لندن – معا- أعلنت إسرائيل إيقاف المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وإغلاق جميع المعابر، تزامنًا مع انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار. وقد أثار هذا القرار ردود فعل غاضبة من قبل حماس والعديد من المواطنين الفلسطينيين مما يعانوا الأمرين منذ اندلاع هذه الحرب ، خاصة في ظل حلول شهر رمضان ، وهو ما دفع للفلسطينيين للحديث عن تداعيات هذه الخطوة التي بدأت منذ عملية السابع من أكتوبر ، فضلا عن انتهاك هذه الخطوة للاتفاق ، من جانبها أكدت حركة حماس التزامها بتنفيذ الاتفاق في مراحله الثلاث، وحملت حكومة نتنياهو مسؤولية تعطيله.
في هذا الصدد وضع مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية في لندن ورقة تقدير موقف ، وهي الورقة التي ناقشت عدد من النقاط ومنها أبعاد القرار الإسرائيلي.
تقول الورقة أن من الأهداف الرئيسية لهذا القرار الضغط السياسي: تسعى إسرائيل لاستخدام المساعدات كأداة ضغط في المفاوضات اللاحقة، مما يعزز موقفها التفاوضي.
فضلا عن التأثير الإنساني لهذه الخطوة : مع دخول 15 كرفانًا فقط من أصل 60 ألفًا مطلوبة، ووصول 75% فقط من إجمالي الشاحنات، و80 ألف خيمة من أصل 200 ألف، تتفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة بشكل خطير.
وناقشت الورقة الردود الدولية: على هذه الخطوة ، حيث من المتوقع أن يثير القرار ضغوطًا دولية على إسرائيل، خصوصًا مع تزايد المعاناة الإنسانية في القطاع.
وعن تداعيات القرار تقول الورقة إن هذا القرار سيكون له تداعيات على الوضع الإنساني: استمرار تدهور الأوضاع المعيشية والصحية، مما يفاقم معاناة المدنيين الفلسطينيين.
وعلى مسار التفاوض تقول الورقة أن هذه الخطوة يمكن أن تؤدي إلى تصعيد تعقيد الجهود الدبلوماسية واستمرار الجمود السياسي.
وعن على العلاقات الإقليمية: قد يدفع القرار بعض الدول الوسيطة، مثل مصر وقطر، إلى زيادة الضغط على إسرائيل لاستئناف تدفق المساعدات.
وعن السيناريوهات المحتملة قالت الورقة أن هذه السيناريوهات يمكن أن تتلخص في ٣ نقاط وهي :
1. استمرار الضغط الدولي: تدخل الوساطات لإعادة فتح المعابر بشكل جزئي أو مشروط.
2. تصعيد التوتر: قد تلجأ حماس أو أطراف أخرى إلى تصعيد محدود للضغط على إسرائيل.
3. مماطلة إسرائيلية: إبقاء المعابر مغلقة لفترة أطول، في محاولة لفرض شروط جديدة على المرحلة التالية من الاتفاق.
وعن التوصيات تقول الورقة أنها من أبرز التوصيات
1. تكثيف الجهود الدبلوماسية: على الوسطاء الدوليين الضغط على إسرائيل للالتزام بتعهداتها.
2. تعزيز العمل الإغاثي: توفير بدائل عبر المعابر المصرية أو البحرية لتخفيف الأزمة الإنسانية.
3. إدارة الموقف داخليًا: تعزيز الوحدة الفلسطينية لمواجهة التحديات القادمة وتنسيق الجهود مع الأطراف الدولية.
وفي الخاتمة تقول الورقة إن إغلاق إسرائيل للمعابر ووقف المساعدات يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، ويشكل عقبة أمام استمرار الهدنة والجهود السياسية. على الأطراف المعنية، محليًا ودوليًا، تكثيف الضغوط لإعادة فتح المعابر وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون استخدام الشعب الفلسطيني كورقة تفاوضية.