لندن معا- جاء الخطاب الأخير لزعيم حركة حماس في الخارج خالد مشعل ليثير عدد من النقاط الدقيقة ومنها ، إنه يؤكد على تواصل وجود الحركة وتفاعلها بين الفلسطينيين والعرب ، حيث جاء الخطاب تزامنا مع خطاب آخر ألقاه القيادي خليل الحية.
أن الخطاب حمل عدد من نقاط التحدي الواضحة سواء في اللهجة أو الأسلوب ، وهو أمر يعكس إصرار الحركة على القتال مهما كانت التضحيات.
إلا أن الخطاب أثار مع كل هذا بعض من الانتقادات الأمنية في بعض من الدول العربية ، بسبب نقطة محددة وهي دعوة مشعل شعوب المنطقة للخروج للشوارع والتظاهر السياسي دعما لحركة حماس. ونبهت ورقة تحليلية سياسية أصدرها مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية في لندن إلى دقة هذه الدعوى بالتظاهر والتي وجهها مشعل للجماهير العربية خاصة في ظل الوضع الدقيق والحساس للكثير من الدول العربية الآن.
وعند هذه النقطة قالت الورقة أن عدد من الدول العربية لا يقبل بترحاب فكرة المظاهرات في الشوارع ، وهو أمر يمثل عقيدة أمنية لدى الكثير من الأنظمة العربية وقياداتها الأمنية والبوليسية ، الأمر الذي يفسر هجوم الكثير من منصات التواصل الاجتماعي في الخليج تحديدا ومعها حتى الإعلام المصري ضد خطاب مشعل ، وغيره من القطاعات العربية الأخرى.
واستشهدت الورقة بعدد من المقالات الصادرة صباح اليوم الثلاثاء في بعض من الدول مثل السعودية تحديدا ، حيث قال الكاتب والمحلل السياسي خالد السليمان في تحليل له نشرته صحيفة عكاظ السعودية : " لم تكن مغامرات حزب الله وحماس وكل فصائل محور المقاومة طيلة عقود من الزمن سوى حماقات غير محسوبة العواقب دفع الأبرياء في كل مرة ثمنها، بينما استمر المتاجرون بقضيتهم في العبث بمصيرهم والتسلق على أجسادهم النازفة وأرواحهم الصاعدة !
ويضيف السليمان : "باختصار.. يحتفل خالد مشعل بانتصاره في عالم السراب والأوهام، بينما يدفع الأبرياء في واقعهم الدامي ثمن إقامته في عالم سرابه وأوهامه !"
فضلا عن هذا نبهت الورقة لأسلوب تعاطي بعض من وسائل الاعلام الممولة من الامارات تحديدا لهذا الخطاب ، وعلى سبيل المثال قال موقع ميدل ايست في تقرير له أن كلمه مشعل أثارت غضبا واستنكارا واسعين في الشارع العربي، فمن جهة حملت تصريحاته استهانة واستخفافا بدماء الفلسطينيين، مع الترويج لميليشيات إيران التي ساهمت في توسيع نطاق الحرب دون أن تقدم أي خدمة لأهالي غزة، ومن جهة أخرى يسعى مشعل للتحريض على الفتنة والفوضى في الدول التي تعاني أصلا تداعيات الحرب.
ونبه الموقع إلى أن أول ردود الفعل جاءت من مستشار الرئيس الفلسطيني محمود الهباش، الذي أكد في تصريحات للعربية/الحدث الاثنين أن "الشعارات الكاذبة لن تحقق مصلحة أو تحمي مواطناً"، متهما إيران بالمتاجرة بالقضية الفلسطينية، ومعتبرا أنها لم تدعم الشعب الفلسطيني بل تاجرت بدمه فقط.
غير ان هناك نقطة أخرى نبهت إليها الورقة وهي دور مشعل النضالي وشعبيته التي لا يزال يحتفظ بها لدى الكثير من الأوساط السياسية والشبابية العربية والفلسطينية في الخارج ، وهي الشعبية التي لا تزال واضحة حتى الآن.
عموما بات واضحا آن الحركة تواصل التحدي العسكري والأمني ل إسرائيل ، وهو تحدي بات لافتا ودقيقا في ظل الكثير من التطورات السياسية التي تعصف بالمنطقة الآن.