واشنطن-معا- أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن مسؤولين أمريكيين وغربيين، بأن قوات كوماندوز إسرائيلية نفذت الأسبوع الماضي، غارة على موقع أسلحة سري في سوريا.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أمريكيين وغربيين أن "إسرائيل نفذت غارة كوماندوز في سوريا يوم الأحد الماضي، دمرت فيها منشأة لإنتاج الصواريخ لـ"حزب الله" بالقرب من الحدود اللبنانية، مما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص في الموقع".
وقال المسؤولون إن "العملية شملت غارة جريئة من قبل القوات الخاصة الإسرائيلية، التي نزلت من طائرات الهليكوبتر واستولت على ما يبدو على مواد من منشأة الصواريخ".
وأضاف المسؤولون أن "القوات البرية شاركت في الهجوم بسبب تعقيده ولجلب معلومات من موقع الأسلحة السري"، مضيفين أنه "لم تقع إصابات إسرائيلية".
وأشار المسؤولون إلى أن "الغارة شملت غارات جوية على الموقع المترامي الأطراف، مركز الدراسات والبحوث العلمية، الذي يقع بالقرب من مصياف، في شمال غرب البلاد".
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، يوم الاثنين أن 18 شخصا قتلوا وأصيب العشرات جراء غارات إسرائيلية.
من جهتها، رفضت إسرائيل التعليق على الغارة.
وقبل تنفيذ الضربة، "أخطرت إسرائيل كبار المسؤولين الأمريكيين، بمن فيهم الجنرال مايكل كوريلا، رئيس القيادة المركزية الأمريكية"، وفقا لمسؤول أمريكي. وفي يوم الأحد، زار الجنرال كوريلا غرفة الحرب تحت الأرض التابعة للقيادة الشمالية لقوات الجيش الإسرائيلي، حيث عُرِضَت عليه الخطط العملياتية العسكرية للبنان، وفقا لقوات الدفاع الإسرائيلية.
ووصف خبراء مستقلون ومسؤولون إسرائيليون والحكومة الأمريكية المعهد في سوريا بأنه "مركز لأبحاث وتطوير الأسلحة، بمساعدة حليفة البلاد إيران".
وضربت إسرائيل مصياف، على بعد حوالي 25 ميلا من ساحل البحر الأبيض المتوسط، عدة مرات في الماضي، ففي عام 2018، اغتالت إسرائيل عالما سوريا عمل في المنشأة التي تعمل على تطوير الذخائر الموجهة بدقة.
وفي الواقع، كانت إسرائيل تستهدف المنشأة لسنوات عديدة، وفقا لمسؤول إسرائيلي كبير سابق لا يزال يقدم المشورة للحكومة وهو على دراية بالجهود الإسرائيلية لتحييد الموقع.
وأوضح أحد المسؤولين الغربيين لـ"نيويورك تايمز" أن "إسرائيل هاجمت المنشأة عدة مرات لكنها لم تتمكن من الوصول إلى الغرف الداخلية المحصنة بالغارات الجوية وحدها"، مشيرا إلى أن "قرار إرسال قوات الكوماندوز كان للتأكد من تدمير الموقع هذه المرة".
وكانت الغارات الجوية التي وقعت في وقت متأخر من يوم الأحد وصباح يوم الاثنين واحدة من أكثر الهجمات دموية في سوريا منذ أشهر.
وأفادت وكالة "سانا" بأنه بالإضافة إلى القتلى الثمانية عشر، أصيب 37 شخصا في الضربات، بما في ذلك ستة في حالة حرجة، لافتة إلى أن الطرق والبنية التحتية للمياه والكهرباء والهاتف تضررت.
ورأى المسؤولون المطلعون على العملية أن "الهدف الرئيسي للهجوم البري كان تدمير المنشأة"، مضيفين أن "الهدف الثانوي المهم كان جمع المعلومات الاستخبارية حول تطوير أسلحة حزب الله".
في حين نفى مصدر أمني إيراني الأنباء المتداولة عن فقدان إيرانيين في سوريا، مؤكدا أن ادعاءات إسرائيل بأسر ضابطين إيرانيين بمنطقة مصياف في سوريا ليست إلا ادعاءات كاذبة، وفق وكالة "تسنيم".
وبحسب وكالة تسنيم للأنباء، زعمت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية أن "الكيان المحتل أسر مجموعة من الجنود، بينهم شخصيتان إيرانيتان، باستخدام المظليين خلال الهجوم على منطقة مصياف السورية" في الأيام الماضية.
وأشارت الوكالة إلى أنه بعد هذه الأنباء، أكد مصدر مطلع في حديث لها أن "هذه الادعاءات محض أكاذيب".
وأضاف في هذا الصدد: "بالأساس لم تكن هناك قوات إيرانية متواجدة في سوريا في الموقع المزعوم (مصياف)، لكن هذه المنطقة كانت موقع الجيش السوري، ولهذا السبب جاء الادعاء اللاحق بإيذاء القوات الإيرانية أو أسرها. وهو غير صحيح تماما".
ويوم الاثنين الماضي، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الغارات التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي على منطقة مصياف في سوريا استهدفت "مركزا إيرانيا لبحوث تطوير وإنتاج الأسلحة".