الخميس: 06/03/2025 بتوقيت القدس الشريف

ورقة تقدير موقف تناقش : التحذير الأخير لحماس ومستقبل غزة

نشر بتاريخ: 06/03/2025 ( آخر تحديث: 06/03/2025 الساعة: 10:51 )
ورقة تقدير موقف تناقش : التحذير الأخير لحماس ومستقبل غزة

لندن – معا - وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال الساعات الماضية تحذيرًا نهائيًا لحركة حماس، مطالبًا بالإفراج الفوري عن جميع الأسرى وإعادة جثث القتلى، مؤكدًا أن إسرائيل ستحصل على كل ما تحتاجه لإنهاء وجود الحركة. تزامن هذا التحذير مع تقارير إسرائيلية حول استكمال خطط تهجير سكان غزة، مما يعكس تغيرًا جذريًا في التعامل مع القطاع بعد الحرب.

مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية وضع ورقة تقدير موقف عن تصريحات ترامب ، وهي الورقة التي ناقشت عدد من النقاط ومنها في البداية دلالات تحذير ترامب لحماس ، حيث يعكس خطاب ترامب تحولًا واضحًا في السياسة الأمريكية تجاه حماس، إذ جاء بلغة تصعيدية غير مسبوقة تتجاوز الإدانة التقليدية إلى التهديد المباشر بإبادة الحركة. يمكن تحليل الرسالة من زوايا متعددة، منها وبحسب الورقة :

1. تحييد حماس عسكريًا: تأكيد ترامب على تزويد إسرائيل بكل ما تحتاجه يعني دعمًا أمريكيًا مفتوحًا لعمليات إسرائيل العسكرية ضد الحركة، ما قد يشير إلى عمليات مكثفة وواسعة في الفترة المقبلة.

2. رسالة ردع لسكان غزة: يخاطب ترامب سكان القطاع محذرًا من أنهم سيدفعون الثمن إن استمر احتجاز الرهائن، ما يشير إلى استراتيجية الضغط الجماعي لدفعهم نحو رفض استمرار سيطرة حماس.

3. الترويج لتسوية مستقبلية: تلميح ترامب إلى "مستقبل جميل" لغزة بعد انتهاء حكم حماس يفتح الباب أمام فرض حلول سياسية قد تشمل تغييرًا جذريًا في هوية الحكم داخل القطاع.

وفي الجزء الثاني تناقش الورقة خطة إسرائيل لتهجير سكان غزة، وفي موازاة التهديدات العسكرية، كشفت مصادر إعلامية واكبها مركز رصد للدراسات السياسية عن استكمال إسرائيل استعداداتها لتهجير سكان غزة إلى دول أخرى، في حال توفر دول مستعدة لاستقبالهم. وتشمل الخطة بحسب المصادر الإعلامية :

1. الترحيل عبر البحر والجو من استخدام ميناء أسدود ومطار رامون كمسارات رئيسية، مع إمكانية فتح معبر رفح كخيار إضافي.

فضلا عن القيام بخطوات للتهجير التدريجي، والذي يتجلى في السماح بمغادرة المرضى والجرحى مع عائلاتهم، وهي سياسة بدأت منذ أشهر لتقليل عدد سكان القطاع تدريجيًا.

وفي ذروة كل هذا تبلورت مبادرات إسرائيلية موازية منها خطة "جنود الاحتياط – جيل النصر" التي تدعو إلى تهجير 1.7 مليون فلسطيني من غزة تحت غطاء "الهجرة الطوعية"، في إطار مساعٍ إسرائيلية لتغيير الواقع الديموغرافي للقطاع.

بعدها تطرقت الورقة إلى الموقف الدولي والمتغيرات الإقليمية، حيث تعتمد نجاح الخطط الإسرائيلية على مدى قبول المجتمع الدولي لمثل هذه الإجراءات. وبينما أبدت بعض الدول اهتمامًا باستقبال عمال فلسطينيين، فإن الضغوط الدولية دفعتها لتعليق هذه الخطط مؤقتًا. من ناحية أخرى، قد يجد هذا التوجه دعمًا ضمنيًا من بعض الدول الإقليمية التي تعتبر وجود حماس تهديدًا لأمنها.

وعن السيناريوهات المحتملة تقول الورقة إن السيناريوهات تتلخص في إمكانية حصول تصعيد عسكري شامل: في حال رفضت حماس الاستجابة لتحذير ترامب، قد تشن إسرائيل حملة عسكرية كاسحة بهدف تصفية الحركة بالكامل.

فضلا عن تسريع عمليات التهجير: في ظل أي تصعيد، قد تستغل إسرائيل الفوضى الأمنية لدفع أكبر عدد من سكان غزة نحو مغادرة القطاع.

وفرض إدارة جديدة في غزة: قد يتم فرض إدارة مدعومة إقليميًا ودوليًا على القطاع بعد انهيار حكم حماس، كجزء من صفقة أوسع تشمل إعادة الإعمار.

وفي الخلاصة تقول الورقة إن الموقف بات دقيقًا، وحماس أمام معادلة صفرية: إما الرضوخ للمطالب بالإفراج عن الرهائن أو مواجهة مصيرها المحتوم. في الوقت ذاته، فإن مستقبل غزة قد يشهد تحولًا جذريًا، سواء من خلال إعادة هندسة المشهد السكاني أو عبر فرض إدارة جديدة. الأكيد أن الأيام القادمة ستحدد ملامح المرحلة المقبلة، في ظل ضغوط أمريكية وإسرائيلية غير مسبوقة.