لندن – معا- قام مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية في العاصمة البريطانية لندن بوضع ورقة تقدير موقف بحثية عن عملية تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، وهي الورقة التي اعتمدت على حديث عدد من منصات التواصل الاجتماعي وغيرها من منصات المقاومة.
الورقة تشير إلى أن هناك ما يمكن وصفه بحالة من التحفظ بين قيادات في حركة حماس تحديدًا وبين قيادات من الجهاد بسبب نقطتين مركزيتين: الأولى هي التنسيق حول وقف إطلاق النار، والثانية هي إطلاق سراح الرهائن.
وبات واضحًا تحديدًا أن قضية الرهينة أربيل يهود يمكن أن تعكس هذا التباين، خاصة مع إعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي منذ قليل أنه كان يُنتظر فيه إطلاق سراح أربيل يهود، التي يُعتقد أنها محتجزة لدى الجهاد الإسلامي، ولم يتم الوفاء بهذا البند من الاتفاق، الأمر الذي بات ومن وجهة نظر الاحتلال انتهاكًا للاتفاق.
بالطبع، تطرقت الورقة إلى التلاعب الإسرائيلي كثيرًا في القضايا السياسية والمصيرية، ولكن الورقة ناقشت بعض النقاط ومنها:
1. المصلحة الفلسطينية:
حيث يطالب الكثير من الفلسطينيين الآن باستكمال عملية تبادل الأسرى وأيضًا إطلاق سراح جميع الرهائن، بمن فيهم الفتاة الإسرائيلية، لأنه سينعكس إيجابيًا على المصلحة الفلسطينية.
2. تحسين الظروف الإنسانية:
ينص الاتفاق بين حماس وإسرائيل على تحسين الظروف الإنسانية في غزة من خلال ضمان إطلاق سراح الرهائن، وهو ما يمكن أن يساهم في تخفيف الضغط الدولي على الفلسطينيين، الأمر الذي يعكس اللهفة لتطبيق هذا الاتفاق.
3. الوفاء ببنود الاتفاق:
من ناحية أخرى، ترى بعض الدوائر أن عدم الوفاء ببنود الاتفاقية يعزز المبررات الإسرائيلية لتصعيد عدوانها في أي وقت، وهو ما سينعكس على سكان غزة وفي كثير من المساعدات التي يحصلون عليها، خاصة في ما يتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة.
4. المخاطر على المدنيين في غزة:
ناقشت الورقة أيضًا خطورة ما يجري حاليًا على الفلسطينيين، خاصة وأن ما تردده إسرائيل من مزاعم بشأن أي انتهاك للاتفاق سيمثل ذريعة لعدم الوفاء بإجراءات الإغاثة التي وعدت بها، مما سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع.
التداعيات المحتملة:
وعن التداعيات المحتملة، قالت الورقة إن لهذه التداعيات بعض النقاط ومنها:
1. تأثيرات على موقف المجتمع الدولي:
قد تؤدي هذه الأحداث ونقل رسالة عدم التزام الفلسطينيين والمقاومة ببنود الاتفاق إلى زيادة الضغط الدولي على جميع الأطراف الفلسطينية، وقد يترتب على استمرار هذا تقليل الدعم الدولي للفلسطينيين، خاصة إذا تم تفسير سلوك الجهاد الإسلامي على أنه يقوض فرص السلام أو يعرقل الحلول الإنسانية.
2. الرد الإسرائيلي:
فضلاً عن ذلك، رأت الورقة أنه من المحتمل أن تجد إسرائيل في هذا الخرق المزعوم فرصة للتمسك بمواقفها السابقة، مثل الإصرار على أن الفصائل الفلسطينية غير قادرة على الوفاء بالاتفاقيات. هذا قد يُستخدم كذريعة لتأجيل أو حتى إلغاء أي تقدم في المفاوضات أو الإجراءات الإنسانية.
التوصيات:
وخرجت الورقة بعدد من التوصيات ومنها:
1. تعزيز التنسيق الداخلي:
حيث بات من الضروري تعزيز التنسيق بين الفصائل الفلسطينية لضمان وحدة الصف في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وضمان استمرارية التفاهمات الداخلية التي تخدم مصالح الفلسطينيين في المدى الطويل.
2. التواصل مع المجتمع الدولي:
يجب على القيادة الفلسطينية التواصل مع المجتمع الدولي لشرح الموقف الفلسطيني، خاصة فيما يتعلق بالأضرار التي قد تلحق بالمدنيين في غزة نتيجة لهذه الانتهاكات، والعمل على ضمان استمرار المساعدات الإنسانية.
ختامًا:
عموما، فإن صحيفة "الرسالة"، وهي واحدة من الصحف المقربة لحركة حماس، نقلت عن إسماعيل السنداوي، ممثل حركة الجهاد الإسلامي في سوريا، قوله إن عملية التبادل "مشهد تاريخي لوحدة الدم والمصير"؛ ويؤكد أن المقاومة وشعبها يسيرون على قلب رجل واحد؛ وأثبتت أن الكتائب والسرايا قلبًا وروحًا موحدين؛ وأنهما عصيان على الكسر.
وبالطبع، تعني هذه التصريحات انتباه السنداوي لما يجري وتأكيده على قوة التحالف بين المقاومة ممثلة في حماس والجهاد تحديدًا.
وفي الخاتمة تقول الورقة إن ما يجري حاليًا يعكس أهمية التنسيق والتزام الجميع بالاتفاقات التي تهدف إلى تحسين الوضع الإنساني في غزة. عدم الالتزام بهذه الاتفاقات قد يقوض الجهود المبذولة لتخفيف معاناة المدنيين الفلسطينيين ويمنح إسرائيل مبررات إضافية لعدم الوفاء بتعهداتها.