الخليل- معا- أعلنت عائلة الدكتور نبيل محمد علي الجعبري، عن وفاته اليوم الخميس، في العاصمة البريطانية لندن، وسيتم الإعلان عن تفاصيل مراسم التشييع والدفن لاحقا.
سيرة ومسيرة
وُلد الدكتور نبيل محمد علي الجعبري عام 1945 في مدينة الخليل، ونشأ في بيئة تقدّر العلم والمعرفة. واصل تعليمه العالي في المملكة المتحدة، حيث حصل على شهادة في طب الأسنان من جامعة لندن Guy’s Hospital عام 1973. بعد عودته إلى فلسطين، لم يقتصر دوره على المجال الطبي، بل كرس جهوده للنهوض بالتعليم العالي، فكان أحد أبرز القادة الأكاديميين في فلسطين.
في عام 1984، تولّى رئاسة مجلس أمناء جامعة الخليل، ومنذ ذلك الحين قاد مسيرة تطوير الجامعة، لتصبح صرحًا أكاديميًا متميزًا يضم ثلاث عشرة كلية وأكثر من 130 برنامجًا أكاديميًا في مختلف الدرجات العلمية. لم يتوقف جهده عند بناء الجامعة فحسب، بل سعى إلى تعزيز استدامتها وضمان استقلاليتها الأكاديمية والمالية. كما كان له دور محوري في إنشاء كلية الطب والحصول على الاعتماد الدولي لبرنامج الطب البشري، إدراكًا منه لأهمية الربط بين التعليم الأكاديمي والتطبيق العملي في خدمة المجتمع.
إلى جانب دوره الأكاديمي، كان الدكتور الجعبري شخصية وطنية بارزة، شغل عضوية المجلس الوطني الفلسطيني لسنوات طوال وهو عضو المجلس المركزي الفلسطيني في دورته الحالية، كما كان عضوا في الوفد الفلسطيني إلى مدريد وواشنطن، حيث مثّل فلسطين في محادثات السلام بحكمة وثبات.
كما أسس جمعية أصدقاء المريض في القدس وكان رئيسها لعدة سنوات، وعمل على دعم المؤسسات التعليمية والاجتماعية والصحية، خاصة في البلدة القديمة في الخليل وفي أراضي فلسطين المحتلة، إيمانًا منه بأن الاستثمار في التعليم والصحة هو الاستثمار الحقيقي في المستقبل.
لم يكن اهتمامه مقتصرًا على المؤسسات فحسب، بل آمن بأهمية تمكين الشباب وتعزيز دورهم في بناء المجتمع، فحرص على توفير مرافق حديثة للرياضة والأنشطة الطلابية داخل الجامعة. وكانت رؤيته دائمًا أن التعليم ليس مجرد شهادة، بل رسالة سامية تهدف إلى بناء الإنسان الواعي القادر على إحداث التغيير.
على الصعيد الشخصي، كان أبًا فخورًا لابنين وابنة، وغرس فيهم قيم العلم والتفاني وخدمة المجتمع، وقد بقيت كلماته لطلبته تُلخص فلسفته في الحياة والتعليم: "كونوا خدماً لهذا الشعب العظيم، لا حكامًا عليه."
ترك الدكتور نبيل الجعبري بصمة لا تُمحى في مسيرة التعليم العالي والعمل الوطني، وسيظل اسمه رمزًا للعطاء والتفاني في خدمة فلسطين وأبنائها.