رام الله- معا- أجرى مركز العالم العربي للبحوث والتنمية (أوراد) استطلاعاً للرأي العام الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة في الفترة الواقعة ما بين 6 و17 تشرين الأول/أكتوبر 2024 حول " العدوان على غزة، اليوم التالي، العملية السلمية والمفاوضات، تقييم الأداء الحكومي، الانتخابات بعد الحرب-تشرين الأول 2024".
وأظهرت نتائج الاستطلاع ان أغلبية الفلسطينيين (73%) يؤيدون تشكيل حكومة بقيادة فلسطينية في غزة، بينما أعرب 61% من المواطنين في غزة عن عدم رضاهم عن أداء الوكالات الإنسانية في تقديم الدعم والخدمات الأساسية للعائلات في المنطقة.
وجاءت النتائج كالتالي :
النتائج الرئيسية
أولاً: في قطاع غزة، أفاد جميع المستطلعين تقريباً (96%) بتعرضهم للنزوح، وبعضهم عدّة مرات. وبشكلٍ عام، أشار 62% من الفلسطينيين في المنطقتين إلى أنهم يواجهون تحديات نفسية وعاطفية فيما بينهم أو مع أحد أفراد أسرهم، ووصل معدل من يصرحون بتعرضهم لأزمات نفسية وعاطفية إلى 88% في غزة و49% في الضفة الغربية.
ثانيًا: بعد الحرب، يفضّل أغلبية الفلسطينيين (73%) تشكيل حكومة بقيادة فلسطينية في غزة. وينتشر هذا التفضّيل في الضفة الغربية (79%) أكثر منه في قطاع غزة (63%). وفي غزة فإن 21% يفضّلون تولّي الجهات الدولية للحكم، في حين أن 9% فقط في الضفة الغربية يفضّلون مثل هذا الخيار. ومن بين الأطراف الفلسطينية، فإن حكومة الوحدة الوطنية هي الأكثر تفضيلاً (49%)، تليها حكومة بقيادة السلطة الفلسطينية (18%)، وحكومة بقيادة حماس (16%). ولا بد من ملاحظة الاختلاف الجغرافي بين المنطقتين في نسبة التأييد، إذ يفضّل 23% من المشاركين في الضفة الغربية حكومة تقودها حماس مقابل 3% فقط من المشاركين في غزة. ويفضّل حكومة بقيادة السلطة الفلسطينية 31% في غزة و11% في الضفة الغربية.
ثالثاً: الانتخابات هي الخيار الأفضل من وجهة نظر الأغلبية لتشكيل حكومة مستقبلية؛ يؤيد الأغلبية إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية (84% و83% على التوالي). نسبة التأييد لانتخابات رئاسية تصل إلى 93% في قطاع غزة، مقابل 79% في الضفة الغربية.
رابعاً: تشكّل مسألة المساعدات الإنسانية في غزة محور اهتمام الرأي العام في المنطقة، إذ صرّح 61% من فلسطينيي غزة عن عدم رضاهم عن أداء الوكالات الإنسانية في تقديم الدعم والخدمات الأساسية للعائلات في المنطقة.
خامساً: في الضفة الغربية، التي تشهد حالياً تصعيداً في المواجهات العسكرية في مناطق الشمال خاصة، يعارض 29% من المستطلعين هذه المواجهات، بينما يؤيدها 29%، ويؤيدها جزئياً 31%. كما تنقسم الآراء حول تقدير مدى تأثير هذه المواجهات على القضية الفلسطينية، حيث يعتقد 52% أنها تساهم إيجابيًا في إنهاء الاحتلال، بينما يرى عكس ذلك 37%، و11% غير متأكدين أو لم يجيبوا.
سادساً: في الضفة الغربية، تتأثر المواقف بتزايد معدلات تدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية. أفاد 93% من فلسطينيي الضفة الغربية بحدوث تراجع كبير (67%) أو تراجع إلى حدٍ ما (26%) في ظروفهم الاقتصادية. كما أنهم يشعرون بالقلق أيضاً بشأن الظروف الأمنية، حيث أشار 91% أن الظروف حالياً أسوأ بكثير أو أسوأ إلى حدٍ ما مما كانت عليه قبل عام.
سابعاً: يساهم الرضا المحدود عن أداء السلطة الفلسطينية في تكوين وجهات نظر سلبية عامة حول الاتجاه الحالي للبلاد. تبلغ نسبة عدم الرضا عن الأداء العام للرئيس محمود عباس 66%، بينما أعرب 29% عن رضاهم. وتجدر الإشارة أن الرضا عن أداء الرئيس عباس أعلى في غزة (35%) مقارنة بالضفة الغربية (25%). أما التقييم الإيجابي للأداء العام للحكومة بقيادة د. محمد مصطفى، فهو أقل من ذلك حيث يصل إلى 22%. في المقابل، 58% غير راضين عن الأداء، وأشار خُمس المستطلعين انهم لا يعرفون أو لم يجيبوا.
ثامناً: في ظل هذه الظروف، يواصل الفلسطينيون دعم حل الدولتين والمسار التفاوضي، رغم تراجع نسبة التأييد. يؤيد أغلبية المشاركين حل الدولتين. ومع ذلك، فمن المهم الإشارة إلى أنه وصلت نسبة التأييد لحل الدولتين إلى 74% في غزة، بينما انخفضت إلى 47% في الضفة الغربية. في المقابل، تصل نسبة التأييد لقيام دولة على فلسطين التاريخية إلى 22% بشكلٍ إجمالي (29% في الضفة الغربية و11% في غزة). وتبلغ نسبة تأييد حل الدولة الواحدة 9% مع عدم وجود اختلاف كبير بين المنطقتين. لتحقيق هدف إنشاء الدولة الفلسطينية، يؤيد أغلبية من الفلسطينيين المفاوضات (47%) أو المقاومة اللاعنفية (9%). إن تأييد المفاوضات والمقاومة اللاعنفية أعلى في غزة من الضفة الغربية. فعلى سبيل المثال، فإن نسبة تأييد المفاوضات في الضفة الغربية تصل إلى (36%) وهي أقل بكثير منها في غزة (64%)، في حين تصل نسبة تأييد المقاومة المسلحة إلى 37% في الضفة الغربية مقابل 15% في غزة.
تاسعاً: الفلسطينيون يزدادون شعوراً بخيبة الأمل تجاه الأوضاع الحالية وآفاق المستقبل. يُظهر هذا الاستطلاع أن 69% يعتقدون أن المجتمع الفلسطيني يسير في الاتجاه الخاطئ مقارنة ب (62%) في أيار/مايو 2024. الشعور بهذا الاتجاه بارز بشكلٍ خاص في غزة، إذ يرى 84% من المستطلعين ذلك (مقارنة بـ 70% في أيار/مايو)، فيما يتشابه 59% من المستطلعين في الضفة الغربية مع نفس الرأي. في غزة، تراجعت نسبة التفاؤل في المستقبل من 54% في أيار/مايو إلى 43% حالياً، كما شهدت الضفة الغربية انخفاضاً من (58% إلى 54%).
وتم استخدام منهجيتان متكاملتان لجمع البيانات في الاستطلاع، جَمعت بين المقابلات الهاتفية والمقابلات الوجاهية. تم إجراء مقابلات هاتفية مع 281 فلسطينيًا (97 في الضفة و184 في غزة) باستخدام اختيار منتظم من قاعدة بيانات شاملة لضمان تمثيل غير متحيّز. بالإضافة إلى ذلك، تم إجراء مقابلات وجاهية مع 721 فلسطينيًا (514 في الضفة و207 في غزة) عبر فريق متكامل ومتخصص من الباحثين التابعين لأوراد. شملت العينة الإجمالية 1,002 مشارك، منهم 611 من الضفة الغربية و391 من غزة (61% إلى 39%). أخذ الفريق بعين الاعتبار التغيرات الديموغرافية الناتجة عن النزوح بسبب العدوان، وتم وزنها لتكون متوافقة مع الإحصاءات السكانية الرسمية. هامش الخطأ في هذا الاستطلاع هو ±3.2%..