بيت لحم - معا - ضمن توجيهات الرئيس محمود عباس، وتعليمات رئيس الوزراء د. محمد مصطفى، واستنادا لرؤية الحكومة الفلسطينية في التواصل مع مختلف المحافظات لدعمهم وإسنادهم، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي نمر بها، التقت وزيرة العمل د. إيناس العطاري الاثنين، مع محافظ بيت لحم محمد طه، وممثلين عن المؤسسات والفعاليات الرسمية والنقابات والاتحادات والغرفة التجارية، وممثلين عن اللجان الشعبية في المخيمات، للإطلاع على أوضاع المحافظة والوقوف على تبعات ممارسات الاحتلال تجاه المواطنين والعمال، وآثارها الاقتصادية والاجتماعية.
وهنأت الدكتورة عطاري الطوائف المسيحية بمناسبة الأعياد، متنمية أن يحمل العام الجديد الأمل والحرية لشعبنا، وشاكرةً محافظ محافظة بيت لحم على دعمهم ومساهمتهم في استقرار علاقات العمل، والسلم الاجتماعي والأهلي في المحافظة، ولدورهم الفاعل في إسناد عمال غزة، المتواجدين بالمحافظات الشمالية.
واطلعت الدكتورة عطاري على الظروف والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها محافظة بيت لحم، والتي تعتبر واجهة السياحة في فلسطين، مؤكدة أن وزارة العمل وبتوجيهات من الحكومة تعمل على وضع الحلول الممكنة لمعالجة التحديات والفجوات في سوق العمل، عبر التواصل المباشر مع العمال المتعطلين عن عمل من خلال مديريات العمل المنتشرة في كافة محافظات الوطن، لذلك أطلقت وزارة العمل العديد من المبادرات والتدخلات التى تعتبر استجابة لأزمة البطالة الحالية، لا سيما للعاملين في قطاع السياحة.
وأشارت الدكتورة عطاري أن المبادرات تستهدف جميع الفئات من الشباب والنساء وذوي الإعاقة، والمخيمات والقرى، من خلال الاستثمار في قطاعات متعددة، وتركيز الجهود على التعاون مع الشركاء لتوفير فرص العمل، وتجنيد الأموال لدعم التعاونيات والمشاريع الصغيرة وتشجيع الشباب للانخراط في البرامج المهنية التى تواكب التطورات التكنولوجية، كالذكاء الاصطناعي والتسويق الرقمي، نظرا لحاجة سوق العمل لتلك التخصصات.
وأضافت الدكتورة عطاري، قائلة :" وزارة العمل تعمل على ترسيخ مبادئ العمل اللائق، وتحسين ظروف وشروط العمل في جميع مواقع العمل، لذلك تركز جهودها على تطوير دور الشركاء الاجتماعيين واعتماد لغة الحوار كوسيلة رئيسية لتحقيق هذه الأهداف، بالتوازي مع الدور الرقابي والتوعوي الذي تقوم به الوزارة في جميع المجالات"، مضيفة أن وزارة العمل باعتبارها قائدة العمل الريادي، تعمل على تشجيع ريادة الأعمال كوسيلة لتشجيع إنشاء وتطوير المشروعات الصغيرة وتوجيهها، واستغلال ما تنتجه الأعمال الريادية من فرص توظيف جديدة للحد من معدلات البطالة.
وأشارت الدكتورة عطاري، خلال كلمتها، إلى أهم وأبرز البرامج والمشاريع التي تنفذها وزارة العمل مع الشركاء من أجل النهوض في قطاع العمل، منها: مبادرة التشغيل الفلسطينية "إعادة بناء المستقبل" التي تهدف الى خلق 8000 فرصة عمل، وبرنامج بادر 1 الذي يهدف لتوفير قروض صفرية للعمال الذين كانوا يعملوا داخل الخط الأخضر لإنشاء مشاريع جديدة أو دعم مشاريعهم القائمة، كذلك مبادرة بوصلة سوق العمل من أجل تعزيز التنمية المستدامة، وتحديد المهارات المستقبلية لسوق العمل الفلسطيني وخلق فرص تشغيلية جديدة، بالإضافة الى استمرار العمل على توفير الدفعات الشهرية لمساعدة عمال غزة المتواجدين في المحافظات الشمالية.
وأكدت الدكتورة عطاري على قيام الوزارة بتفعيل مجالس التشغيل والتدريب المحلي في كل محافظة، وذلك لتقديم اقتراحات مشتركة للتدخلات اللازمة لدعم ومراقبة تنفيذ المشاريع، وكذلك تقديم خدمة التأمين الصحي للمتعطلين عن عمل، بالإضافة إلى برنامج الوصول الى سوق العمل من أجل خلق فرص تدريب على مهارات سوق العمل مدفوعة الأجر بالشراكة مع الصندوق الفلسطيني للتشغيل والقطاع الخاص.
بدوره، شكر محافظ بيت لحم محمد طه باسم كافة المؤسسات والفعاليات الرسمية والأهلية في المحافظة وزيرة العمل على زيارتها لمحافظة بيت لحم لأهميتها في تعزيز صمود المواطنين بشكل عام والعمال وأصحاب العمل على وجه الخصوص، كما استعرض محافظ بيت لحم الواقع الاقتصادي الصعب الذي تعاني منه المحافظة جراء سياسات الاحتلال تجاه مختلف قطاعات العمل لا سيما قطاع السياحة، مشيرا إلى ارتفاع معدلات البطالة بين صفوف الشباب والنساء، ومؤكدا على دور وزارة العمل بالتعاون مع الشركاء في بذل الجهود لمعالجة أزمة البطالة الراهنة، من خلال البرامج والمبادرات التي من شأنها توفير فرص تشغيلية تخفف من معدلات البطالة غير المسبوقة، وتعمل على تحريك عجلة الاقتصاد مجددا.