الإثنين: 27/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

المنتجات البديلة أقل خطورة من السجائر التقليدية مع مركبات ضارة أقل بنسبة تصل إلى 95%

نشر بتاريخ: 26/01/2025 ( آخر تحديث: 26/01/2025 الساعة: 11:49 )
المنتجات البديلة أقل خطورة من السجائر التقليدية مع مركبات ضارة أقل بنسبة تصل إلى 95%

رام الله- معا- في خطوة هامة على طريق التشجيع على توسيع نطاق العمل بسياسة الحد من مخاطر التبغ، تبنت الجمعية الإسبانية لارتفاع ضغط الدم ومخاطر الأوعية الدموية SEHLELHA، وإلى جانبها عدد من الجمعيات الإقليمية الأخرى، موقفاً داعماً للمنتجات البديلة الخالية من الدخان كبديل للمدخنين البالغين ووسيلة تساعدهم على الإقلاع، ومناهضاً في ذات الوقت للنهج الحكومي الذي يساوي السجائر الإلكترونية بالتقليدية، والذي انعكس على خطة مكافحة التدخين الوطنية.

وفي هذا السياق، يقول رئيس وحدة ارتفاع ضغط الدم ومخاطر الأوعية الدموية في مستشفى جامعة سيوداد ريال، وهو أخصائي أمراض كلى، خافيير نييتو، بأن السياسة التقليدية وبالرغم من كل الحملات والتحذيرات التي تطلقها في سبيل مكافحة التبغ، لم تستطع تقليص عدد المدخنين.

وأشار نييتو إلى معدل التدخين في إسبانيا أعلى قليلاً من المتوسط ​​الأوروبي، حيث يصل إلى 22%. وعلى الرغم من انخفاض عدد المدخنين على مدى العقود القليلة الماضية، فقد توقف التقدم، ولم يتم تحقيق أهداف التخفيض بالكامل. ويمكن أن تشمل أسباب هذا الركود، التأخر في تنفيذ قوانين مكافحة التدخين، أو نقص الوعي الاجتماعي حول مخاطر التدخين، أو إيجاد المدخنين طرقاً لتجاوز القيود. ووفقاً لذلك، فقد أكد نييتو بأن الوقت قد حان لتغيير النهج المتبع في التصدي للتدخين، إذ يمكن أن تشمل الاستراتيجية المقترحة إدارة المخاطر المرتبطة بالتدخين بشكل أفضل، بدلاً عن التركيز على عدد المدخنين. وينطوي ذلك على استخدام جميع الموارد المتاحة لمنع الناس من البدء في التدخين، ومساعدة المزيد من المدخنين على الإقلاع عن التدخين، وبالنسبة لأولئك الذين يستمرون في التدخين، فإن الهدف يتمحور معهم حول التقليل إلى أدنى حد من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالتدخين.

في الوقت الحالي، يتم تمويل عقار سيتيسين (أو سيتيسينيكلين) فقط لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين عن طريق الارتباط بمستقبلات الدماغ وتخفيف أعراض الانسحاب. ويدعم هذا التمويل محاولة واحدة فقط للإقلاع عن التدخين سنوياً، بمعدل نجاح يبلغ حوالي 20% لمدة 6 أشهر على الأقل، على الرغم من أن البعض قد ينتكس بعد عام. وعلى الرغم من نسبة النجاح المتواضعة التي تظهر مع نجاح 20 مدخن فقط من أصل 100 بالإقلاع عن التدخين، إلا أنها تعتبر نتيجة إيجابية، مقابل ذلك، تم منع أدوية الإقلاع عن التدخين الأخرى مثل الفارينكلين والبوبروبيون من السوق بسبب مشاكل التلوث، ولكن من المتوقع أن يعود الفارينكلين قريباً كخيار عام.

ويأتي التفسير المنطقي لدعم جمعية SEHLELHA لاستخدام السجائر الإلكترونية للأشخاص الذين لا يستطيعون الإقلاع عن التدخين، نظراً لأن السجائر التقليدية تنتج دخاناً بفعل الاحتراق، يحتوي على العديد من المواد السامة التي تسبب أمراضاً خطيرة. في المقابل، تحتوي المنتجات الخالية من الدخان مثل السجائر الإلكترونية على مركبات ضارة أقل بنسبة تصل إلى 95%، مما يجعلها أقل خطورة. وتظهر الدراسات قصيرة المدى أن التحول إلى هذه المنتجات يقلل من التعرض للمواد السامة ويقلل من العلامات البيولوجية المرتبطة بأمراض مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية. وتشير بعض الدراسات متوسطة المدى أيضاً إلى حدوث تحسن صحي في حالات مثل أمراض القلب ومرض الانسداد الرئوي المزمن عندما يتحول المدخنون تماماً إلى المنتجات الخالية من الدخان. ومع ذلك، لا يوجد حتى الآن دليل طويل المدى على آثارها.

في السويد، تم تحرير سوق التبغ والنيكوتين بالكامل، وقد ساهم استخدام التبغ الرطب، وهو منتج شعبي من منتجات التبغ الذي لا يدخن والمحظور في بقية دول الاتحاد الأوروبي، في انخفاض كبير في معدلات الإصابة بسرطان الرئة، والنوبات القلبية، ومرض الانسداد الرئوي المزمن. وبسبب هذه العوامل، فإن السويد تسير على الطريق الصحيح لتصبح أول دولة "خالية من التدخين"، حيث يقل عدد المدخنين فيها عن 5% من السكان بحلول عام 2025.

هذا وتعترف إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، التي تشرف على تسويق منتجات التبغ في الولايات المتحدة، بأن "منتجات التبغ ذات المخاطر المعدلة" هي تلك التي تشكل خطراً منخفضاً، كالتبغ الرطب، أو أنها تلك التي تتيح تعرضاً أقل بكثير للمواد الضارة، كلفائف التبغ المسخن التي تنتج مواد كيميائية أقل بنسبة 95%. يسمح هذا التصنيف للمصنعين بتضمين عبارات مثل "إذا كنت تدخن، ففكر في أن التحول الكامل من السجائر إلى هذا المنتج يقلل من خطر الإصابة بسرطان الرئة" في حملاتهم التسويقية.

وتهدف فكرة بيع السجائر الإلكترونية في الصيدليات بوصفة طبية، كما هو معمول به في أستراليا، إلى قَصر استخدامها على أولئك الذين لا يستطيعون الإقلاع عن التدخين، مع منع وصولها للقاصرين وغير المدخنين. ومع ذلك، فإن جعل السجائر الإلكترونية متاحة بوصفة طبية فقط يمكن أن يحد من وصول المدخنين البالغين الذين يرغبون في التحول إليها. ومن ناحية أخرى، إذا كان الوصول متاحاً دون قيود، فقد يشجع على الانخراط بهذه الممارسة بين القاصرين. إن النهج المتوازن الذي يتحكم في الوصول مع الاستمرار في مساعدة المدخنين قد يكون الحل الأفضل.

هذا وتعترف خطة الحكومة لمعاملة السجائر الإلكترونية مثل التبغ التقليدي بأنه على الرغم من أن السجائر الإلكترونية تشكل خطراً أقل من السجائر التقليدية، إلا أنها لا تزال تمثل مخاطر كبيرة، خاصة بالنسبة لغير المدخنين. إن الارتفاع في استخدام السجائر الإلكترونية بين الشباب، وفي بعض الأحيان أكثر من معدله كما في التدخين التقليدي، أمر مثير للقلق بشكل خاص. وعلى الرغم من أن السجائر الإلكترونية ليست خالية تماماً من المخاطر، إلا أنها قد تكون مناسبة للمدخنين الذين لا يستطيعون أو لا يريدون الإقلاع عن التدخين، لأنها يمكن أن تقلل من المخاطر الصحية إذا تحولوا بالكامل إلى المنتجات الخالية من الدخان.

وينبغي تنظيم منتجات إدارة مخاطر التبغ (المنتجات البديلة) على أساس ضررها المحتمل، مع وضع قواعد أكثر صرامة للمنتجات الأكثر خطورة، مما يضمن استيفائها لمعايير السلامة والجودة العالية. ومن الضروري منع ظهور المنتجات غير المشروعة وغير الآمنة وحماية الشباب من البدء أو استخدام أي من منتجات التبغ أو النيكوتين. وينبغي أن تشمل هذه الحماية الوعي الاجتماعي، والتعليم من الأسر والمدارس، واللوائح الفعالة، مثل حظر مبيعات التبغ مدى الحياة في نيوزيلندا، والمساحات الخالية من التدخين، والتغليف البسيط، وحظر النكهات، والقيود على السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة.

وقد حذرت الجمعية الإسبانية لعلم الأورام من أن السجائر الإلكترونية قد تسبب السرطان، وربما بشكل أسرع من التدخين التقليدي، في حين أن السجائر الإلكترونية ليست ضارة، إلا أن رذاذها يحتوي على مواد يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمشاكل الرئة المزمنة، على الرغم من أنها أقل خطورة من السجائر التقليدية. بعض الحالات الأخيرة تربط بين التدخين الإلكتروني وسرطان الرئة، خاصة بين أولئك الذين يدخنون السجائر التقليدية أيضاً، وهو ما لا يقدم أي فائدة. قد يتسبب رذاذ السجائر الإلكترونية في حدوث تغييرات في خلايا معينة يمكن أن تكون علامات للإصابة بالسرطان في المستقبل، على الرغم من أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث.

ومع ذلك، ونظراً لأن المنتجات الخالية من التدخين تقلل من التعرض لدخان التبغ الضار بنسبة 95%، فمن المتوقع حدوث انخفاض في حالات السرطان المرتبطة بالتبغ.