بيت لحم - معا - في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم خلال عيد الميلاد إلى بيت لحم مهد السيد المسيح، تبدو المدينة وشوارعها وأزقتها، شبه خالية من السياح للعام الثاني على التوالي، وتغيب شجرة عيد الميلاد المجيد، والزينة والأضواء عن ساحة المهد في بيت لحم، مع استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
وعقد في مبنى بلدية بيت لحم اليوم السبت، المؤتمر الصحفي لأعياد الميلاد المجيدة، وقال رئيس بلدية بيت لحم أ. أنطون سلمان، ان بيت لحم عاصمة الميلاد وفي هذا الزمن الميلادي المجيد، تضيء شمعة الأمل من جديد داعين شعوب العالم الى تبني قيم الميلاد؛ السلام والعدل والمحبة، فرسالتنا واضحة جلية: رغم الألم والظلم نبقى شعباً حياً محباً للسلام ويعشق الحياة ويتمسك بجذوره في هذه الارض المقدسة، لنبقى شهوداً على الميلاد والخلاص وحاملين رسالة رجاء وسلام، ايماناً بعدالة السماء الآتية لا محال بالرغم مما يعتري زمننا من حقد وظلم واضطهاد.
وأضاف سلمان، انه منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، عانت المدينة من العزلة نتيجة القيود المفروضة عليها من قبل الإحتلال الإسرائيلي، فتوقفت السياحة وأُغلقت الأبواب أمام حًجاجها، وجفت الموارد وانتشرت الحواجز على مداخلها وشدد الإحتلال القيود على التنقل منها وإليها وعمّ الركود أسواقها. أثر ذلك بشكل حاد على حياة مواطنيها، وتفاقمت الأزمة الإقتصادية وزادت المعاناة على مواطنيها، وتعمق الإحساس بالعزلة.
من جانبه قال وزير السياحة والاثار هاني الحايك،"اننا نجتمع اليوم هنا في مدينة الميلاد بيت لحم، مهد السيد المسيح، لنطلق رسالة الميلاد، رسالة فلسطين إلى العالم، في هذه المناسبة التي تحمل أسمى معاني الإنسانية، ونجتمع اليوم وشعبنا يعاني بسبب استمرار العدوان الهمجي البغيض الذي يطال كل ما هو فلسطيني، هذا العدوان يستهدف أهلنا في غزة الصابرة وفي كل أماكن وجودنا".
وفي ظل استمرار العدوان والإجراءات الإسرائيلية المتمثلة في تكثيف الحواجز وفصل المدن والقرى الفلسطينية عن بعضها البعض، وحصارها، والاجتياحات المتكررة، ومنع العمل في الداخل، والاستيلاء على أموال المقاصة، تواجه قطاعات الاقتصاد الفلسطيني، ومنها السياحة، تحديات مصيرية.
وبسبب توقف السياحة الوافدة الاجنبية ، والتي أصبحت لا تتعدى من 3% من السياحة الوافدة قبل العدوان، يتكبّد قطاع السياحة خسائر فادحة تُقدر بأكثر من مليار دولار منذ بداية العدوان، منها حوالي 600 مليون دولار خسرتها بيت لحم وحدها , بالإضافة إلى الخسائر غير المباشرة. كما وارتفعت نسبة البطالة إلى أكثر من 36%، وزادت نسبة الفقر ، حيث إن حوالي 30% من سكان بيت لحم بلا مصدر دخل.
وقال محافظ بيت لحم محمد طه أبو عليا، انه للعام الثاني على التوالي تمر اعياد الميلاد والحرب مستمرة، ومن هنا جاء اعلان ان الاعياد هذا العام ستكون مقتصرة على الشعائر الدينية، مع استمرار الحصار الاقتصادي والمعاناة للشعب الفلسطيني.
وأضاف أبو عليا، أن العالم العالم كله هذا العام بعيد الميلاد المجيد، ولكن فلسطين حزينة لما يتعرض له شعبنا من قتل وتشريد من قبل قوات الاحتلال، ويتعرض لمؤامرات داخلية وخارجية غير مسبوقة، متمنيا ان يحتفل الشعب الفلسطيني بأعياد الميلاد العام القادم في القدس وبيت لحم وهي محررة من الاحتلال.
وقال مدير شرطة بيت لحم العميد مراد قداح، ان الشرطة استكملت كافة الاستعدادات من اجل تأمين اعياد الميلاد وبإسناد من بقية الاجهزة الأمنية، وستكون هناك اجراءات من خلال اغلاق بعض الطرق والمفارق لفترة من الوقت وتحويل حركة السير لعدد من الطرق البديلة، داعيا المواطنين للالتزام بتعليمات الشرطة، ومؤكدا ان الشرطة على استعداد لتأمين اعياد الميلاد وتأمين الضيوف الرسميين مع المحافظة على حركة المواطنين.