القدس- معا- نظمت سفارة دولة فلسطين في المجر ندوة بعنوان "عيون على فلسطين - ما يقوله الخبراء" في معهد يونس إمره في بودابست. وركزت الندوة على الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في مجالات الطب والصحافة والآثار.
ترأس الندوة سفير فلسطين في المجر الدكتور فادي الحسيني، وتطرق إلى العديد من القضايا السياسية والإنسانية، بما في ذلك حرب الإبادة والعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس. لم يكن التركيز فقط على الأشهر الـ11 الماضية من إبادة غزة، والتي وصفها الحسيني بأنها "نفذت تحت ستار الدفاع عن النفس" حيث "أسقط 70 ألف طن من القنابل على غزة"، بل على عقود من القمع الذي عانت منه فلسطين بسبب الاحتلال. وخلص الحسيني إلى أن الاحتلال سينتهي حتمًا وستواصل فلسطين حمل روح فخورة مجيدة وثابتة حيث لا يموت الأمل أبدًا.
استمرت الندوة بكلمة الدكتور مادس جيلبرت، وهو طبيب نرويجي متخصص في الطب الطارئ، معروف دوليًا بعمله الميداني في غزة ودعمه الثابت للقضية الفلسطينية، والذي تحدث عن الصعوبات المتزايدة التي تواجه القطاع الصحي في غزة، والتي تشمل انخفاض عدد العاملين الطبيين، والعوائق المتعمدة للمساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية. أكد الدكتور جيلبرت أن هذه الإبادة واضحة وقال: "هذه ليست صراعًا صعبًا، هذا احتلال صعب".
تحدثت الناشطة الفلسطينية والمدير التنفيذي لعمال الصحة من أجل فلسطين، أميرة نمر، وهي أخصائية في التأثير الإنساني في جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية، عن آثار الاحتلال الإسرائيلي على الصحة العامة في فلسطين والعاملين الصحيين، متطرقًا إلى ما وصفته بـ "الأبرتهايد الطبي" في الضفة الغربية بما في ذلك القدس. سلطت نمر الضوء على وحشية العقاب الجماعي ضد المرضى الفلسطينيين، وتدمير النظام الصحي عن قصد، وقيام الجيش بأخذ المعدات الطبية الواضحة من المرضى الفلسطينيين، وإهانتهم وتفاقم أوضاعهم.
أدلت الدكتورة مريم فرانسوا، وهي صحفية وباحثة بريطانية متخصصة في القضية الفلسطينية، بتدخل فيديو حول وسائل الإعلام الغربية والمعايير المزدوجة، داعية الجميع إلى التحدث ورفع أصواتهم لدعم فلسطين وأهمية الوحدة في الكفاح من أجل العدالة والمساءلة.
قدمت منى الشامي، وهي طالبة مجرية من أصل فلسطيني، نتائج دراستها حول آثار الاحتلال بشكل عام وحرب الإبادة على وجه الخصوص على التراث والمواقع الأثرية الفلسطينية، وهو انتهاك آخر واضح للقانون الدولي، لا يحاسب الإسرائيليون عليه مرة أخرى.
اختتم السفير الحسيني الندوة بإعلان نية السفارة طباعة دراسة السيدة الشامي المتخصصة والمهمة ككتاب سيكون متاحًا للجميع في مهرجان بودابست الدولي للكتاب التاسع والعشرين الذي يعقد في الفترة من 26 إلى 29 سبتمبر 2024.
حضر الندوة عدد كبير من الشخصيات البارزة من السلك الدبلوماسي ومديري المعاهد الأكاديمية والمنظمات الدولية والمسؤولين ومؤسسات المجتمع المدني، بالإضافة إلى ممثلي الجالية الفلسطينية في المجر.
بعد الندوة، افتتحت جمعية الأطباء والصيادلة الفلسطينيين المجريين عيادة تقدم خدمات مجانية للجالية الفلسطينية والطلاب، بحضور السفير الحسيني والدكتور جيلبرت والسيدة نمر.
اختتمت زيارة الخبراء بتكريمهم لدعمهم للشعب الفلسطيني وقضيته. أقيم التكريم في مقر سفارة فلسطين، بمشاركة أمين سر فتح وعضو المجلس الوطني الفلسطيني، ورئيس وأعضاء مجلس إدارة الجالية الفلسطينية، وكبار الشخصيات ورجال الأعمال الفلسطينيين في المجر.