رام الله- معا- نظم ملتقى الشباب الفلسطيني للحرية والديمقراطية بالشراكة مع مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية، مؤتمره الشبابي السنوي تحت عنوان "تحديات الشباب الفلسطيني.. في ظل اليوم العالمي للشباب"، وذلك في قاعات جمعية الهلال الأحمر في رام الله بمشاركة وحضور عدد من الخبراء والباحثين والمهتمين بواقع الشباب ونخبة شبابية متميزة من محافظات الوطن.
وفي مداخلته رحب د. اياد اشتية رئيس ملتقى الشباب الفلسطيني للحرية والديمقراطية بالحضور، مقدماً شكره للشركاء الاستراتيجيين مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية، مشيراً إلى أن هذا المؤتمر السنوي يأتي تزامناً مع احياء العالم ليوم الشباب الدولي، وفي ظل ظروف صعبة للغاية يعيشها الشباب الفلسطيني خاصة في ظل الأوضاع الأمنية والسياسية في الشرق الأوسط بشكل عام وفي فلسطين بشكل خاص، مشدداً على أهمية دور الشباب الذي يقع على عاتقهم تحمل أعباء المرحلة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ونفسياً، ومعرباً عن أمله في إيجاد دور أكبر للشباب من خلال إتاحة الفرص لهم وإعطائهم دور بالإسهام في صنع القرار مع تأكيده على أن التغيير يبدأ من الشباب أنفسهم، داعياً إلى استمرارية العمل على قاعدة الشراكة الفاعلة بين الجميع مؤسسات وهيئات وأفراد لما فيه من مردود ايجابي على شبابنا الفلسطيني، وان تكون أولى الأولويات التحرر والانعتاق من الاحتلال.
وفي مداخلتها أشارت السيدة أميرة جبر مديرة فلسطين في مؤسسة فريدريتش ناومان إلى أن الشراكة مع الملتقى هي شراكة استراتيجية في تمكين الشباب الفلسطيني، مثنيه على جدية ونوعية الأنشطة والمشاريع التي ينفذها الملتقى من أجل خدمة الشباب والمجتمع الفلسطيني ككل، وتطرقت جبر إلى دور المؤسسة الالمانية العالمي والإقليمي والمحلي في دعم مفاهيم الحرية والديمقراطية من خلال تقديم برامج التعليم المدني، وتعزيز الحوار السياسي الدولي، وتقديم الاستشارات السياسية، من خلال شبكة مكاتب المؤسسة المنتشرة في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا وآسيا، مشيرة إلى أن المؤسسة ومن ضمن ما تقوم به في العالم وفي فلسطين بشكل خاص الاسهام في بناء مجتمعات ديمقراطية، حديثة ومدنية، والعمل على تقوية المجتمع المدني، بالإضافة إلى التعريف بمفاهيم الحرية وحقوق الإنسان، المساواة والتعددية السياسية والفكرية.
وفي الكلمة الرئيسة للمؤتمر قالت د. ليلى غنام محافظ محافظة رام الله والبيرة رغم الالم وحرب الابادة المتواصلة على كل ما هو فلسطيني، فإننا متمسكون بالعمل لبعث الأمل في نفوس أبناء شعبنا، وخاصة شبابنا الذين يواجهون ظروفا وواقعاً صعبا على كافة المستويات، لذا نشارك في فعاليات هذا المؤتمر الشبابي المهم لإيماننا المطلق أن شبابنا الفلسطيني هو أنموذج حي للارادة الصلبة التي تنبض في قلب كل حر.
وأكدت غنام خلال المؤتمر على دور الشباب كشريك فاعل في المجتمع وفي الحياة السياسية والعامة، ودعتهم للإبقاء على مفاهيم الحياة والامل وأنهم حاضر الوطن ومستقبله.
وأثنت غنام على دور ملتقى الشباب الفلسطيني وشركائهم في دعم قضايا الشباب والوقوف على احتياجاته باستمرار، مشيرة الى أن جمالية المؤتمر تكمن في فسيفساء الحضور الذي جمع الشباب الفلسطيني من اختلاف محافظات الوطن، وبشكل يمثل القطاعات كافة.
من جهته قال د. بدر زماعرة المدير التنفيذي لمنتدى شارك الشبابي أن الشباب في وطننا يواجهون تحديات غير مسبوقة. من الأمن والأمان الغائب والتهجير القسري، إلى البطالة، والابادة والقتل المستمر، تتعاظم الأزمات التي تعيق تحقيق أحلامهم وطموحاتهم. لكن في قلب هذه المحن، يكمن الأمل في إرادة الشباب وصمودهم وهذا يتطلب الكثير من العمل لضمان بقائهم في فلسطين.
وأضاف زمارة، أن هذا المؤتمر الذي يعقد في ظل الظروف الإقليمية الراهنة هو دليل واضح على ارادة الشباب الفلسطيني الحرة رغم العراقيل كافة التي يضعها الاحتلال بحق الشباب، مشدداً على ضرورة تفعيل وتمكين الشباب الفلسطيني في كافة مجالات العمل الوطني، معتبراً ذلك مسؤولية مشتركة بين الشباب أنفسهم والقوى الفلسطينية الفاعلة.
وناقش المؤتمرون الفرص والتحديات والتوجهات المستقبلية والحلول المقترحة للمحاور الأربعة التي تناولها المؤتمر والتي أدارها ميسرون شباب مختصون بنظام المقهى العالمي بحيث يبدي المشارك رأيه في كافة المحاور والتي تمثلت الشباب والمشاركة السياسية، سوق العمل والبطالة، الاقتصاد وريادة الأعمال، إضافة الى التعليم والثقافة.
وتضمن المؤتمر الحديث عن القيادة والمبادرة الشبابية في الأزمة الحالية، والتي ادارها الخبير أيمن الميمي رئيس جمعية المدربين الفلسطينيين، وتضمنت عرض لقصص نجاح مبادرات شبابية ومنها مبادرة (علمني) الشبابية، ومبادرة جمعية الحياة الفلسطينية التي تقوم على أحياء مفاهيم العمل التطوعي، وتضمن الجلسة مداخلة للمدرب العالمي د. عمر مراد عبر تقنية زوم الذي يعد أحد أبرز خبراء بناء المبادرات القيادية.
الشباب المشاركين في المؤتمر عبروا عن آرائهم في هذا المؤتمر غير التقليدي، حيث استفادوا من مداخلات المتحدثين الرئيسيين في الجلسة الافتتاحية، وعبروا عن آرائهم واختلاف وجهات نظرهم في مجموعات محاور المؤتمر بكل سلاسة، وشدد أغلبهم على أن المجالات الاربعة التي ناقشها المؤتمر هي أساس واقع الشباب وحياتهم اليومية، خاصة في ظل الحرب المستمرة على أبناء شعبنا.
وكان المؤتمر افتتح بكلمة ترحيبية من الناشط الشبابية أسيل الزين، التي أشارت إلى أنالشباب هم العنصر الأساسي في عملية البناء، وتحقيق الذات هي جوهر الديمقراطية في المجتمع، مشددة على أهمية تعزيز روح المبادرة في أوساط الشباب في المجتمع وأهمية تعزيز مبادئ الحريات وما تتضمنها من حقوق وواجبات وعلى رأسها حق الشباب في المشاركة السياسية الفاعلة، وتعزيز مفاهيم الحريات العامة بما يتواءم مع سيادة القانون.