تل أبيب- ترجمة معا- بعد مرور أربعة أيام على انتهاء المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى، وصلت المفاوضات بشأن استكمالها إلى طريق مسدود. حيث أفادت الوساطات بأن حركة حماس ترفض تقديم أي تنازلات أو مناقشة الإطار الذي اقترحه ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة. في المقابل، تصرّ حماس على تنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة، متهمةً إسرائيل بعدم الالتزام بالاتفاق السابق.
الموقف الإسرائيلي والتوقعات المستقبلية
بحسب تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية على الرغم من رفض حماس، لا تزال القيادة الإسرائيلية تؤمن بأن التنظيم في غزة قد يلين موقفه في اللحظة الأخيرة، خاصة مع إدراكه أن إسرائيل تقترب من استئناف القتال يوماً بعد يوم. وتعتمد إسرائيل على التنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة، معتبرةً أن الدعم الأمريكي قد يدفع حماس نحو التنازل.
ويرى المسؤولون الإسرائيليون أن استئناف القتال قد يستغرق بعض الوقت، لكنه قد يحدث في غضون الأسبوع المقبل. بالتزامن مع ذلك، يستعد رئيس الأركان الجديد، إيال زمير، لبدء ولايته، وترغب الحكومة الإسرائيلية في منحه بعض الوقت لترسيخ سلطته قبل اتخاذ قرارات حاسمة بشأن التصعيد العسكري.
الدور الأمريكي في الصفقة
يُعد المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف عنصراً رئيسياً في المفاوضات، لكن حتى الآن لم يُحدد موعد زيارته إلى المنطقة. ويبدو أن زيارته قد تتأخر بسبب عدم إحراز تقدم في المحادثات. وفقاً لمصدر أمني إسرائيلي، فإن ويتكوف لا يستعجل القدوم إلى المنطقة طالما أن الأمور لا تتجه نحو حلحلة الأزمة.
تصعيد الضغط على حماس
عقب قرار الحكومة الإسرائيلية بوقف المساعدات الإنسانية إلى غزة نهاية الأسبوع الماضي، تدرس إسرائيل اتخاذ خطوات إضافية للضغط على حماس، بما في ذلك قطع إمدادات المياه والكهرباء عن القطاع.
وحسب خطة ويتكوف، سيتم إطلاق سراح نصف المحتجزين الأحياء والجثامين في اليوم الأول من تنفيذ الاتفاق، فيما سيتم إطلاق سراح البقية في حال التوصل إلى اتفاق بشأن وقف دائم لإطلاق النار.
الموقف الرسمي الإسرائيلي
تجنّب وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، الحديث عن أي مهلة نهائية لردّ حماس، لكنه أكد أن إسرائيل لن تتردد في استئناف الحرب إذا دعت الحاجة. كما شدد على أن إسرائيل مستعدة لتنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة، لكنها تطالب بضمانات لإطلاق سراح المحتجزين.
وخلال إحاطة للإعلام الأجنبي، قال ساعر إن إسرائيل أوفت بالتزاماتها في الاتفاق حتى اللحظة الأخيرة، لكنها أوقفت مرور المساعدات إلى غزة بعد رفض حماس مقترح المبعوث الأمريكي. واتهم حماس بتحويل المساعدات الإنسانية إلى أداة لتمويل أنشطتها العسكرية، مشيراً إلى أن السيطرة على الواردات أصبحت مصدر دخل رئيسي لها، وتُستخدم لإعادة بناء قدراتها العسكرية.
مقترح الحل المؤقت خلال رمضان
طرحت إسرائيل خلال محادثات في القاهرة مقترحاً لإنشاء "حل وسطي" يستمر لعدة أيام خلال الأسبوع الجاري، ويشمل إطلاق سراح بعض المحتجزين، لكن حماس رفضت ذلك، ما دفع إسرائيل إلى إغلاق المعابر مع غزة. ورفض مسؤول إسرائيلي وصف هذه الخطوة بوقف المساعدات الإنسانية، معتبراً أنها مجرد "إمدادات لوجستية".
وأشار المسؤول إلى أن إسرائيل كانت مستعدة للسماح بإدخال سلع تتناسب مع الاحتياجات الرمضانية مقابل إطلاق سراح المحتجزين، لكنها ترفض تقديم أي تنازلات قبل ضمان إطلاق سراح المحتجزين.
وأضاف أن اقتراح الحل المؤقت كان يهدف إلى توفير وقت كافٍ لمناقشة اتفاق جديد، لكن تعنت حماس يعيق التقدم.
في المحصلة تتمسك إسرائيل بسياسة عدم السماح بأي وقف لإطلاق النار دون إطلاق سراح المحتجزين، معتبرةً أن أي مفاوضات يجب أن تتم إما تحت الضغط العسكري أو وفق اتفاق مُلزم للطرفين. ومع تعثر المحادثات، تظل جميع السيناريوهات مفتوحة، بما في ذلك احتمال التصعيد العسكري في الفترة القريبة القادمة.