إنطلاقة مهرجان القدس 2009 على إيقاعات غجرية لفرقة تشيكو
نشر بتاريخ: 21/07/2009 ( آخر تحديث: 21/07/2009 الساعة: 13:51 )
القدس- معا- انطلق مهرجان القدس 2009 ليلة أمس الاثنين بعرض فني غجري أبهر المقدسيين قدمته فرقة تشيكو الفرنسية، وذلك في قبور السلاطين الكائنة في شارع نابلس بالمدينة المقدسة، لتفتتح بذلك فعاليات المهرجان الذي يتواصل لمدة عشرة أيام.
ونال العرض استحسان واعجاب الجمهور المقدسي الذي تراقص على الأنغام الغجرية التي أخرجته من عزلته التي فرضتها الجدران وجعلت يتواصل روحيا وثقافيا مع العالم، وأنسته ولو لبرهة معاناته وأحزانه جراء الممارسات الاحتلالية.
وقاد الفرقة الفرنسية، مغني الفلامنجو الشهير جلول بوشيخي ذي الأصول المغربية والمولود في مدينة أريل الفرنسية والذي يحظى بإعجاب الملايين من الناس في كافة بقاع الأرض.
عاش "تشيكو" كمعظم المغاربة الفرنسيين حياة الأقليات المهمشة في طفولته، وتعرف على المجتمع الغجري وتأثر به كثيرا حتى شكل انخراطه فيه انعطافة في حياته ومستقبله الفني. ويذكر أن الموساد الإسرائيلي اغتال شقيقه أحمد بوشيخي عن طريق الخطأ في العام 1973 قرب أوسلو في النرويج على اعتبار أنه أحد قادة المقاومة الفلسطينية آنذاك، مما ترك فاقم من تدهور أوضاع أسرته التي كانت تعتمد على شقيقه المغدور في تأمين قوت يوما.
أسس تشيكو فرقة الغجر عام 1987 التي اشتهرت باسطوانة "بومبوليو" ولاقت رواجا واسعا لاسهامها في إخراج الموسيقى والغناء الغجري من عزلته التي فرضتها المجتمعات الغربية.
ويعكس تشيكو وفرقته الغجرية الطاقة اللامتناهية في صوتهم وموسيقاهم وروحهم المنطلقة على جمهورهم المحب، فلم يٌعرف عنهم أن قدموا عرضا إلا ورقص العالم فيه لعذوبة الصوت المخملي الذي ينفذ بقوة إلى أعماق الناس. وتكريما لجهوده الفنية، عين "تشيكو" سفيرا لليونسكو للسلام لرسالة التسامح والسلام التي أطلقها وألهمته في غنائه وعزفه.
وكانت مديرة مؤسسة يبوس للإنتاج الفني، رانيا الياس قالت خلال المؤتمر الصحافي للإعلان عن انطلاق المهرجان أن إقامته في الموقع الأثري يكتسب أهمية للتأكيد على الهوية الوطنية لأبناء الشعب الفلسطيني، مضيفة "انه بالرغم من كل العراقيل والمضايقات نجحنا في تنظيم هذا المهرجان الذي يضم نخبة من الفنانين العالميين والمحليين وذلك منذ العام 1996."، مشددة على أن مهرجان القدس يكتسب أهمية خاصة لأنه يحمل اسم المدينة المقدسة وينظم كل عام في قلبها.
بدوره، قال رئيس مجلس أمناء يبوس د.نظمي الجعبة إن كل عام يحمل معه الشوق الكبير انتظارا لانطلاق المهرجان الذي يستغرق الوقت الطويل في الإعداد والتحضير، مضيفا"أن القدس التي تعاني الكثير بحاجة إلى هذا الجهد والجهود المماثلة لغرض التواصل مع الفرق المتنوعة والمتعددة الهويات حتى تخرج المدينة من عزلتها والتواصل ثقافيا وروحيا مع العالم.
وقال إنه وسط الجدران التي تشاد حول القدس وسياسات هدم المنازل وتهجير السكان والهجمات الضرائبية يمثل هذا المهرجان صرخة الحرية التي تتوق لها المدينة للتخلص من الحصار والعزلة، منوها إلى انه لولا التعاون مع القنصلية الفرنسية لما كتب لهذا المهرجان النجاح، مشيدا بموقف القنصلية خلال مهرجان الأدب الأخير.
أما الملحق الثقافي في القنصلية الفرنسية جون بول غنيم فنوه إلى مشوار التعاون بين القنصلية ومؤسسة يبوس "حيث الشراكة بيننا تحولت إلى صداقة نفتخر بها،" مؤكدا على أن الدعم الفرنسي لا يقتصر على توفير المكان وإنما يشمل دعم المؤسسات المقدسية في مجال الثقافة التي تشكل عنصر الهوية الفلسطينية، مشددا على أن فرنسا ستواصل دعمها للمؤسسات المقدسية للإبقاء على شعلة الثقافة في المدينة.
هذا، وتحيي أمسية الليلة (الثلاثاء) فرقة ليجينكا للرقص الداغستاني التي تأسست عام 1958 في أقصى جنوب الاتحاد الروسي، على السهول المتاخمة لمنطقة القوقاز وعند سفوح جبال داغستان.
وستعرض الفرقة مشهدا كرنفاليا خلابا لامتاع المقدسيين بأصوات سحرية فريدة ومشاهد للوحات تراثية شعبية جميلة تحتوي على رقصات بارعة في التعبير عن الحب للوطن والبطولة الرائعة في الماضي والحاضر، وعن قوة الحب البشري، والنضال البطولي للشعب من أجل السعادة والفخر لبلادهم.
وتتكون الفرقة من 40 راقصا وراقصة يعرضون رقصات يسعون من خلالها إلى تعريف الجمهور المقدسي بشعب داغستان وتراثه وطقوسه وأزيائه، وبالشجاعة والشهامة والنخوة، وثروته الفنية الزاهية.
وقدمت الفرقة عروضها في عدة دول شملت جميع دول الاتحاد السوفياتي السابق وألمانيا وبولندا والتشيك ويوغوسلافيا وبلغاريا والجزائر وتونس والمغرب وليبيا وسوريا والأردن والعراق والكويت وفرنسا وبريطانيا وتركيا وبلجيكا وهولندا وايطاليا وتايوان واسبانيا والولايات المتحدة.