الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

شارون وبيريس سيقودان اليهود لعدم وجود قيادات شابة قديرة

نشر بتاريخ: 22/06/2005 ( آخر تحديث: 22/06/2005 الساعة: 20:43 )
ترجمة معا عن الكاتب يوئيل ماركوس في صحيفة هآرتس
ارجو ان لا يسقط بيريز عن مقعده عندما يقرأ هذا الذي أكتب ، انني أدعم ترشيحه لرئاسة الحزب وأتمنى له النجاح عندما أنظر الى المهرجين ، عفواً ، المرشحين الذين ينافسوه والذين يعتقدون انهم الانسب لقيادة الحزب والدولة ،،،
هنا وفي هذه اللحظة ، اعلن انني اشعر بالاسف لكل ما تلفظ او نطق به لساني من انتقادات وملاحظات ضد بيريز ، ربما يكون قد بلغ من العمر عتيا "82 سنة" (( اي اصغر بخمسة سنوات من باني المانيا في حقبة ما بعد الحرب المستشار الالماني كونراد اديناور )) وقد يلجأ بعض منافسيه الى اللمز من زاوية عمره ، الا انني اعتقد انه يبقى تاجاً على رؤوسهم كقائد ، كشخص يعرف تماماً ما يدور حوله ، وكرجل ذو ماض مشرف ، شخصية عالمية لها احترامها ، وفوق هذا وذاك له من الصفات والقدرات العجيبة على هزيمة كل هؤلاء المنافسين.
أيهود باراك ، على رأس اولئك الذين يسخرون من بيريز والذي يدعي ان بيريز يفوز دوماً في الاستطلاعات ويخسر في الانتخابات ، والذي غمز قبل ايام من طرف بيريز وانه " خسّار " كثير الخسارة ، لكن كلمة خاسر أو " خسار" يمكن ان تنسحب على باراك نفسه أكثر مما هي على بيريز ، فهو من دعى الى انتخابات مبكرة عام 2001 وخسر امام شارون بما يزيد عن نصف مليون صوت ،، وسجّل أسوأ خسارة في تاريخ حزب العمل امام الليكود فلم يكن في وسع شارون ولا حتى في أفضل أو أسوأ احلامه ان يعلم بان يتم انتخابه رئيساً للوزراء بعد ان ثبت انه لايستحق ان يحمل او ان يشغل منصب رئيس اركان ويطرد من وزارة الدفاع .
يتحدث باراك عن بيريز وكأنه عجوز خرف ، لكن من خلال استطلاع شفاهي نشرته هآرتس ، من هو الاكثر ذكاءاً ؟؟ صوت 44% لصالح بيريز فيما لم يحصل باراك سوى على 18% ويعتقد ان بيريز أذكى مرتين ونصف من باراك هذا الذي يعتقد ان بمقدوره ان يصنف الناس ونسب الذكاء عندهم .
في الواقع ، انني اتلفت حولي ، أتساءل عن تهور عمير بيرتس والذي دخل الكنيست بثلاثة مقاعد ، وانضم الى العمل بمقعدين ، هل يعتقد هذا الرجل حقيقة ان بامكانه ان يقود البلاد من حرب ضروس على الارهاب الى حقبة يسودها السلام والحدود الامنة الدائمة ؟وما هي القدرات التي اثبتها كل من فيلاني " وفؤاد بن اليعازر " خلال وجودها في الحكومة لكي نضع مصير دولة اسرائيل في ايديهما وفي مثل هذا التوقيت ؟
بيريز هو الخيار الوحيد ، يجب ان يتم انتخابه لسبب واحد مهم على الاقل الا وهو منع فوز اي من المنافسين ، فهؤلاء ليس سوى اعضاء في " جيل الخذلان " وهم بالتالي لن يقودوا شعبنا الى ارض الميعاد وحيث ان الاحتمال القائم بفوز العمل ضد شارون في الانتخابات القادمة غير وارد ، فمن الافضل اذا انتخاب رجل الثانية والثمانين ، حيث لابد له ان يفعل كل ما
في وسعه لاستثمار المتبقي من عمره افضل استثمار ، نحن بحاجة لبيريز لقيادة حزب العمل ، وذلك لكي يكون سداً مانعا حتى تظهر في الافق كوادر ، قيادات جديدة ، رجال شجعان ، صادقين ،،، الخ ، لديها القدرة على القيادة والقبول بحمل الراية باستحقاق ، لانتشال حزب العمل من عثرته والانطلاق به مجدداً .
الموضوع ليس ان قدر اسرائيل او ان عليها القبول وتستحق قيادات هرمه ، أو لان من هو اكبر عمراً هو افضل قيادة ، بل على العكس فان الجمهور بغض النظر عن اي الاحزاب يؤيد يرحب بالقيادات الشابه ، المتألقه" باراك أو نتانياهو" وبأذرع مفتوحة ، لكن هؤلاء ، فشلوا ، ولم يثبتوا كفاءة في القيادة ، وتمت هزيمتهما الواحد تلو الاخر ، ربما هما نفسيهما سوف يبزغ نجمهما مرة اخرى ، او من يشبههما ، لكن وحتى الان ، لم يثبت ذلك في نفس الوقت ، فان اسرائيل لازالت بيد اثنين من الرجال الكبار والذين استطاعا وبرغم كبر سنهما ، ان يثبتا انهما قادرين ، ولديهما المقدرة العقلية الكافية ، هذا الثنائي ، يسير جنباً الى جنب ، وهما اما سينجحا معاً أو يخسرا معاً ، وسوف يتم اختبارهما ليس فقط خلال تطبيق عملية الانفصال ، ولكن في كيفية معالجة المراحل اللاحقة, لذلك, حزب العمل بهيجانه وحالة اللااستقرار التي تسود صفوفه والليكود الذي يقف على شفى ثورة عارمة داخليه ، شارون وبيريز ، انهما الافضل " لليهود " الان ، ولا يمكن استبدالهما في العام 2006 ، وكل ما يلزمهما الان هو الصحة والعافية .