لندن - معا-:تشهد الساحة السياسية السورية تطورات كبيرة مع صعود القيادة الجديدة بقيادة أحمد الشرع. وتأتي هذه التحولات في ظل تقارير عن ارتفاع مستوى التنسيق بين حركة حماس والإدارة السورية، مما يعكس تحولاً في العلاقة بين الطرفين بعد سنوات من التوتر. يعيد هذا التقارب المحتمل طرح تساؤلات حول مستقبل الفصائل الفلسطينية في سوريا وتأثير هذه التطورات على موازين القوى الإقليمية.
في هذا الصدد وضع مركز رصد للدراسات السياسية في العاصمة البريطانية لندن ورقة تقدير موقف عن العلاقات السورية-الفلسطينية في ظل الإدارة الجديدة بقيادة أحمد الشرع، وهي الورقة التي تناولت مستقبل العلاقات بين الطرفين .
في البداية تشير الورقة إلى السياق العام للتطورات ، وهو السياق النابع من التحولات السياسية في سوريا ، وعن هذا تقول الورقة إنه ومع تولي أحمد الشرع قيادة سوريا، بدأت تتضح ملامح سياسة جديدة أكثر براغماتية، تتمثل في إعادة هيكلة العلاقات الإقليمية والدولية، بما في ذلك العلاقة مع الفصائل الفلسطينية.
أولاً: السياق العام للتطورات
1. التحولات السياسية في سوريا:
مع تولي أحمد الشرع قيادة سوريا، بدأت تتضح ملامح سياسة جديدة أكثر براغماتية، تتمثل في إعادة هيكلة العلاقات الإقليمية والدولية، بما في ذلك العلاقة مع الفصائل الفلسطينية.
2. وضع السلطة الفلسطينية في المنطقة:
على الرغم من علاقاتها التاريخية القوية مع النظام السوري السابق، إلا أن السلطة الفلسطينية تراقب التطورات في دمشق بحذر. فالعلاقة بين الطرفين شهدت بروداً خلال سنوات الأزمة السورية، وهي الآن أمام اختبار جديد في ظل صعود القيادة الجديدة.
ثانياً: مستقبل العلاقة بين السلطة الفلسطينية وأحمد الشرع
1. فرص التقارب:
o إحياء العلاقات الدبلوماسية: قد تسعى القيادة السورية الجديدة إلى استعادة العلاقات مع السلطة الفلسطينية كجزء من استراتيجيتها لتعزيز الحضور السوري في الملف الفلسطيني.
o التنسيق في المحافل الدولية: من الممكن أن تستفيد السلطة الفلسطينية من التقارب مع الشرع للحصول على دعم سياسي في المحافل الدولية، خاصة في ظل التحديات مع إسرائيل.
2. التحديات التي تواجه العلاقة:
o التوتر مع حماس: أي تقارب بين السلطة والقيادة السورية قد يثير حفيظة حماس التي تعمل على تعزيز علاقتها مع دمشق، مما قد يؤدي إلى تنافس جديد بين الطرفين.
o الاختلافات الأيديولوجية: قد تواجه العلاقة تحدياً بسبب اختلاف رؤية الطرفين حول إدارة الملف الفلسطيني، حيث تميل السلطة إلى الحلول السلمية بينما تنظر دمشق إلى دعم المقاومة كجزء من دورها الإقليمي.
3. السيناريوهات المحتملة:
o سيناريو تقارب محدود: قد تقتصر العلاقة على التنسيق السياسي دون الوصول إلى شراكة استراتيجية كاملة.
o سيناريو تحالف جديد: إذا أبدى الطرفان استعداداً حقيقياً لتجاوز الخلافات الماضية، فقد نشهد شراكة سياسية يمكن أن تغيّر موازين القوى الفلسطينية.
o سيناريو استمرار التوتر: قد تظل العلاقة باردة إذا استمرت دمشق في التركيز على دعم الفصائل المسلحة مثل حماس والجهاد الإسلامي على حساب السلطة.
ثالثاً: تداعيات التقارب السوري-الفلسطيني على المشهد الإقليمي
1. التوازن داخل الفصائل الفلسطينية:
o قد يؤدي أي تقارب بين السلطة والقيادة السورية إلى إعادة توزيع النفوذ داخل الفصائل الفلسطينية، خاصة إذا قررت دمشق الحد من دعمها لحماس والجهاد الإسلامي.
2. موقف القوى الإقليمية:
o تركيا وقطر: قد تعتبر هذه الدول أي تقارب بين السلطة وسوريا تهديداً لنفوذها داخل الساحة الفلسطينية.
o مصر والأردن: قد ترحب هذه الدول بتعزيز العلاقة بين السلطة وسوريا إذا كان ذلك يسهم في تحقيق الاستقرار الإقليمي.
رابعاً: التوصيات
1. للقيادة السورية الجديدة:
o تعزيز العلاقات مع السلطة الفلسطينية باعتبارها ممثلاً شرعياً للشعب الفلسطيني في المحافل الدولية.
o الحفاظ على التوازن في العلاقة مع الفصائل الفلسطينية لضمان دور وسطي في القضية الفلسطينية.
2. للسلطة الفلسطينية:
o استثمار التحولات في سوريا لتعزيز موقعها الإقليمي والحصول على دعم سياسي إضافي.
o العمل على تنسيق أكبر مع القيادة السورية لتجنب التوترات مع حماس والجهاد الإسلامي.
3. للدول الإقليمية:
o دعم أي جهود تهدف إلى توحيد الصف الفلسطيني وتعزيز العلاقات بين الفصائل الفلسطينية والقيادة السورية.
o توفير دعم دبلوماسي لضمان استقرار العلاقة بين السلطة وسوريا دون التأثير على مصالح الأطراف الأخرى.
خاتمة
يحمل مستقبل العلاقة بين السلطة الفلسطينية وأحمد الشرع فرصاً كبيرة للتقارب، لكنه يواجه تحديات معقدة تتطلب إدارة حكيمة من الطرفين. إن نجاح هذه العلاقة قد يسهم في إعادة توحيد الصف الفلسطيني وتعزيز دور سوريا في القضية الفلسطينية، ولكن ذلك يعتمد على قدرة كل طرف على تقديم تنازلات استراتيجية تخدم المصالح المشتركة.