الإثنين: 24/02/2025 بتوقيت القدس الشريف

أبو مرزوق: لو علمت أن "طوفان الأقصى" سيجلب كل هذا الدمار والخسائر ما كنت دعمته

نشر بتاريخ: 24/02/2025 ( آخر تحديث: 24/02/2025 الساعة: 21:18 )
أبو مرزوق: لو علمت أن "طوفان الأقصى" سيجلب كل هذا الدمار والخسائر ما كنت دعمته

بيت لحم- معا- صرح رئيس مكتب العلاقات الخارجية لحركة حماس موسى أبو مرزوق بأنه لم يكن ليدعم هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل، لو كان يعرف الدمار الذي سيخلفه على قطاع غزة.

وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه "لعدة أشهر دافع قادة حماس عن قرار الحركة بشن هجوم 7 أكتوبر 2023، على الرغم من أنه أشعل هجوما إسرائيليا مدمرا أودى بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين في غزة وحول المنطقة إلى أنقاض، وأعلنت حماس النصر على إسرائيل، وتعهد بعض مسؤوليها بأن مقاتليها سينفذون المزيد من الهجمات المشابهة لهجوم 7 أكتوبر في المستقبل".

وقال أبو مرزوق في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز"، إنه "لم يكن ليدعم الهجوم لو كان يعرف الفوضى التي سيخلفها على غزة. وقال إن معرفة العواقب كانت ستجعل من المستحيل عليه دعم الهجوم".

وأضاف أنه "لم يتم إطلاعه على الخطط المحددة لهجوم 7 أكتوبر، لكنه هو وغيره من القادة السياسيين لحماس أيدوا الاستراتيجية العامة المتمثلة في مهاجمة إسرائيل عسكريا"، وقال: "لو كان متوقعا أن يحدث ما حدث، لما كان هناك هجوم 7 أكتوبر".

كما اقترح أبو مرزوق أن "هناك بعض الاستعداد داخل حماس للتفاوض حول مستقبل أسلحة الحركة في غزة (نقطة خلاف في المفاوضات مع إسرائيل) وهو موقف رفضه مسؤولون آخرون في حماس. ويقول المحللون إن التوصل إلى حل وسط قد يساعد الحركة وإسرائيل على تجديد الحرب. وقد قالت إسرائيل إنها تريد من حماس تفكيك قدراتها العسكرية".

وبحسب الصحيفة "من غير الواضح إلى أي مدى تتشارك قيادات حماس الأخرى وجهات نظر أبو مرزوق بشأن هجوم 7 أكتوبر، أو إذا كانت محاولة للتأثير على المفاوضات مع إسرائيل أو ممارسة الضغط على زملائه القادة داخل الحركة. وتميل قيادات حماس الأخرى، خاصة تلك المرتبطة بإيران وحزب الله اللبناني، إلى تبني مواقف أكثر تشددا".

ولفتت إلى أن تعليقات القيادي في حماس "تشير إلى وجود خلافات بين مسؤولي حماس حول الخط العام بشأن هجوم 7 أكتوبر وعواقبه. كما تشير إلى أن إحباطات الفلسطينيين في غزة الذين يقولون إن الهجوم جعلهم يعانون من معاناة غير مسبوقة بدأت تؤثر على قيادة حماس".

ومن المتوقع أن تبدأ إسرائيل وحماس في الأيام القادمة مناقشة المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة، والتي تدعو إلى إنهاء دائم للقتال، وانسحاب إسرائيلي كامل، وإطلاق سراح المزيد من الأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين. لكن التأخير في بدء هذه المحادثات إلى جانب الخلافات حول تنفيذ المرحلة الأولى عزز المخاوف من أن الهدنة قد تنهار والحرب قد تعود من جديد.

وقال أبو مرزوق إن "بقاء حماس في الحرب ضد إسرائيل هو بحد ذاته نوع من النصر"، كما شبه حماس بشخص عادي يقاتل مايك تايسون، بطل الملاكمة للوزن الثقيل السابق: "إذا نجا المبتدئ غير المدرب من لكمات تايسون، فسيقول الناس إنه انتصر".

وأضاف أنه "سيكون غير مقبول الادعاء بأن حماس انتصرت، خاصة بالنظر إلى حجم ما ألحقته إسرائيل بغزة"، مشيرا إلى أن "نحن نتحدث عن طرف فقد السيطرة على نفسه وانتقم من كل شيء.. هذا ليس انتصارًا بأي حال من الأحوال".

وادعت القوات الإسرائيلية أنها نفذت حملاتها الجوية والأرضية في غزة وفقا للقانون الدولي، وأنها كانت تنفذ هجمات ضد حماس، لكن خبراء قانونيين اتهموا إسرائيل باستخدام القوة بطريقة مفرطة أدت إلى مقتل عدد كبير جدا من المدنيين.

كما أشار أبو مرزوق إلى أن "هناك انفتاحا داخل قيادة حماس للتفاوض حول مستقبل أسلحة الحركة في غزة"، وهي قضية شائكة قال مسؤولون آخرون في حماس إنها غير قابلة للنقاش.

وقال: "نحن مستعدون للحديث عن كل قضية"، عندما سُئل عن الأسلحة. "أي قضية تُطرح على الطاولة، نحتاج إلى الحديث عنها".

وأوضحت الصحيفة أن "تصريحات أبو مرزوق بدت متناقضة مع تصريحات أسامة حمدان، مسؤول آخر في حماس، الذي قال في مؤتمر في الدوحة بقطر في منتصف هذا الشهر إن أسلحة المقاومة ليست محل نقاش، مما بدا أنه يستبعد التوصل إلى حل وسط".

وعندما سُئل عن تصريحات حمدان، قال أبو مرزوق إنه لا يمكن لأي قائد أن يحدد أجندة بمفرده.

ورفض أبو مرزوق الإجابة عن أسئلة محددة حول الحلول المحتملة لقضية أسلحة حماس. قد تشمل هذه الحلول قيام حماس بتخزين أسلحتها في منشآت خاضعة للإشراف الدولي، أو الموافقة على التخلي عن إعادة بناء شبكة الأنفاق وترسانة الصواريخ، أو وقف تجنيد المقاتلين. ويقول الخبراء إن نزع السلاح أمر غير مرجح.

مع تأخر المحادثات حول المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، تحدث المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون بشكل متزايد عن تمديد المرحلة الأولى.

وأضاف أبو مرزوق أنه "يمكن مناقشة إطلاق سراح المزيد من الأسرى خلال تمديد المرحلة الأولى. لكنه أوضح أنه، في أي حال من الأحوال، ستطالب حماس بالإفراج عن عدد أكبر بكثير من الأسرى الفلسطينيين مقابل كل محتجز لأن الحركة تعتبر الأسرى الإسرائيليين المتبقين جنودا. وذكر أرقاما محتملة تتراوح بين 500 و1000 سجين مقابل كل إسرائيلي".

وخلال المرحلة الأولى، تم الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، لكن عدد الذين أُطلق سراحهم مقابل كل إسرائيل لم يتجاوز عموما 50.

وقال أبو مرزوق إن "حماس مستعدة أيضا للإفراج عن جميع الأسرى في نفس الوقت، إذا كانت إسرائيل مستعدة للإفراج عن آلاف الفلسطينيين في سجونها، وإنهاء الحرب والانسحاب من غزة"، مؤكدا "نحن مستعدون لإبرام اتفاق شامل".