بيت لحم معا- بعد مرور عام وخمسة أشهر، على الحرب، كشف جيش الاحتلال بعض التحقيقات في الفشل الامني الذي أدى إلى هجوم حماس في السابع من أكتوبر، وان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أراد الهدوء، في حين فشلت الاستخبارات العسكرية بفهم حماس لسنوات طويلة.
الاستنتاج بحسب القناة 14، فشلت جميع أنظمة الجيش، هيئة الأركان العامة، والمخابرات العسكرية، والقيادة الجنوبية، وجناح العمليات، والقوات الجوية والبحرية - مما تسبب في انهيار خط الدفاع الجنوبي، أسفر عن مقتل 1320 مدنيا، واختطاف 251 جنديا ومدنيا في غزة، وجر اسرائيل إلى حرب متعددة الجبهات على سبع جبهات.
ويُظهر التحقيق كيف قاد الرئيس السابق لحماس في غزة، يحيى السنوار، منذ عام 2017، تغييرا إستراتيجيًّا جذريّا في الحركة، من الاعتماد على الحرب تحت الأرض إلى هجوم بريّ واسع النطاق، في حين ظلّت منظومة الأمن الإسرائيلية "عالقة" في مفاهيم قديمة.
تكشف التحقيقات عن صورة قاسية ـ عمى تام من جانب قيادة الجيش. فمنذ سنوات، ترسخت فكرة خاطئة أدت إلى استنتاج واحد: لا يوجد تهديد من قطاع غزة. وتشير تحقيقات شعبة الاستخبارات إلى فشل مستمر في تحديد توجهات حركة حماس بشكل صحيح.
فقد أعدت حماس خطة هجوم لسنوات، وبنت قوة عسكرية مدربة ومجهزة تجهيزا جيدا، وضللت الجيش الإسرائيلي والشاباك بشكل منهجي. أما في الجيش؟ فلم يكن مستعدا لهذا السيناريو لمدة عقد كامل. بحسب القناة 14.
بدأ كل شيء في الساعة التاسعة مساء يوم السادس من أكتوبر. ومضت الأضواء الأولى ــ وهي نفس بطاقات SIM الإسرائيلية التي استخدمت أثناء الليل ــ لكن لم يأخذها أحد على محمل الجد في جهاز الشاباك، أو الاستخبارات العسكرية، أو القيادة الجنوبية، أو قسم العمليات، أو هيئة الأركان العامة. خلال الليل، ظهرت إشارات إضافية: تحرك للمقاتلين، تفعيل وحدة إطلاق، تفعيل الاتصالات. ولم يقم أي قائد بتحليل الوضع بشكل صحيح، ولم يكتب أحد تقييماً مناسباً للوضع، ولم يكن هناك سجل مكتوب عن تلك الليلة. في ساعات الصباح الباكر، تم تسجيل ثلاثة تقييمات: حماس تتدرب على مناورة، أو تستعد لهجوم إسرائيلي، أو تخطط لتسلل محدود. لم يتخيل أحد الهجوم الكاسح لمقاتلي حماس
تحدث الجيش بحسب التحقيقات عن هجوم حماس نفذ على 3 مراحل متتالية من أربع ثغرات في السياج. اخترقت حماس 117 نقطة مع 5600 مقاتل، مقابل قوة صغيرة لا يتجاوز عددها 767 جنديا خططت حماس للغارة على موجتين، بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة: في الموجة الأولى، هاجمت أهدافًا استراتيجية و فرقة غزة والقيادة الجنوبية، وفي الموجة الثانية سيطرت على مستوطنات. وعندما أدركت نجاحها، أرسلت موجة ثالثة لم يتم التخطيط لها مسبقًا. تمكن الجيش الإسرائيلي من وقف الهجوم فقط عند الساعة 1:00 ظهرًا، ولم يتم تحقيق السيطرة العملياتية إلا عند منتصف الليل.
يتبع...