدس، نفذت آليات الاحتلال عملية هدم 4 منشآت في الحي، فيما يتهدد الخطر عشرات المنشآت الصناعية في المكان.
واقتحمت طواقم البلدية برفقة القوات الخاصة والشرطة، في ساعات صباح اليوم الثلاثاء المنطقة الصناعية في وادي الجوز، واغلقت الشارع الرئيسي في المكان، ثم شرعت باقتحام منزل و3 محلات "مرآب، محلات لبيع قطع السيارات" ونفذت عملية الهدم دون سابق إنذار، وهددت بالعودة قريبا لتنفيذ عمليات هدم مشابهة.
وأوضح أصحاب المنشآت أن عملية الهدم تمت دون سابق انذار، ويوجد محاكم شهر أيلول القادم، وعملية الهدم نفذت بصورة مفاجئة، ومنع أصحاب المحلات من الوصول اليها واعتدي على البعض بالضرب والدفع.
بسام طه – صاحب أحد المحلات الذي هدم قال:" بعض من المحلات في المنطقة الصناعية قائم قبل الاحتلال، واليوم نفذ هدم أحد هذه المحلات والذي تدل جدرانه وأسواره قدم بنائه، مضيفا:" مئات العائلات تعتاش من المنطقة الصناعية، أكثر من 200 منشأة مهددة بالهدم لصالح مشروع "وادي السيلكون"، والذي سيقام على أنقاض هذه المحلات".
وتخطط سلطات الاحتلال إقامة مشروع "وادي السيلكون" على 30 دونما من أراضي المنطقة الصناعية، ويشمل: شركات للهايتك، فنادق، مجمعات تجارية، شوارع ضخمة، كلية تقنية خاصة بالتكنولوجيا ومساحات خضراء، وبداية العام الجاري أعلنت بلدية الاحتلال موافقتها على المشروع،
وقال طه:" بعد احتلال القدس بعد سنوات، كان الحديث عن مخططات مختلفة في المنطقة الصناعية، وجميعها تهدف لهدمها ونقل خارج منطقة وادي الجوز، وفي عام 2020 فوجئ أصحاب المنشآت والأراضي بتخطيط بلدية الاحتلال لإقامة مشروع ما يسمى "وادي السيلكون" في المكان، على امتداد شارع ضخم يضم" منشآت صناعية، تجارية مختلفة، سكن" وهي قائمة منذ سنوات"، وبعضها قبل عام 1967.
موسى بزبز – أحد أصحاب الكراجات التي هدمت- قال:" الشرطة اقتحمت الكراج قبل يومين، وأبلغتني شفويا بقرار هدم لسقف الكراج "ٍسقف من الزينكو" بحجة عدم الترخيص، وطلبت منها "قرار الهدم من البلدية" للتوجه للمحامي لفحص الأمر، لكنها رفضت وانسحبت من المكان".
وأضاف:" اليوم اقتحمت الموقع وقامت بتحطيم القفل، ثم شرعت بعملية الهدم، لافتا أن السقف قائم قبل 30 عاماً".
عملية الهدم التي نفذت اليوم، هي مقدمة لتنفيذ عمليات هدم مماثلة للمنطقة الصناعية الوحيدة في مدينة القدس الشرقية، ومصادرة الأرض لتنفيذ أحد المشاريع ، ويروج لهذا المشروع بأنه "مشروع يهدف لتوفير فرص العمل للمقدسيين ولسد الفجوات بين القدس الشرقية والغربية"، ولكن أصحاب الأراضي والمنشآت يؤكدون رفضهم لهذا المشروع الاستيطاني الذي يسلب الأرض والرزق.
وهذا المشروع هو مستوحى من وادي السيليكون في الولايات المتحدة، وهو جزء من مبادرة حكومية مدتها خمس سنوات بقيمة 2.1 مليار شيكل، أعلنت بلدية الاحتلال عنها شهر حزيران 2020، وبدأت تسليم وتوزيع الإنذارات وإخطارات الهدم والمصادرة، وبدأ أصحابها بصراع في المحاكم الإسرائيلية، ورغم عدم البت بالاعتراضات المقدمة تم المصادقة على المشروع مطلع العام الجاري.