الثلاثاء: 17/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

ورقة موقف: تصاعد الاحداث الأمنية في الضفة وأهمية تعزيز دور السلطة الفلسطينية

نشر بتاريخ: 17/12/2024 ( آخر تحديث: 17/12/2024 الساعة: 10:17 )
ورقة موقف: تصاعد الاحداث الأمنية في الضفة وأهمية تعزيز دور السلطة الفلسطينية

لندن - معا- في ورقة تقدير موقف ، سلط مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية في العاصمة البريطانية لندن الضوء على تصاعد الحوادث الأمنية في الضفة الغربية وأهمية تعزيز دور السلطة الفلسطينية.

أشارت الورقة في بدايتها إلى أن الضفة الغربية تشهد خاصة في مناطق مثل مخيم جنين وطولكرم، تصاعدًا في الأحداث الأمنية وازديادًا ملحوظًا في نشاط المجموعات المسلحة الخارجة عن سيطرة السلطة الفلسطينية. هذا التصعيد يثير تساؤلات حول قدرة السلطة الفلسطينية على فرض الأمن والاستقرار في مناطقها ويدفع إلى التفكير في أهمية وجود سلطة قوية وفاعلة تحظى بالدعم الشعبي والسياسي وتعمل على حماية شعبها وحقوقه بكل عزم ومسؤولية.

وتنتقل الورقة للحديث عن خلفية الوضع الأمني في الضفة الغربية ، حيث تقول أنه وفي الأشهر الأخيرة، شهدت الضفة الغربية مواجهات متكررة بين المجموعات المسلحة وجيش الاحتلال الإسرائيلي من جهة، وبين هذه المجموعات والأجهزة الأمنية الفلسطينية من جهة أخرى. تتركز هذه الأحداث بشكل خاص في جنين وطولكرم، وهما منطقتان أصبحتا بؤرتان للتوتر الأمني المتصاعد.

• مخيم جنين: يُعد أحد بؤر التوتر الرئيسية، حيث تتواجد مجموعات مسلحة تتبنى نهج المقاومة وتعلن عن نفسها انها تتلقى دعما من ايران وتشكّل تحديًا للسلطة الفلسطينية في فرض سيادة القانون.

• طولكرم: شهدت هي الأخرى اشتباكات متكررة وعمليات عسكرية، مما زاد من تعقيد الوضع الأمني وعمّق الفجوة بين المواطنين والسلطة.

هذه المناطق تشهد فراغًا أمنيًا نسبيًا تستغله بعض القوى المسلحة، مما يعزز حالة الفوضى ويُضعف من قدرة السلطة على تقديم خدماتها الأساسية وتحقيق الأمن للسكان.

وعن الأسباب الرئيسية للتوتر تقول الورقة إنها تنحصر في الأسباب التالية:

1. الفراغ الأمني وتأخر السلطة في التدخل

تصاعد المواجهات مردّه إلى تراجع قدرة الأجهزة الأمنية الفلسطينية على فرض سيطرتها في مناطق معينة، ما أدى إلى بروز مجموعات مسلحة خارج إطار الشرعية.

2. التدخلات الخارجية

بعض الأطراف الإقليمية تسعى إلى دعم مجموعات معينة داخل الضفة الغربية، ما يعمّق حالة الانقسام ويزيد من هشاشة الوضع الأمني.

3. السياسات الإسرائيلية

استمرار الاقتحامات الإسرائيلية وعمليات الاعتقال تُفاقم الأوضاع وتدفع بعض المجموعات المسلحة للرد، ما يخلق حلقة مفرغة من العنف المتبادل.

4. التوتر الداخلي الفلسطيني

غياب الوحدة الوطنية بين مختلف الفصائل الفلسطينية يُضعف من الموقف الفلسطيني الداخلي ويفسح المجال أمام تصاعد الفوضى الأمنية.

وعن أهمية وجود سلطة قوية في الضفة الغربية تقول الورقة نصا: تُظهر هذه الأحداث المتكررة أهمية تعزيز دور السلطة الفلسطينية بوصفها الإطار الشرعي القادر على إدارة شؤون الضفة الغربية وتحقيق الأمن والاستقرار للشعب الفلسطيني.

1. حماية الأمن القومي الفلسطيني

السلطة الفلسطينية هي الجهة المخوّلة بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وحمايته من الفوضى والانفلات الأمني. ضعف السلطة يعني إتاحة المجال أمام مجموعات متعددة الأجندات لتهديد السلم المجتمعي.

2. منع التدخلات الخارجية

سلطة قوية وموحدة قادرة على إفشال أي محاولات خارجية لاستغلال الفراغ الأمني من أجل تحقيق أجندات خارجية لا تخدم المصلحة الفلسطينية العليا.

3. تعزيز سيادة القانون

إن فرض القانون والنظام هو السبيل لضمان استقرار الحياة اليومية للفلسطينيين وحماية مكتسباتهم الوطنية، وهو ما يتطلب دعم الأجهزة الأمنية الفلسطينية وتعزيز دورها.

4. تحقيق الوحدة الوطنية

وجود سلطة قوية يُمهّد الطريق لتحقيق مصالحة فلسطينية حقيقية تجمع جميع الأطراف على قاعدة الشراكة الوطنية بعيدًا عن الفوضى والانقسام.

وبالنسبة إلى التداعيات المحتملة لغياب سلطة قوية ، قالت الورقة إنها تنحصر في النقاط التالية:

• تفاقم الفوضى الأمنية: استمرار الوضع الراهن قد يؤدي إلى انتشار أوسع للمجموعات المسلحة وتهديد السلم الأهلي تستغله اسرائيل لتنفيذ مخططاتها في الضفة من تكثيف الاستيطان ومصادرة الأراضي.

• إضعاف الموقف الفلسطيني أمام المجتمع الدولي: غياب سلطة فاعلة سيضعف من قدرة الفلسطينيين على التفاوض والدفاع عن حقوقهم السياسية.

• زيادة التدخلات الإسرائيلية: قد تجد إسرائيل في حالة الفوضى مبررًا لتكثيف عملياتها العسكرية وتوسيع استهدافها للمناطق الفلسطينية.

• تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية: الفوضى الأمنية تُعيق التنمية وتفاقم الأزمات الاقتصادية والمعيشية للفلسطينيين.

وخرجت الورقة ببعض من التوصيات ، وعلى رأسها :

1. تعزيز دور الأجهزة الأمنية:

دعم الأجهزة الأمنية الفلسطينية وتمكينها من أداء واجبها في حفظ الأمن والاستقرار، مع التزامها التام بحقوق الإنسان.

2. تحقيق المصالحة الوطنية:

إطلاق حوار وطني شامل يُفضي إلى إنهاء الانقسام ويعزز الشرعية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

3. تعزيز الدعم السياسي والشعبي للسلطة:

يجب على المجتمع الفلسطيني بمختلف مكوناته دعم السلطة الفلسطينية بوصفها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

4. رفض التدخلات الخارجية:

العمل على مواجهة أي محاولات خارجية لزعزعة الأمن الداخلي ودعم مجموعات تعمل خارج إطار الشرعية الفلسطينية.

5. تحرك دبلوماسي واسع:

تعزيز الجهود الدبلوماسية لإبراز خطورة الأوضاع في الضفة الغربية، مع تحميل إسرائيل مسؤولية التصعيد الأمني.

وفي الخاتمة قالت الورقة إن تصاعد الحوادث الأمنية في الضفة الغربية بات يستدعي تحركًا فلسطينيًا عاجلًا لتعزيز دور السلطة الفلسطينية بوصفها الضامن الوحيد لاستقرار وأمن الشعب الفلسطيني. السلطة القوية والفاعلة هي القادرة على حماية حقوق الفلسطينيين ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية. في هذه المرحلة الحساسة، يُعد دعم السلطة الفلسطينية ضرورة وطنية للحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني ومنع انزلاق الضفة الغربية نحو الفوضى والانقسام.