الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ورقة بحثية: "أموال حماس" ورقة استراتيجية تتلاعب بها قوى إقليمية

نشر بتاريخ: 27/08/2024 ( آخر تحديث: 27/08/2024 الساعة: 10:21 )
ورقة بحثية: "أموال حماس" ورقة استراتيجية تتلاعب بها قوى إقليمية




لندن- معا- في ورقة تقدير موقف لمتابعة التطورات الاقتصادية والسياسية المتعلقة بالمقاومة وتأثيرها على بعض من كبار الدول في العالم ، نبهت ورقة بحثية أصدرها مركر رصد للدراسات في لندن إلى تحول التفوق الاقتصادي والأموال التي حققتها حركة حماس إلى نقطة سياسية ومركزية تستخدمها دول إقليمية لتحقيق مكاسب تتنافس عليها الآن كلا من تركيا وإسرائيل.
وبات واضحا، بحسب الورقة أهمية هذه النقطة واستغلالها مع التغريدة السابقة التي وضعها وزير الخارجية الإسرائيلي "يسرائيل كاتس" والذي زعم ان أبناء الشهيد إسماعيل هنية طلبوا من الرئيس التركي تسليم أموال والدهم في البنوك التركية وأصول أخرى ، وكان لافتا وضع كاتس لهذه المعلومات في تغريدة له.
الورقة أكدت وبوضوح ان مبادرة "إسرائيل كاتس" بكتابة هذه التغريدة حاليا وفي هذا الوقت تعني محاولة استغلال هذه المعلومة الاقتصادية ذات الطابع السياسي لحصد مكاسب بين الجمهور الإسرائيلي، في ظل تصاعد منحى الحرب الدائرة الان.
اللافت أنه حتى على الصعيد التركي فإن هذه القضية تأخذ منحى آخر ، حيث زعمت بعض من وسائل الإعلام التركية إلى دقة هذه النقطة ، وزعم الكاتب والمحلل السياسي التركي آحمد كاراباي في مقال له في موقع tr724 حمل عنوان "تركيا لن تعيد ثروة هنية التي يطلبونها إلى دقة وخطورة هذه القضية ، زاعما ان ثروة هنية في تركيا تُقدر بحوالي 5 مليارات دولار!
الورقة نبهت إلى أنه وعندما التقى أبناء هنية بأردوغان، طالبوا بأصول والدهم في تركيا باعتبارها أمواله الشخصية، غير أنه و من ناحية أخرى، تدعي قيادة حماس أن أصول هنية في تركيا تابعة للحركة، وهم يخشون أن يقوم أردوغان بتحويل الأموال إلى أبناء هنية.
عموما ومهما كان الموقف فإن هناك الكثير من الحقائق الاستراتيجية على أرض الواقع ومنها مثلا ، أن أموال الحركة حاليا في أزمة ويبدو أنها موضوعة بالاسم الشخصي لقيادات المقاومة، وليس باسم المقاومة بالمطلق .
ثانيا ان هناك حاليا حالة من الارتباك في ظل الضربات التي تتعرض لها المقاومة ، حيث بات واضحا الاحتياج الشديد للمال حاليا ، في ظل حرب الإبادة والاستهداف لقادة المقاومة والتي تحتاج بموجبها إلى المال.
اللافت ان هذه القضية تأخذ منحى حساس للغاية مع التفاعل التركي تحديدا معها ، حيث أعلنت السلطات التركية أن تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن الرئيس رجب طيب أردوغان رفض تحويل نحو 3 مليارات دولار في بنوك تركيا إلى أبناء إسماعيل هنية محض افتراء.
وقالت الخارجية التركية في بيان لها إن "منشور وزير الخارجية الإسرائيلي كاتس على مواقع التواصل الاجتماعي ضد الشهيد إسماعيل هنية ورئيسنا هو محض افتراء. هذه الكذبة تهدف إلى صرف الانتباه عن الإبادة الجماعية في غزة ولن تمنعنا من دعم الشعب الفلسطيني".
وانتهت ورقة تقدير الموقف بإن الأزمة السياسية الحاصلة الان باتت دقيقة للغاية في ظل التصعيد الحاصل على كافة المستويات ، الأمر الذي يزيد من حساسية النشاط الاقتصادي للمقاومة مع العمليات العسكرية المتواصلة في قطاع غزة.
وبات واضحا ، وهو الاستنتاج الذي توصلت إليه الورقة في النهاية، أن الكثير من الأمور المرتبطة بحركة حماس باتت حاليا بمثابة ورقة سياسية واقتصادية تعمل بعض من قوى العالم على اللعب بها لتحقيق وحصد مكاسب سياسية خاصة.