غزة-خاص معا -لساعات طويلة تجلس منال شبات أمام فرن الطين لإعداد الخبز وطهى الطعام لجموع النازحين بعد أن هربت من نيران الحرب في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة إلى مخيم في دير البلح وسط القطاع.
وأصبحت شبات المسؤولة عن العائلة بعد إصابة زوجها في عينه بحرب عام 2008م.
وتقول شبات في حديثها ل "معا" :"عشت خلال رحلة النزوح بظروف قاسية بعد ترك المنزل والذهاب إلى مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة ومن ثم الانتقال إلى وسط القطاع بعد اشتداد القصف خاصة الأحزمة النارية."
وتضيف "منذ عام وشهر بدأت المشروع لضيق الحال وعدم القدرة على تلبية أدنى احتياجات الأسرة بعد القيام بشراء كل ما يلزم من ادوات للمطبخ وأغطية وفراش وملابس لعدم قدرتنا على جلب مسلتزماتنا من المنزل."
وتواصل حديثها قائلة:"فاعل خير أعطاني 200شيكل وعملت الفرن فيه وكانت تجربة ربما تفشل أو تنجح".
ولم تتوقع شبات نجاح الفرن لكن يبقى العائق الأساسي أمامها غلاء الحطب في ظل قلته خاصة أن مدة الحرب طويلة، إضافة إلى شح الطحين فأيام عديدة تبقى دون عمل، وهذا الحال مستمر منذ شهرين.
وتعيل شبات سبعة أفراد وتعيش في خيمة لا تقيهم من برد الشتاء القارس عدا عن كونها قريبة من شاطئ البحر.
وتعاني شبات من أوجاع عديدة أبرزها وجع في الرقبة والعيون واليدين.
وتتابع، يحاول زوجي مساعدتي لكن عدم الرؤية في إحدى عينيه جعلته غير قادر اكمال العمل.
وتوضح شبلت انها لم ترى شبات أفراد أسرتها كأي أم فهي تعمل بالفرن من الساعة الثامنة صباحا حتى الخامسة مساء وابنتها الكبرى هي من تهتم بالعائلة، مضيفة"حملت بنتي الصغيرة مسؤولية أكبر من عمرها فهي ما زالت طفلة."
ورغم عمل شبات في الفرن لكنها لم تتمكن من تلبية احتياجات عائلتها في ظل ارتفاع الأسعار بالأسواق.
وتتمنى شبات أن تنتهى الحرب وأن يتم اعتماد زوجها جريحا لعل راتبه يساعد في تخفيف العبء عليها.
وتضطر الكثير من النساء للعمل لإعالة أسرهن في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية في ظل الحرب على غزة.