السبت: 01/02/2025 بتوقيت القدس الشريف

المحرر عبد الغني: لأول مرة أرى السماء دون شباك منذ 23 عاما

نشر بتاريخ: 01/02/2025 ( آخر تحديث: 01/02/2025 الساعة: 20:38 )
المحرر عبد الغني: لأول مرة أرى السماء دون شباك منذ 23 عاما

رام الله- معا- بعد 23 عاما من الاعتقال في سجون الاحتلال، خرج الأسير المحرر عطا عبد الغني (55 عاما) من حافلة الصليب الأحمر متوشحا بالعلم الفلسطيني، واحتضن ابنيه التوأمين زيد وزين، اللذين أنجبهما عبر تهريب نطف من داخل سجون الاحتلال.

يقول عبد الغني في أولى خطواته للوكالة الرسمية: "للمرة الأولى نرى السماء دون شباك وأسلاك شائكة، اليوم نشاهدها بأم عين الحرية، بعد سنوات طويلة من الاعتقال".

الأسير عطا محمد عطا عبد الغني من مدينة طولكرم، أمضى ما مجموعه 28 عاما، وكان آخر اعتقال له بتاريخ 30/10/2002، وهو محكوم بالسجن المؤبد، أفرج عنه مع 31 أسيرا من الدفعة الرابعة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.

في ساحة متحف محمود درويش بمدينة رام الله، تجمع مئات المواطنين وذوو المعتقلين منذ ساعات الصباح الباكر لاستقبال المعتقلين الذين تم الإفراج عنهم من سجن "عوفر" العسكري.

ويتابع: "مثلما بزغ عليّ فجر جديد، أدعو ببزوغه وأن يشرق أيضا على بقية الأسرى، وشعبنا في غزة والضفة وكل مكان".

يضيف: "في هذه اللحظة تعجز الكلمات عن التعبير عن معنى الحرية، وبأن الحرية قادمة لشعبنا لا محالة."

وتحدث عبد الغني عن عذابات الأسرى اليومية بين الأسلاك الشائكة والزنزانات الضيقة، وظروف العزل والتنكيل خاصة قبيل الإفراج عنهم.

وأنجبت زوجة الأسير المحرر التوأمين عام 2014، بعد نجاحه بتهريب نطف من داخل السجن، لكن والدهما لم يتمكن من احتضانهما إلا بعد تحرره اليوم السبت، وقبل اعتقاله، كانت لديه ابنتان هما إيلانا وسميرة، وانضم إليهما لاحقا التوأمان زيد وزين.

"كانت الأيام تتشابه، لا نرى السماء إلا من خلال فتحات صغيرة جدا محاطة بالشِباك والأسلاك" يقول عبد الغني.

وسط دموع امتزجت بالفرح، خرج الأسير المحرر شادي فؤاد عطية قرعان (42 عاما) فرحا بحريته وهو بين عائلته، بعد 17 عاما ونصف العام من الأسر في معتقلات الاحتلال.

ويقول قرعان، الذي كان محكوما بالسجن 25 عاما، إن "وضع الأسرى صعب جدا، ويجب التحرك لإنقاذهم".

ويتابع: "قضيت في الأسر متنقلا بين السجون والزنازين الملغمة بالأسلاك الشائكة والأقفال الحديدية، وواجهنا شتى أنواع الاعتداء في الأيام الأخيرة، آلاف الأسرى يذوقون الأمرّين نتيجة التنكيل بهم".

بدوره، يقول رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس خلال استقباله للأسرى المحررين، إننا نستقبل الأسرى اليوم، مؤكدين أننا شعب لا يساوم على ثوابته، شعب متمسك بأهدافه الوطنية التي لا تقل عن حرية منجزة وكاملة ودولة مستقلة، دولة تليق بتضحيات الأبطال والشهداء، الذين قدموا أغلى ما لديهم من أجل هذا الوطن.