رام الله- معا- في تطور جديد، قررت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك+) تأجيل خطتها المقررة لزيادة إنتاج النفط لشهري أكتوبر ونوفمبر، وذلك بعد أن وصلت اسعار النفط الخام إلى أدنى مستوياتها في تسعة أشهر. وقد صرحت ثلاثة مصادر من داخل المجموعة لوكالة رويترز يوم الخميس أن أوبك+ اتفقت على تأجيل هذه الزيادة المخطط لها، والتي كانت بمقدار 180,000 برميل يومياً.
التحديات التي تواجه أوبك
الزيادة المخطط لها كانت تمثل جزءًا صغيرًا من الكمية التي تحتفظ بهاأوبك+ والتي تبلغ 5.86 مليون برميل يومياً، وهو ما يعادل نحو 5.7% من الطلب العالمي. وقد جاء هذا القرار لدعم السوق وسط حالة من عدم اليقين بشأن الطلب وتزايد الإمدادات خارج المجموعة.
بالنظر إلى حالة السوق الحالية، من الواضح أن أوبك+ تواجه ضغوطا متزايدة. من بين هذه الضغوط هو التباطؤ في الطلب العالمي على النفط،حيث يتوقع الآن أن ينمو الطلب بمقدار مليوني برميل يومياً في عام 2024، وهو أبطأ بنحو 80,000 برميل يومياً عن التوقعات السابقة. كما تتوقع المجموعة أن يكون نمو الطلب بمقدار 1.7 مليون برميل يومياً في العام المقبل،أي أقل بنحو 40,000 برميل عن التوقعات الأصلية.
ضعف الطلب الصيني
تعود أوبك+ لتخفيض توقعاتها للطلب في أغسطس بسبب انخفاض استهلاك النفط في الصين، وهي أكبر مستورد للنفط الخام في العالم. وقدأثر هذا الانخفاض على التوقعات العالمية بشكل كبير، حيث أن التباطؤ في النشاط الصناعي في الصين - الذي يعتبر المحرك الرئيسي للنمو العالمي - كان له تأثير سلبي على الطلب على النفط. وعلاوة على ذلك، أظهرت البيانات أن نشاط المصانع في الصين تقلص للشهر الرابع على التوالي في اغسطس، مما زاد من المخاوف حول توقعات الطلب العالمي.
التأثيرات على أسعار النفط العالمية
خلال الأسبوع الماضي، شهدت أسعار النفط تراجعات حادة، حيث تسيطرالمشاعر السلبية على الأسواق. وقد سجل النفط الأمريكي والخام القياسي العالمي برنت أسوأ أسابيع لهما منذ أكتوبر 2023. تعكس هذه التراجعات مخاوف المستثمرين من ضعف الطلب العالمي، خاصة بعد تقارير عن انكماش النشاط الصناعي في الصين، بالإضافة إلى تراجع هوامش التكرير العالمية، مما قد يدفع المصافي لتقليل عمليات التكرير.
وعلى صعيد متصل، أدت النزاعات السياسية في ليبيا، وهي من المنتجين الرئيسيين في أوبك، إلى فقدان حوالي 700,000 برميل يومياً من الإنتاج. ومع ذلك، تراجعت الأسعار بنحو 5% يوم الثلاثاء بعد أخبار تشير الى امكانية التوصل إلى اتفاق لحل النزاع.
توقعات الطلب على النفط في المستقبل القريب
بالإضافة إلى ذلك، تتوقع أوبك الآن نمواً في الطلب بمقدار مليوني برميل يوميا في 2024، وهو أبطأ بنحو 80,000 برميل يومياً مقارنةً بتوقعاتها السابقة. وتشير هذه التوقعات إلى زيادة حذرة في الطلب على النفط في المستقبل القريب، مع تركيز خاص على تأثيرات ضعف الطلب الصيني والنزاعات الجيوسياسية في دول أخرى مثل ليبيا.
كما أن المخاوف بشأن نمو الطلب لا تقتصر على الصين فحسب؛ فقد أدىانخفاض المخزونات النفطية في الولايات المتحدة، وفقاً لمصادر في السوق استندت إلى بيانات أمريكية، إلى زيادة الضغوط على الأسعار. وتأتي هذه التراجعات وسط شعور متزايد بين المستثمرين بأن الأوضاع الاقتصاديةالعالمية قد لا تكون داعمة لنمو الطلب على النفط بالشكل الذي كان متوقعاً.
خطوات أوبك+ القادمة
من المقرر أن يجتمع وزراء أوبك+ في اجتماع كامل يوم 1 ديسمبر لاتخاذقرار بشأن السياسة المستقبلية، بينما سيجتمع عدد من كبار الوزراء من المجموعة في لجنة المراقبة الوزارية المشتركة يوم 2 أكتوبر لتقديم توصياتهم. هذه الاجتماعات ستكون حاسمة في تحديد كيفية التعامل مع التحديات الحالية والمستقبلية.
الخلاصة
إن قرار أوبك+ بتأجيل زيادة الإنتاج المخطط لها يعكس تعقيد الأوضاعالحالية في السوق النفطي العالمي، حيث يواجه المنتجون تحديات متعددة تتعلق بالطلب العالمي، وخاصةً من الصين، بالإضافة إلى النزاعات الجيوسياسية وانخفاض هوامش التكرير. ومع استمرار حالة عدم اليقين،ستظل الأسواق تراقب عن كثب القرارات المقبلة لأوبك+ لتقييم مدى تأثيرها على مستقبل أسعار النفط والاقتصاد العالمي بشكل عام.