لندن - معا- تحل يوم الاثنين القادم الذكرى الأولى لعملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس وعاونتها بها حركة الجهاد الإسلامي في الهجوم على عدد من المستوطنات في العمق الجنوبي الإسرائيلي .
وبهذه المناسبة أصدر مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية في العاصمة البريطانية لندن ورقة بحثية حملت عنوان حسابات الربح والخسارة في ميزان المواطن الفلسطيني عقب السابع من أكتوبر.
في البداية تشير الورقة إلى نتائج بعض من الاستطلاعات الفلسطينية والدولية التي قامت بها عدد من المؤسسات لاستطلاع رأي المواطنين الفلسطينيين فيما يجري الآن من تداعيات لهذه العملية ، وتوضح الورقة أنه وعلى الرغم من أهمية ما حدث كان يمكن استثماره بتحقيق دولة فلسطينية لولا المحيط العربي المعادي مما خلق بعد ذلك شعورا بالخسارة لدى الفلسطينيين بعد مرور عام على المعركة ، فضلا عن أن حسابات الخسارة والشعور بضياع الحاضر والمستقبل يسيطران عليه أيضا.
وتوضح الورقة أن الكثير من المواطنين الفلسطينيين يرغبون حاليا في وقف الحرب والعدوان الإسرائيلي على القطاع ، معتبرين ان هذا هو الضمان الوحيد لعودة الحياة بصورة طبيعية لقطاع غزة بعد عام كامل من المعاناة.
اللافت هنا أن الورقة رصدت بعض الأصوات بدأت تظهر تنتقد ما قامت به حماس دون حساب العواقب، وتحت عنوان اغلاط ومغامرات السنوار ، قالت الورقة ان تصاعد أعداد الشهداء ، والمحيط العربي المعادي فضلا عن فقدان الامل لسكان غزة كان السمة الرئيسية لسكان القطاع عند حديثهم عن السنوار ، فضلا عن وجود شعور واضح لدى الغزاويين بانهم اضحوا بلا قيادة.
في المقابل نوهت الورقة إلى نقطة تعتبر لافتة ، وهي اعجاب بعض من الشباب من صغار السن من دون ال ٢٣ عاما بما قام به السنوار ، وهو أمر لافت خاصة بين الفلسطينيين في عموم الوطن وحتى الشتات.
وانتهت الورقة بالتأكيد على أن الخلافات الفلسطينية وعدم القيام بخطوات من أجل راب الصدع المتعلق بالخلافات الداخلية بين المنظمات والأحزاب الفلسطينية يمثل سببا رئيسيا وجوهريا لتفاقم الشعور بالغربة والضيق والقلق لدى المواطن الفلسطيني ، خاصة وأن حرب غزة ومن قبلها تداعيات الغزو البري للقطاع مثلا عاملين مهمين من أجل حث القيادات الفلسطينية على الوحدة ، إلا أن هذا لم يتم.
وتنتهي الورقة بالقول بأن المستقبل بالفعل بات غامضا في ظل الكثير من التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني خلال الفترة المقبلة .