بيت لحم معا- من المحتمل ألا يتم ابرام صفقة التبادل قريباً. الفرص لا تزال قائمة، لكن حتى تحصل قطر على أجوبة من يحيى السنوار حول بعض الأسئلة الأولية التي صاغتها إدارة بايدن وإسرائيل، سيكون من المستحيل معرفة ما إذا كان الباب قد أغلق نهائيا أو ما إذا كانت هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق.
ويضيف المراسل العسكري في صحيفة يديعوت احرنوت روني بن يشاي ، "من المتوقع أن تصل إجابات السنوار نهاية الأسبوع، وبعد ذلك سيكون هناك اجتماع آخر للوسطاء مع الوفد الإسرائيلي وممثلي الولايات المتحدة لإجراء المزيد من المناقشات.
تعترف مصادر قريبة من المفاوضات، وليست من رجال بنيامين نتنياهو، بأن إسرائيل ورئيس الوزراء يفكران في المرونة إذا كان زعيم حماس على استعداد لقبول عرض الوساطة الأمريكية الأخير.
وبحسب الصحيفة فإن هناك بريق امل بعد محادثة نتنياهو وبايدن ، قدمت الولايات المتحدة لحماس أسئلة على غرار ما يلي: "إذا اتفقت إسرائيل والولايات المتحدة على كذا فماذا سيكون جوابك؟" (جواب السنوار طبعا). ومن المفترض أن تصل الإجابات المذكورة قبل نهاية الأسبوع، ومن ثم سيكون من الممكن معرفة ما إذا كانت المفاوضات مستمرة أم أننا وصلنا إلى طريق مسدود.
ماذا يريد السنوار
يقول بن يشاي في مقاله ، وبحسب المعلومات المتوفرة، يبدو أن خطه السنوار الإستراتيجية تتضمن خمسة أقسام يصر عليها:
1. وقف الحرب والضغط العسكري، بما في ذلك، على سبيل المثال، تدمير الأنفاق.
2. يريد السنوار أن تبقى حماس في غزة كحركة "مقاومة" . لكنه لا يريد الاستمرار في حكم غزة، وهو مستعد لأن يتولى الغزيون من موظفي السلطة الفلسطينية -أو حتى السلطة نفسها أو كيان فلسطيني آخر مثل محمد دحلان- إدارة حياة المواطنين بينما تركز الحركة على محاربة إسرائيل.
3. عودة النازحين الموجودين حالياً في مناطق الإيواء إلى منازلهم، والبدء دون تأخير في إعادة إعمار غزة من قبل المجتمع الدولي.
4. السنوار يطالب حماس باستعادة قوتها العسكرية بعد الضربات القاصية التي تلقتها.
5. السنوار يريد ضمانات أميركية - وليس وعوداً، ضمانات - بأن الاتفاق سينفذ وأن إسرائيل لن تتمكن من شن حرب بعد انتهاء المرحلة الأولى أو الثانية من صفقة التبادل.
وتضيف الصحيفة أن الهدف الرئيسي للسنوار هو إنهاء الحرب. وهذا ما يأمل الحصول عليه إذا تطورت حرب إقليمية في أعقاب رد نصر الله على مقتل شكر، الأمر الذي سيجبر الجيش الإسرائيلي على سحب معظم قواته وجهود سلاح الجو من القطاع، والتركيز على المواجهة مع حزب الله. وربما أيضاً مع إيران المترددة حالياً، ومع وكلائها الآخرين، بحسب منشورات في الصحافة العربية، يضغط أعضاء حماس في لبنان على حزب الله لتوجيه الضربة الانتقامية من أجل إشعال حرب إقليمية.
تريد حماس، كما يضيف كاتب المقال عودة سكان غزة إلى منازلهم وبدء إعادة الإعمار من خلال سحب الجيش الإسرائيلي من ممر نتساريم، الذي يفصل شمال القطاع عن وسط القطاع و الجنوب، يريد السنوار عودة رجاله إلى شمال القطاع مع اللاجئين والنازحين، ولذلك يصر على أنه لن يكون هناك تفتيش إسرائيلي على نتساريم.
كذلك تصر حماس على انسحاب إسرائيل من محور فلديفيا ومن معبر رفح من أجل استعادة قوتها ولهذا السبب فإن محور فيلادلفيا هو مطلب مركزي لحماس، وبالتالي هذا هو أيضا السبب الذي يجعل نتنياهو يعارضه بعناد وعلنا، على الرغم من أنه يعلم أنه يمكن أن ينسف الصفقة بحسب يديعوت احرنوت.
فيما يتعلق بمحور فيلادلفيا، هناك نهجان في إسرائيل. الأول هو نظام الدفاع، الذي يضم وزير الجيش يوآف غالانت، ورئيس الموساد ديفيد بارنيع ورئيس الشاباك رونان بار، ومسؤول ملف الأسرى نيتسان ألون. ويرى هذا النهج أن الجيش الإسرائيلي يمكنه الإخلاء من محور فيلادلفيا في الوقت الحالي.
وتعتقد هذه المصادر أن الجيش الإسرائيلي يمكنه العودة إلى محور فيلادلفيا في أي وقت يريده إذا لاحظ انتهاكًا للاتفاق من قبل حماس.
ووفقاً للنهج الثاني لرئيس الوزراء نتنياهو، إذا انسحبت إسرائيل من محور فيلادلفيا، فإن المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، لن يسمح لها بالعودة إليه، بل وربما يهددها بالعقوبات، لأن إعادة احتلاله قد يشعل حرباً إقليمية وتجديد معاناة سكان غزة.
وبحسب الصحيفة يبدو أن نتنياهو ابلغ بلينكن سرا إن إسرائيل وهو شخصياً لن يمنعا التوصل إلى صفقة إذا كانت مسألة محور فيلادلفيا هي العقبة الرئيسية.
وبحسب كل المؤشرات، أوضح نتنياهو لكبار المسؤولين في إدارة بايدن أنه إذا طُلب من إسرائيل تقديم تنازل في هذا الشأن، فإنها لن تفعل ذلك إلا بعد اقتناعها بأن حماس مهتمة بالتوصل إلى صفقة الآن ومستعدة لتنفيذها.
في المقابل، على الجبهة الشمالية، يبدو أن هناك انعطافاً في المبادرة الإسرائيلية. وبحسب المعلومات والتقديرات، فإن حسن نصر الله مصمم على الانتقام لاغتيال فؤاد شكر ، وقد قرر الجيش الإسرائيلي، كما يظهر على الأرض، توجيه ضربة مفاجئة لقدرات حزب الله الاستراتيجية في المنطقة وهو ما يتم ملاحظته من خلال قصف منطقة بعلبك في وادي لبنان وتحييد عدد كبير من الصواريخ والقذائف الدقيقة المخزنة هناك والتي تشكل القدرة الاستراتيجية.
من كل ما سبق، تقول الصحيفة" يبدو أن المشكلة الأساسية في الوقت الحالي هي أن السنوار يأمل في أن تؤدي حرب إقليمية بين إسرائيل وحزب الله وإيران ووكلائها إلى إنهاء الحرب في غزة دون أن يضطر إلى تقديم تنازلات. ولهذا تأخر في إجابته وانتظر أن يوجه حزب الله الضربة.
وكذلك الخلافات بين توجه نتنياهو في ما يتعلق بفيلادلفيا ومحور نتساريم وبين توجه المؤسسة الأمنية هي في الأساس قضية إسرائيلية داخلية، أو على الأكثر بين إسرائيل والولايات المتحدة.