بقلم: نبيل عمرو
لسنا بحاجة لمن يعطينا دروساً حول خطورة ما يجري في جنين.. المدينة والمخيم.
فتأثير ما يجري يطال كل الوطن، وكل الناس.
في الوقت الذي يستبد بنفوسنا حزنٌ يتعمق كل يوم على ما يجري في غزة. وفي الوقت الذي ينهمر علينا سيل من التهديدات الإسرائيلية للضفة استيطاناً وتهجيراً وضمّاً، ينفتح في داخلنا جرحٌ نازفٌ إن لم يكن دماً ودماراً كذلك الذي يحدث في غزة، فهو يفتح في جدار صمودنا الصعب والمجيد ثغرةً خطرةً، يتعين إغلاقها دون إبطاء.
لا نغفل عن أن هنالك جهات تعمل بكل الوسائل على صب الزيت على النار، وكأن هنالك بل هنالك بالفعل من يراهن على اتساع الجرح، حد الوصول إلى حافة حربٍ أهلية، تحقق لليمين الإسرائيلي المتطرف المناخ المواتي لمواصلة أجنداته الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية ولكن بيد أهلها هذه المرة.
الجرح يجب أن يغلق عاجلاً لأننا بإغلاقه نجنب الوطن والشعب الغرق في بحر صراعٍ داخلي، هو الأخطر على القضية الوطنية والحاضر والمستقبل الفلسطيني.
الدور الأساسي في إغلاق الجرح، يقع على عاتق أهل جنين المدنية والمخيم، فمن خلال مبادراتهم التي يمارسونها بالفعل، إطفاء الحريق وإغلاق الجرح، إنهم بذلك يحفظون أرواح أبنائهم ويحافظون على مرافق حياتهم، ويقيمون جداراً قوياً يستند إليه الوطن في صموده أمام الأخطار الزاحفة عليه، وهي ليست خافيةً على أحد.
المتقاتلون على أرض جنين هم فلسطينيون، وليسوا مستوردين من خارج الوطن، وهذا يسهل على مبادرات أهل البلد جهودهم لإغلاق الجرح وإطفاء الحريق.
يجب أن لا ينقسم الفلسطينيون بين من مع هذا الطرف ومن مع ذاك، فهذا هدف الذين يصبون الزيت على النار للوصول إلى هذه الحالة المأساوية، فنحن الفلسطينيين نملك القدرة على إنهاء هذه الحالة، كي يستعيد الصمود الوطني عافيته وقدراته وصلابته، ويكفي رؤية ما يبيت لنا ولقضيتنا من مخططات حتى نستنفر كل طاقاتنا لإغلاق الجرح وإطفاء الحريق، وهذا ما نستطيعه وما للمجتمع الناضج والواعي من دورٍ حاسمٍ فيه.
ولنستذكر المقولة البليغة، إن القلاع الحصينة تسقط من داخلها، وقلعتنا الحصينة هي جبهتنا الداخلية فلنغلق كل الثغرات في أساساتها وجدرانها ودفاعاتها فهي وحدها في هذا الزمن من يحافظ على قضيتنا وحقوقنا وشعبنا.
نحن في فلسطين أشبه بجزيرة محاصرة لا يصلها المدد من أي جهة، وهذا ما يفرض علينا أن نزيل أشواكنا بأيدينا.. لا أن نسمح لكائن من كان بأن يجرنا إلى حقل أشواك لا مخرج منه.