غزو- معا- كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن إسرائيل أجبرت 250 ألف فلسطيني بقطاع غزة على النزوح قسرًا خلال أغسطس/آب الجاري، من خلال إصدارها 12 أمر إخلاء.
وذكرت "الأونروا" في منشور عبر حسابها على منصة "إكس" أن أوامر الإخلاء الإسرائيلية في غزة خلال أغسطس/آب وصلت إلى 12 أمرًا ما تسبب في نزوح قسري لنحو 250 ألف شخص.
وأضافت: أصبح لا مفر من هذه الدوامة المرهقة في قطاع غزة.
وحذرت الوكالة الأممية من أن سكان غزة باتوا عالقين في دوامة نزوح قسري متكرر، حيث تواصل العائلات الفرار وسط العمليات العسكرية وحر الصيف اللاهب.
تقلص المساحة المتاحة للفلسطينيين
يُذكر أنه في بداية العام، دفعت أوامر الإخلاء الفلسطينيين الفارين من الحرب إلى اللجوء إلى مناطق تبلغ مساحتها نحو 33% من القطاع، وفقًا للأمم المتحدة؛ والآن انخفضت هذه المساحة إلى 11% فقط من غزة.
وتقلص المساحة المتاحة للفلسطينيين تسبب في تفاقم المخاوف بشأن تفشي الأمراض وتدهور الظروف المعيشية في الجيوب الصغيرة المتاحة للمأوى.
وأعلنت العديد من الجهات، بما فيها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، أنه لا مكان آمنًا في قطاع غزة، الذي لا تزال قوات الاحتلال تستهدفه بالقصف منذ ما يزيد على 10 أشهر، مما دعا العديد من السكان إلى النزوح مرات ومرات، هربًا من نيران القصف، وسعيًا للنجاة من آلة الحرب الإسرائيلية التي لم تجد حتى الآن من يوقفها.
ومع كل أمر إخلاء تصدره سلطات الاحتلال، يقف النازحون الفلسطينيون في حيرة من أمرهم، لا يدري أحدهم إلى أين يتجه، ليس بوسعهم شيء إلا الاستجابة لأوامر الإخلاء بدلًا من البقاء تحت القصف الذي أزهق أرواح عشرات الآلاف، لكن سرعان ما تزداد حيرتهم حين يفكرون في وجهتهم المقبلة، لا سيما وأن قطاع غزة لم يعد يضم مكانًا آمنًا يمكنهم النزوح إليه، والمكوث به حتى تضع هذه الحرب المستعرة أوزارها.
أنقذوا الأطفال
وفي السياق نفسه، طالبت منظمة "أنقذوا الأطفال"، الحكومة البريطانية بتعليق فوري لجميع مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل "لخطورة استخدامها بارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي".
وقالت المنظمة الدولية، التي تتخذ من بريطانيا مركزا لها، على منصة (إكس): «نشعر بحزن شديد عندما نرى أن 6 أطفال بينهم 4 توائم في العاشرة من العمر، وأمهم، هم أحدث ضحايا الغارات الجوية الإسرائيلية في غزة».
وأضافت: "نحن ببساطة لا نستطيع قبول العنف الذي لا يزال الأطفال الفلسطينيون يواجهونه كأمر طبيعي".
ودعت المنظمة: «حكومة المملكة المتحدة إلى التعليق الفوري لجميع مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، نظرًا للخطر الواضح المتمثل في أنه قد يتم استخدامها لارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي».
وقالت المنظمة في بيانها: تستمر أوامر الإخلاء التي أصدرتها السلطات الإسرائيلية في 13 و15 و16 و21 آب/أغسطس في عرقلة عمليات الإغاثة، مما يؤثر على عدد من الوكالات بما في ذلك منظمة إنقاذ الطفولة، وميرسي كور، والمجلس النرويجي للاجئين، وأطباء بلا حدود، ومنظمة التضامن الدولية، والمساعدات الطبية للفلسطينيين، وأوكسفام، والإنسانية والإدماج، والعمل ضد الجوع، والإغاثة الإسلامية، ومشروع الأمل، ودان تشيرش إيد، والمساعدات الكنسية النرويجية والشركاء، والشركاء الفلسطينيين لمنظمة أكشن إيد، وور تشايلد، والمجلس الدنماركي للاجئين، وأطباء العالم، وتحالف أطفال الشرق الأوسط، ووي ورلد.
وأضافت: أصبحت المجتمعات المحلية منقطعة عن المساعدات الحيوية، حيث يواجه الموردون الذين يسلمون المواد الأساسية مثل المياه، تحديات في الوصول إلى المواقع القريبة من المناطق التي أُمر الناس بمغادرتها.
وأشارت: يجب السماح للجهات الفاعلة الإنسانية بتقديم المساعدات على أساس الحاجة وليس بناءً على تحديد مناطق آمنة من قبل أحد أطراف النزاع.
وقال جيريمي ستونر، المدير الإقليمي لمنظمة إنقاذ الطفولة في الشرق الأوسط: حتى لو سمحت السلطات الإسرائيلية بدخول لقاحات شلل الأطفال، مع تنقل أكبر المستجيبين في غزة من مكان إلى آخر باستمرار، فكيف يمكننا تنفيذ حملة فعّالة والوصول إلى الأطفال الذين هم في أمس الحاجة إلى هذه الحماية؟ إذا كنت تريد أن تفهم وضع الوصول، فهذا هو الحل – وليس القليل من الشاحنات المسموح لها بالدخول بشكل استثنائي.
وأضاف: لقد تم اقتلاع الفلسطينيين في غزة بلا هوادة، وأُرغموا على الانتقال من منطقة “آمنة” إلى أخرى، وتحملوا مشقة وخسائر لا يمكن تصورها. ومن بينهم عمال إنسانيون شجعان يخاطرون بحياتهم كل يوم لإنقاذ الآخرين. إن قدرتنا على تقديم مساعدات ذات مغزى في أي جزء من غزة لا تلبي طموحاتنا، ناهيك عن الاحتياجات الهائلة. إن دير البلح، التي أُعلنت ذات يوم منطقة إنسانية، تتعرض الآن للهجوم والقصف على عتبة دارنا، قالت سالي أبي خليل، المديرة الإقليمية لمنظمة أوكسفام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأوضحت سوزي فان ميجن، المديرة المؤقتة للمجلس النرويجي للاجئين في فلسطين: نحن منظمة إنسانية نحاول تقديم الخدمات الإنسانية في المنطقة التي أعلنتها إسرائيل من جانب واحد “منطقة إنسانية”. هذه الظروف لا تعاقبنا فحسب، بل تؤثر أيضًا على المدنيين الذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدة.
وأتمت: لقد أصبح الوضع خطيرًا بشكل لا يصدق. هناك قتال مستمر، وأصوات القصف والانفجارات مسموعة بوضوح. تنتشر الأمراض الجلدية بسرعة. أصبحنا جميعًا نخشى أن نصاب بالعدوى. والثمن الجسدي حقيقي. كنت أعاني من آلام شديدة في المعدة، ربما بسبب المياه الملوثة التي نضطر إلى شربها. لا أعرف إلى متى يمكننا البقاء على قيد الحياة على هذا النحو، قالت لينا*، أحد موظفي ميرسي كور في غزة.