فريق فلسطين لمسابقة التخيل: أوصلنا فكرتنا ودافعنا أمام محكمين عالميين
نشر بتاريخ: 19/07/2009 ( آخر تحديث: 19/07/2009 الساعة: 09:43 )
غزة- معا- "إذا كانت لديك تفاحة ولديَّ تفاحة، وتبادلنا التفاحتين، فستبقى في يديَّ كل منا تفاحة، ولكن إذا كانت لديك فكرة، ولديَّ فكرة، وتبادلناهما، فستصبح لدينا فكرتان".
هكذا علق الأستاذ معتز سعد- عضو هيئة التدريس بكلية تكنولوجيا المعلومات، مشرف فريق فلسطين في مسابقة كأس العالم للتخيل 2009م- على التعاون والتواصل الذي نَظَمَّ طريق النجاح للفريق المؤلف من: طالبات يدرسن في المستوى الرابع بكلية تكنولوجيا المعلومات بالجامعة الإسلامية، وهنَّ: سارة نبيل كحيل، ومروة فؤاد الروبي، ونجوى أحمد بركة.
وتحدث الأستاذ سعد عن التأهل لنهائيات مسابقة كأس العالم للتخيل المقامة برعاية شركة مايكروسوفت والتي وصلت بالفريق إلى المشاركة في النهائيات التي عقدت في جمهورية مصر العربية في شهر تموز الجاري، إلى جانب فرق أخرى من أكثر من (70) دولة حول العالم.
قصة خاصة
وحول مشاركة الفريق في المسابقة النهائية ذكر الأستاذ سعد أن الفريق الفلسطيني حظي بترحيب خاص وذلك في أعقاب تعليق حادي حفل الافتتاح أن للفريق قصة خاصة مما دفع وسائل الإعلام والفرق الأخرى المشاركة إلى الاهتمام به.
وعن يوم التحكيم قال الأستاذ سعد: " تحضر الفريق كما يجب وأعطيته التوجيهات الخاصة بالعرض، وكان عرض الفريق مميزاً أمام لجنة التحكيم، لقد كنت راضياً جداً عن أداء الفريق الذي قدم أفضل ما لديه"، وأفاد الأستاذ سعد أن الفريق ضم أربعة محكمين من: كندا، واستراليا، وأسبانيا، ومصر.
وبشأن العرض أمام الجمهور أوضح الأستاذ سعد أن متابعي العرض عبروا عن سعادتهم ودهشتهم في نفس الوقت من وجود فريق لفلسطين خاصة أن المشاركة جاءت بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة، مما حذا بالعديد من الفرق أن تسأل: كيف استطاع الفريق إنجاز هكذا مشروع بعد ظروف الحرب؟!!
حلول لمشاكل معقدة
وعن تجربته الشخصية بعد هذه المشاركة، أوضح الأستاذ سعد أنه تعلم من خلالها كيف يمكن للإنسان أن يفكر في حلول لمشاكل معقدة في العالم، خاصة التي تمحورت حولها المسابقة، والتي عالجت الأهداف الألفية للأمم المتحدة، وهي: محاربة الجوع و الفقر، والتعليم للجميع، والصحة للجميع، والطفل، والمرأة، والمحافظة على البيئة، وتابع الأستاذ سعد أن المسابقة ساعدته في التفكير في سبل توظيف التكنولوجيا لحل هذه المشاكل، فضلاً عما أتاحته التجربة من التعرف على أشخاص جدد، وسبل تفكير جديدة، وتبادل للخبرات.
واستدرك الأستاذ سعد حديثه قائلاً: "نحن جميعاً سنموت في النهاية، لذلك ما الفائدة إذا لم ننقل خبراتنا، تعلمت من أستاذي البرفيسور نبيل حويحي الكثير، ولازلت أتعلم، ونقل إلىَّ الكثير من خبراته، وأنا الآن مع طلابي..."، وتابع حديثه: "أرجو أن يفتح ذلك الباب أمام طلبة كلية تكنولوجيا المعلومات مشاركات عديدة وأفكاراً خلاقة ومبدعة.
وزن في المنافسة العالمية
وفي إطلاله على تعقيبات الطالبات اللواتي أعددن المشروع، قالت سارة كحيل –إحدى أعضاء الفريق "الحمد لله استطعنا التفوق على خمس فرق أخرى في فلسطين... بدأنا المشوار، وكنا سعيدين جداً بهذا التفوق، ولكن في نفس الوقت كنا نشعر بثقل المسئولية الملقاة على عاتقنا... فنحن الآن نمثل دولة فلسطين لذلك يجب أن نقدم الأفضل ليكون لنا وزن في المنافسة العالمية الشديدة".
وحول التحضيرات التي سبقت سفر الفري،ق أوضحت كحيل أن كلية تكنولوجيا المعلومات أقامت ورشة عمل لمناقشة المشروع، وطريقة العرض والمحتويات، والتجارب الخاصة بالمشروع، وأشادت بالجهود التي بذلها الدكتور كمالين كامل شعث-رئيس الجامعة- في تشجيع الفريق، والتي كان لها أثر كبير في روح المثابرة التي رافقت الفريق.
وبينت كحيل أنه على أرض قلعة صلاح الدين بالقاهرة خص السيد جو ويلسون –مدير المبادرات الأكاديمية في مايكروسوفت- الفريق الفلسطيني بذكر خاص مما تسبب في تهافت وسائل الإعلام للحديث مع الفريق.
رحلة ذات طابع خاص
من ناحيتها، تحدثت مروة الروبي عن مشاركتها في النهائيات، ووصفت أجواء يوم الافتتاح بأنها شبيهة بأجواء الأولمبياد، وفي اليوم التالي ليوم الافتتاح كان الوضع مقلقاً حيث أن دقات الساعة الرابعة عصراً تؤذن ببدء مناقشة المشروع، وكم كان جميلاً عندما أبدى الحكام إعجابهم بالمشروع.
ولفتت الروبي إلى أن الفرق عندما كانت تمر على الفريق الفلسطيني كانت تظهر عليها علامات التعجب خاصة عندما تعلم أن الفريق من مدينة غزة، وأضافت:" غزة التي لم يمنعها أنين الحرب ووثاق الحصار من المشاركة في المسابقة"، واستدركت حديثها قائلة: "بالنسبة لي كانت الرحلة ذات طابع خاص حيث أنه في أول مرة قررت فلسطين المشاركة في المسابقة التي انطلقت منذ سبع سنوات خرج فريق فلسطين من كلية تكنولوجيا المعلومات بالجامعة الإسلامية"، وخاطبت الروبي طلبة الجامعة بالقول: "هذه الظروف الصعبة هي التي تصنع الإبداع والتميز فلا حدود للإبداع والمبدعين".
مخاض لتجارب متوالية
"أعتقد أن أول تجربة هي بمثابة المخاض لتجارب متوالية مكللة بالنجاح وبوابة خير تفتح لفرق جديدة بحيث تشارك وهي مستفيدة من التجربة الأولى" هكذا عقبت نجوى أبو بركة –عضو فريق فلسطين في مسابقة كأس العالم للتخيل 2009م، وأضافت أنه في هذه المنافسة تم خوض تجربة ممتعة ألقت بظلالها على الآفاق والطموحات المستقبلية، وبينت أبو بركة أن المشاركة في المسابقة أتاحت للفريق فرصة الاطلاع على تجارب الآخرين ومشاريعهم والتعرف على طريقة تفكيرهم وتعاملهم مع مشكلات العالم بتوظيف التكنولوجيا، مما يعطي إمكانية لنقل هذه الخبرة إلى بلدنا والارتقاء بمستوى التكنولوجيا والتعليم.
وحول رؤيتها للمسابقة ذكرت نجوى أن كأس العالم للتخيل قرب المسافات وجمع بين مبدعين اجتمعوا في الإبداع والابتكار والإحساس بدورهم في المساهمة في حل مشكلات عالمهم بعلمهم وعملهم.
كانت أبو بركة تتحدث وإشارات الثقة بالنفس واضحة عليها فقد قالت: "نحن كفريق فلسطيني حاولنا وكانت تلك المحاولة شرف كبير لنا، وخطوة على طريق النجاح وعرضنا مشروعنا وأوصلنا فكرتنا ودافعنا عنها أمام محكمين عالميين وخبراء في التخصص ... اقتنعنا بنقد المحكمين وتجاوبنا مع أسئلتهم واستفساراتهم حتى أنهم أعطونا انطباعاً بالإعجاب بفكرة المشروع".
التنبؤ بالطقس باستخدام الشبكات العصبية
وكان فريق من كلية تكنولوجيا المعلومات بالجامعة الإسلامية بغزة تأهل لتمثيل فلسطين في نهائيات كأس العالم للتخيل 2009م، التي تنظمها شركة مايكروسوفت العالمية، ونفذت مسابقتها على مستوى فلسطين بالتعاون مع مركز التميز في جامعة بيرزيت وحاضنة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الجامعة الإسلامية بغزة.
وذلك عن المشروع المقدم للمسابقة ويحمل عنوان: Weather Prediction Using Neural Networks "التنبؤ بالطقس باستخدام الشبكات العصبية الاصطناعية"، وقد فاز الفريق بعد تقدمه على خمسة فرق أخرى على مستوى فلسطين، مثلت كل من: جامعة بيرزيت، وجامعة القدس –أبو ديس، وجامعة بولتيكنك الخليل، والجامعة الإسلامية.
وتقوم فكرة المشروع على تعليم الشبكة العصبية لتتعرف على المتسلسلة الزمنية للأحوال الجوية بأقل نسبة أخطاء من التنبؤ، ويستفاد من الفكرة إلى جانب التنبؤ بالأحوال الجوية في التنبؤ بأسعار الأسهم والعملات والمستوى التعليمي، فضلاً عن أن المشروع يتمتع بدقته العالية، وتكاليفه القليلة، مقارنة بالأقمار الصناعية، ويمكن استخدام المشروع مستقبلاً في الوقاية من الكوارث البيئية، مثل: الأعاصير والعواصف، إضافة إلى أنه يقدم حلولاً للدول الفقيرة التي تعاني من قلة الموارد.