الأحد: 09/03/2025 بتوقيت القدس الشريف

قطر تطالب بإخضاع المنشآت النووية الإسرائيلية لرقابة دولية

نشر بتاريخ: 08/03/2025 ( آخر تحديث: 09/03/2025 الساعة: 08:54 )
قطر تطالب بإخضاع المنشآت النووية الإسرائيلية لرقابة دولية

فيينا - معا - دعت دولة قطر إلى إخضاع جميع المنشآت النووية الإسرائيلية لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، كما طالبت إسرائيل بالانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) كدولة غير نووية، وذلك خلال جلسة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا يوم السبت.

وبحسب ما نشرت صحيفة "جورسليم بوست" الإسرائيلية جاءت هذه المطالب على لسان السفير القطري والمندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في فيينا، جاسم يعقوب الحمادي، خلال جلسة مجلس محافظي الوكالة التي ناقشت الأوضاع في غزة والضفة الغربية، بالإضافة إلى القدرات النووية الإسرائيلية.

مطالبات قطرية بتطبيق قرارات المعاهدة

أكد السفير الحمادي أن بعض القرارات الواردة ضمن معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية تحث إسرائيل صراحةً على الانضمام إلى المعاهدة كدولة غير نووية، مشيرًا إلى ضرورة فرض رقابة دولية على جميع المنشآت النووية الإسرائيلية لضمان عدم انتشار الأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط.

إسرائيل وعدم الاعتراف بامتلاك أسلحة نووية

تُعد إسرائيل من الدول القليلة التي لم توقّع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ولم تعترف علنًا بامتلاكها لأسلحة نووية، رغم تقارير عديدة تفيد بعكس ذلك. المعاهدة، التي أُنشئت في أعقاب تصاعد التسلح النووي في الستينيات، تُلزم الدول غير النووية بعدم السعي لامتلاك أسلحة نووية، بينما تفرض على الدول النووية مسؤولية منع انتشار هذه الأسلحة.

إلا أن إسرائيل لم تسجل منشآتها النووية لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث لم تنضم رسميًا إلى معاهدة عدم الانتشار، على عكس معظم دول العالم.

تاريخ إسرائيل مع البرنامج النووي ومعاهدة عدم الانتشار

في عام 1968، أبدت إسرائيل في البداية دعمها لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، لكنها تراجعت عن موقفها بعد اجتياح الاتحاد السوفييتي لتشيكوسلوفاكيا، وهو الحدث الذي أدى إلى تأجيل التصديق على المعاهدة.

تعد كل من الهند، باكستان، كوريا الشمالية، وجنوب السودان الدول الوحيدة غير الموقعة على المعاهدة، حيث كانت كوريا الشمالية الدولة الوحيدة التي وقّعت ثم انسحبت لاحقًا.

قبل توقيع معاهدة عدم الانتشار، كانت هناك اتهامات لإسرائيل بتطوير أسلحة نووية بالتعاون مع فرنسا، وهو ما تسبب في توتر العلاقات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك دافيد بن غوريون والرئيس الأمريكي جون كينيدي، حيث تصاعد الخلاف بينهما قبل اغتيال كينيدي عام 1963.

بحلول وقت دخول المعاهدة حيز التنفيذ، أشارت تقارير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) إلى اعتقادها بأن إسرائيل كانت قريبة جدًا من امتلاك أسلحة نووية. وفي عام 1974، نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا أكد أن وكالة الاستخبارات المركزية أصبحت متيقنة من امتلاك إسرائيل لأسلحة نووية.

تسريبات فانونو حول المفاعل النووي الإسرائيلي

في منتصف الثمانينيات، كشف مردخاي فانونو، وهو أحد العاملين السابقين في المنشأة النووية الإسرائيلية المفترضة في ديمونا، تفاصيل حساسة عن الموقع وبرنامج إسرائيل النووي لوسائل الإعلام.

أدى ذلك إلى اعتقاله ومحاكمته بتهم الخيانة والتجسس، حيث حكم عليه بالسجن لمدة 18 عامًا. أُطلق سراح فانونو عام 2004 بعد قضاء مدة محكوميته، لكنه لا يزال يخضع لقيود أمنية مشددة تمنعه من مغادرة إسرائيل أو الحديث علنًا عن المعلومات التي كشفها.

وتواجه إسرائيل منذ عقود مطالبات دولية بإخضاع منشآتها النووية للرقابة الدولية، وسط مخاوف من سباق تسلح نووي في منطقة الشرق الأوسط. في ظل هذه التطورات، تأتي المطالبات القطرية الأخيرة في سياق الجهود المستمرة للضغط على إسرائيل للانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية والتخلي عن أي برامج نووية عسكرية غير معلنة.