الأحد: 26/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

أطفالُ غزة ...!

نشر بتاريخ: 24/01/2025 ( آخر تحديث: 24/01/2025 الساعة: 22:57 )
أطفالُ غزة ...!


بقلم د.عبدالرحيم جاموس
لكم اللهُ يا اطفالَ غَزة..
كيفَ أرفعُ لقمةَ العشاءِ إلى فمي ..
وأطفالُ غزةَ في زوايا الليلِ يبكون؟
كيفَ تشتعلُ نارُ المائدةِ في بيتي ..
وأحشاءُ الصغارِ هُناكَ خاويةٌ، ..
والألمُ ينهشُ عظامَهم ..
كذئبٍ جائع؟
*
خمسةَ عشرَ شهرًا وأكثر ..
والسماءُ عليهم حِدادٌ، ..
والأرضُ لهم مقابرُ ..
ضاقت ..
حتى صارَ الصمتُ شاهدَ قبرٍ..
أيُّ شمسٍ تلكَ التي أحرقتْ أجسادَهم؟ ..
أيُّ ريحٍ تلكَ التي مزّقتْ أحلامَهم؟ ..
أيُّ إنسانيةٍ تلكَ التي ..
تسمحُ ..
لعدوانٍ أن يدوسَ البراءةَ ..
ويسرقُ طفولةَ الوطن؟ ..
*
في غزة، ..
لا فراشَ يُقاسمُ الجسدَ ..
بردَ الليل، ..
لا ماءَ يغسلُ الوجهَ ..
من رمادِ الدموع، ..
لا سقفَ يحمي ..
من صواريخِ الجحيم..
هُناكَ،..
الجوعُ هو الضيفُ الوحيدُ ..
على موائدِ الفقرِ والخراب..
*
أيُّ حياءٍ يكسو وجهَ البشرية؟ ..
أيُّ ضميرٍ يشهدُ، ..
ثم يطأطئُ رأسَه صمتًا؟ ..
*
أطفالي هنا،..
يتناولون طعامَ العشاء ..
وأطفالُ غزةَ يقتاتونَ الحسرةَ و الألم...
أيُّ عارٍ هذا ..
الذي يَلفُنا من صَغيرِنا ..
إلى كبيرِنا ..
ايُ صمتٍ اطبقَ على افواهـنا ..
حينَ ننعمُ تحتَ سماءِ الأمنِ ..
وأحلامُ الصغارِ هناك ..
تُشنَقُ على حبالِ الجوعِ والخوفِ والألم ..
على حبالِ الدمارِ والخرابِ و العُدوان؟ ..
*
غَزةُ، ..
سجنٌ مفتوحٌ على الوجع، ..
على أصواتِ الانفجارات ..
وأقدامِ الجُنودِ الطاغية..
*
غَزةُ، ..
نبضٌ جريحٌ،..
وصوتُ أمٍّ تخافُ أن تَسكُتَ ..
نبضاتُ صَدرِ وليدِها..
*
يا ضميرَ العالم المتجمدِ ،..
أما زالَ فيكَ نبضٌ؟..
أما زالَ فيكَ قلبٌ؟ ..
يشعرُ بالبردِ ..
حينَ تلمسُكَ أصابعُ مَوتى غَزةَ؟ ..
*
لا حياءَ لِي أن أُشعلَ نارَ المائدةِ ..
وأطفالي آمنونَ،..
بَينما هُناكَ، ..
طفلٌ يَبحثُ عن حُضنِ أمّهِ ..
في أكوامِ الرُكامِ و الأَنقاضِ..
*
غَزةُ، ..
قصيدةٌ كُتبتْ بدماءِ الأبرِياء،..
بدأت حِكايتُها ، ولم تَنتهيِ بعد ..
سَتبقى شاهدٌ على إنسانيةٍ ..
قد ماتتْ في زوايا الضمير..
اذا ما زالَ هُناكَ ..
بعضٌ من ضَمير ..


25/1/2025 م