الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ورقة بحثية ترصد تحديات مغادرة حماس قطر بعد عودة ترامب إلى السلطة

نشر بتاريخ: 18/11/2024 ( آخر تحديث: 18/11/2024 الساعة: 13:17 )
ورقة بحثية ترصد تحديات مغادرة حماس قطر بعد عودة ترامب إلى السلطة

لندن – معا- أصدر مركز رصد للدراسات السياسية في العاصمة البريطانية لندن ورقة بحثية بعنوان "مغادرة عناصر حماس للدوحة...فرص وتحديات"، وهي الورقة التي أشارت إلى دقة التحديات التي تواجه حركة حماس الآن عقب هذه الخطوة.

تقول الورقة في بدايتها إن حركة حماس تعد من أبرز الفصائل الفلسطينية التي تشكل محورًا أساسيًا في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. ومنذ تأسيسها، اتخذت الحركة مواقف استراتيجية متغيرة على مستوى تحالفاتها الدولية والإقليمية. في السنوات الأخيرة، شهدت الحركة تغييرات لافتة في مكان وجود قادتها، حيث غادرت قيادات حماس قطر واتجهت للاستقرار في تركيا، في ظل المتغيرات السياسية العميقة في الشرق الأوسط. وفي ظل هذه التحولات، تُواجه حماس تحديات كبيرة مع عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى السلطة، بالإضافة إلى الظروف الصعبة التي يمر بها الفلسطينيون في قطاع غزة، وهو ما يتطلب دراسة دقيقة للموقف الراهن.

وتوضح الورقة أن قطر في السابق قد استضافت قيادات من حركة حماس لأكثر من عقد من الزمان، حيث قدمت دعمًا سياسيًا وماليًا مهمًا للحركة، خاصة في مواجهة الحصار الإسرائيلي والمواقف الإقليمية المتباينة. ومع ذلك، فإن مغادرة حماس لقطر والانتقال إلى تركيا يعكس تحولًا في موازين القوى الإقليمية. هذا الانتقال يتزامن مع تغير في سياسة بعض الدول الخليجية، وعلى رأسها قطر، التي بدأت تحركات لتخفيف التوترات مع بعض القوى الإقليمية مثل المملكة العربية السعودية والإمارات.

وقالت الورقة إن تركيا، التي يعتبر نظامها السياسي أكثر تقاربًا مع حركة حماس، أصبحت المكان الجديد لاستقرار قيادات الحركة. حيث تقدم تركيا دعمًا سياسيًا قويًا لحماس، مما يعزز من موقف الحركة في الساحة الإقليمية والدولية. ورغم أن هذا الانتقال يتيح لحماس حرية أكبر في تحركاتها، إلا أنه يضعها في مواجهة جديدة مع القوى الغربية، خاصة مع احتمال عودة دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة.

عودة ترامب

وانتقلت الورقة للحديث عن نقطة عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض من جديد، وهي خطوة تمثل تهديدًا كبيرًا لحركة حماس، بالنظر إلى مواقفه العدائية تجاه الحركة والفلسطينيين بشكل عام. في عهد ترامب الأول، شهدت سياسة الولايات المتحدة تغييرات جذرية نحو تحجيم الدعم للفلسطينيين، وكان أبرزها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، وقطع التمويل عن الأونروا. إذا عاد ترامب إلى السلطة مجددًا، فمن المتوقع أن يتم اتخاذ مواقف أكثر تشددًا ضد حركة حماس، ما قد يؤدي إلى زيادة الضغوط السياسية والاقتصادية على الحركة.

الولايات المتحدة قد تشدد من العقوبات على تركيا إذا واصلت دعمها لحماس، وهو ما قد يعزز من التوترات بين أنقرة وواشنطن. في المقابل، فإن دعم إيران لحماس قد يكون مهددًا أيضًا في حال قررت الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات إضافية لقطع الدعم الإيراني للفصائل المسلحة في المنطقة.

وانتقلت الورقة للحديث عن التحديات التي تواجه الفلسطينيين في غزة، وقالت إنه رغم محاولات حركة حماس لتوسيع تحالفاتها الإقليمية، فإن الفلسطينيين في قطاع غزة يواجهون ظروفًا قاسية، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي. الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عقد من الزمان، إلى جانب الحروب المتكررة، أدت إلى تدهور الأوضاع المعيشية في القطاع. البطالة في غزة وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، مع تفشي الفقر وتدهور الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم.

إضافة إلى ذلك، تشهد غزة حالة من الانقسام الداخلي بين حماس والسلطة الفلسطينية في رام الله، مما يزيد من تعقيد الأوضاع السياسية. وتواجه حماس تحديات في إدارة القطاع الذي يعاني من نقص حاد في الموارد، بينما تزداد الضغوط الدولية على الحركة لإثبات التزامها بحل الدولتين.

وعن التحولات الإقليمية والدولية مثل التقارب بين بعض الدول العربية وإسرائيل في إطار ما يعرف باتفاقات إبراهيم، قالت الورقة إن هذه الخطوة قد تزيد من عزلة حماس على الساحة العربية. ورغم أن تركيا تظل داعمًا رئيسيًا للحركة، فإن التغيرات السياسية في المنطقة قد تجعل من الصعب على حماس المحافظة على حلفاء أقوياء في العالم العربي. في الوقت نفسه، من المحتمل أن تؤدي السياسة الأمريكية تحت قيادة ترامب إلى مزيد من الضغط الدولي على حركة حماس، مما يعقد من قدرتها على التحرك بحرية.

وفي الخاتمة قالت الورقة إنه في ظل التحولات الإقليمية والدولية، تجد حركة حماس نفسها أمام تحديات صعبة على أكثر من صعيد. الانتقال من قطر إلى تركيا قد يوفر لها بيئة أكثر دعمًا سياسيًا، لكنه في الوقت نفسه يعرضها لضغوط إضافية من الغرب وأمريكا. ومع عودة ترامب إلى السلطة، فإن الحركة قد تواجه مزيدًا من العزلة والتحديات الخارجية، بينما يستمر الفلسطينيون في غزة في معاناتهم اليومية تحت الحصار والضغوط الداخلية والخارجية.