الأربعاء: 20/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بعد استشهاد السنوار- تقدير موقف: الشعب الفلسطيني يبحث دوما عن الأفضل

نشر بتاريخ: 19/10/2024 ( آخر تحديث: 19/10/2024 الساعة: 10:12 )
بعد استشهاد السنوار- تقدير موقف: الشعب الفلسطيني يبحث دوما عن الأفضل

لندن - معا- جاءت الكلمة الأخيرة التي صدرت عن خليل الحية القيادي في حركة حماس لتعكس حجم التفاعلات الجيوسياسية والاستراتيجية بالحركة الآن ، وبات واضحا إن الحية ومن خلال هذه الكلمة لم يتطرق لمستقبل القيادة في الحركة ، معترفا باستشهاد يحيى السنوار ، وشدد على أن الرهائن الإسرائيليين سيظلوا تحت قبضة الحركة لحين الانسحاب الإسرائيلي الكامل من عموم قطاع غزة ووقف العدوان والقيام بصفقة تبادل للأسرى

عموما فإن ردود الفعل على الساحة الفلسطينية تتواصل عقب الإعلان عن مقتل يحيى السنوار زعيم الحركة رسميا ، وهو الإعلان الذي ترابط معه توقعات بمستقبل أفضل يمكن أن ينتظر الشعب الفلسطيني في غزة بعد سنوات من المعاناة المتواصلة.

مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية في العاصمة البريطانية لندن وضع ورقة تقدير موقف عقب اغتيال السنوار ، مشيرا في ثنايا هذه الورقة إلى أن الكثير من أهالي غزة بصورة عامة والفلسطينيون بصورة خاصة يؤكدون انتهاء اللعبة عقب استشهاد يحيى السنوار ، وقد حان وقت التغيير للأفضل وحتى يعيش الشعب الفلسطيني حياه طبيعية وتحقيق حلمهم بدولة، بعد سنوات من المعاناة في ظل الانقسام وحكم حماس وتداعياته بسبب الاحتلال .

وقد بينت الورقة هذا الرأي والتوجه وفقا لفحص ما يقرب من ٥٠٠ عينه عشوائية من التغريدات سواء عبر الفيس بوك وأكس.

وقد روي في هذه العينات أن تكون جميعها لفلسطينيين يعيشون في قطاع غزة.

الورقة توضح أن هناك دوما ايمان واقتناع يترسخ لدى الفلسطينيين بأنهم يستحقون الأفضل ، والأهم مساعدتهم في بناء حياة جديدة وكريمة لهم الآن وفي المستقبل ، خاصة في ظل التداعيات التي يعيشها سكان غزة الآن والناجمة عن الحرب الإسرائيلية المستعرة الآن منذ عملية طوفان الأقصى .

ونوهت الورقة في نهايتها إلى وجود الكثير من التحديات التي تنتظر غزة ومنها ، ملف إعادة الإعمار وملف تحسين الأوضاع الاقتصادية للشعب الفلسطيني ، والأهم من كل هذا ضمان المستقبل الذي ضاع لسنوات في ظل الخلاف الفلسطيني الداخلي وبعض من سلوكيات حماس المتعددة التي يعرفها الجميع وحتى تقاعس السلطة في بعض من الأحيان أيضا.

وتنتقل الورقة بعدها للحديث عن مستقبل حركة حماس عقب خسارة الكثير

توضح أنه ومما لا شك فيه أن حماس خسرت الكثير في هذه الحرب منذ عملية طوفان الأقصى عام ٢٠٢٤ ، حيث استشهد كبار قياديها ليس فقط العسكريين ولكن حتى من الصحفيين والمفكرين رحمهم الله .

وتشير الورقة وفقا لما تمخضت عنه الكثير من التفاعلات عبر منصات التواصل إلى أن ما يجري الآن في قطاع غزة يفرض على حركة حماس في الخارج تحديدا البحث فيما تحقق على مدار العام ، هل هو انتصار أم هزيمة ، هل كسب الشعب الفلسطيني أم خسر؟

وتنتهي الورقة بالقول إنه لمن الواضح أن الخسائر التي منيت بها حماس كبيرة ، ولعل أبرزها استشهاد الكثير من القيادات الاستراتيجية في الحركة ، وهي القيادات التي لن تعوض بسهولة وسيكون من المستحيل بسبب الكثير من الظروف تعويضها سريعا أو في وقت قريب ، مع التطورات الدولية المنتظرة للقطاع.

بالتالي فإن ما حصل في عملية السابع من أكتوبر وما تلاه من تطورات كان آخرها استشهاد يحيى السنوار يفرض على الجميع الاعتراف بخطورة الموقف ، والأهم الاعتراف بأن حماس خسرت الكثير. ويوضح الاستنتاج الاستراتيجي النهائي للورقة إنه لمن الواضح ان القادم سيكون دقيقا ، وصعبا ، ولكن يستحق دوما الشعب الفلسطيني الكثير من المميزات التي تم حرمانه منها على مدار سنوات طويلة ، وهو ما يجب الالتفات اليه الآن