القاهرة - معا- بمشاركة رئيس دولة فلسطين محمود عباس، انطلقت اليوم الخميس، في العاصمة الإدارية الجديدة في مصر، أعمال قمة منظمة الدول الثماني الإسلامية للتعاون الاقتصادي "D8" في نسختها الحادية عشرة.
وفي مستهل أعمال القمة، سلم محمد يونس كبير مستشاري بنغلاديش، رئيس أعمال النسخة العاشرة من القمة، رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي رئاسة القمة في نسختها الحادية عشر.
وأقرت الدول المشاركة في القمة جدول اعمال القمة وحددت جلسة لبحث آخر التطورات في فلسطين ولبنان.
ويلقي الرئيس كلمتين خلال القمة، الأولى خلال الجلسة الافتتاحية، والثانية خلال جلسة مخصصة لآخر التطورات في فلسطين ولبنان.
الرئيس المصري: استمرار الحرب ضد الشعب الفلسطيني تحدٍ لقرارات الشـرعية الدولية
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن القمة تركز على الاستثمار في الشباب، الذين يمثلون عماد أوطاننا في الحاضر والمستقبل، فضلا عن أبعاده الاقتصادية، المرتبطة بدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.. وهي قاطرة حقيقية للتنمية في الدول النامية.
وأضاف، يشهد العالم، ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص تحديات وأزمات غير مسبوقة تحتل فيها الصراعات والحروب صدارة المشهد وتسود فيها كذلك الحمائية الاقتصادية والتجارية، وازدواجية المعايير، وأبرز الشواهد على ذلك استمرار الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في تحد لقرارات الشـرعية الدولية، وما يصاحب ذلك من خطورة وتهديد بامتداد الصراع إلى دول أخرى، مثلما حدث مع لبنان، وصولا إلى سوريا التي تشهد تطورات واعتداءات على سيادتها، ووحدة أراضيها، مع ما قد يترتب على احتمالات التصعيد واشتعال المنطقة من آثار سوف تطول الجميع، سياسيا واقتصاديا.
وفي السياق، قال: "انطلاقا من مسؤوليتنا المشتركة، للتضامن مع الشعبين الفلسطيني واللبناني الشقيقين قررنا تخصيص جلسة خاصة، خلال القمة اليوم عن الأوضاع في فلسطين ولبنان".
وأضاف، أن الدول النامية تواجه تحديات جسيمة تعيق تحقيق تطلعات شعوبها، نحو الرخاء والتنمية، فمع نقص التمويل، وتفاقم الديون، وتوسع الفجوة الرقمية والمعرفية، وارتفاع معدلات الفقر والجوع والبطالة، خاصة في أوساط الشباب، تجد الدول النامية نفسها في صعوبة بالغة في تحقيق التقدم والنمو على نحو مقبول.
وتابع، أن مواجهة التحديات تتطلب تضافر الجهود لتعزيز التعاون المشترك وتنفيذ مشروعات ومبادرات مشتركة في مختلف المجالات.
وأعلن السيسي إطلاق المبادرات التالية، خلال رئاسة مصر للمنظمة، وهي تدشين "شبكة لمديري المعاهد والأكاديميات الدبلوماسية" لتعزيز التعاون فيما بينها.. وبناء قدرات الكوادر الدبلوماسية، لمواكبة قضايا العصر الحديث، وإطلاق مسابقة إلكترونية، لطلبة التعليم ما قبل الجامعي في الدول الأعضاء في مجالات العلوم والهندسة والتكنولوجيات التطبيقية، وتدشين "شبكة للتعاون بين مراكز الفكر الاقتصادي" في الدول الأعضاء لتبادل الأفكار والرؤى حول سبل الارتقاء بالتعاون الاقتصادي والاستثماري ومعدلات التجارة بين دولنا، وتدشين اجتماعات دورية لوزراء الصحة بالدول الأعضاء، واستضافة مصر الاجتماع الأول عام 2025 لمناقشة سبل تعظيم الاستفادة من التطبيقات التكنولوجية والعلمية المتطورة، لتطوير هذا القطاع المهم.
وأعلن اعتزام مصر التصديق على اتفاقية التجارة التفضيلية التابعة للمنظمة، تأكيدا لأهمية تعزيز التجارة البينية بين الدول الأعضاء.
رئيس إندونيسيا: نطالب بضرورة تقديم الدعم اللامحدود لفلسطين
طالب رئيس جهورية إندونيسيا برابوو سوبيانتو في كلمته الدول الأعضاء، بضرورة تقديم الدعم اللامحدود لفلسطين.
وأشار إلى أهمية زيادة التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء، لتحقيق سبل لاستدامة التنمية وتعزيز مستويات المعيشة وتحسينها، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مختلف القطاعات الاقتصادية.
وتناقش أعمال قمة منظمة الدول الثماني الإسلامية للتعاون الاقتصادي "D8"، التي تترأسها مصر، وتُعقد تحت شعار: "الاستثمار في الشباب ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة: تشكيل اقتصاد الغد"، سبل مواجهة المتغيرات العالمية الاقتصادية والسياسية المتلاحقة، وتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء، كما ستتضمن جلسة خاصة حول فلسطين ولبنان.
وتضم منظمة الدول الثماني الإسلامية للتعاون الاقتصادي: مصر، وتركيا، وبنغلاديش، وإيران، وإندونيسيا، وماليزيا، ونيجيريا، وباكستان.
وتهدف المنظمة إلى زيادة التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء لتعزيز النمو الاقتصادي واستدامة التنمية وتعزيز مستويات المعيشة وتحسينها، من خلال التركيز على تحقيق التحسين وتعزيز التعاون في الزراعة والتجارة والنقل والصناعة والطاقة والسياحة.
وكان الرئيس عباس، قد وصل أمس الأربعاء، إلى العاصمة المصرية القاهرة، للمشاركة في أعمال القمة، بدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.