مؤتمر التشريع الإسلامي ومتطلبات الواقع يوصي بضرورة اعتماد المنهج الوسطي المعتدل في النظر والاجتهاد
نشر بتاريخ: 18/03/2006 ( آخر تحديث: 18/03/2006 الساعة: 16:23 )
غزة-معاً- أوصى المؤتمر الدولي للتشريع الإسلامي بضرورة اعتماد المنهج الوسطي المعتدل في النظر والاجتهاد, والعمل على تجديد الفقه الإسلامي وأصوله في ضوء المعطيات المعاصرة, إضافة إلى جعل المقاصد الشرعية مظلة للإفتاء يرجع إليها؛ لتكون ضابطة وحاكمة ومعللة لعملية الإفتاء.
واعتمد المؤتمر والذي نظمته كلية الشريعة والقانون بالتعاون مع عمادة البحث العلمي في الجامعة الإسلامية توصيات تقضي بضرورة مراعاة فقه النصوص ومقاصد الشارع، وعلل الأحكام، وسماحة الشريعة، ورحمتها بالخلق، وأيدت التوصيات إعادة النظر في كثير من المسائل الفقهية التي بنيت على التعليل بالمناسبة، أو قامت على دليل المصلحة، أو العرف السائد.
ودعا المؤتمر الى إيجاد نظام قانوني يضمن الاستقلال التام لهيئات الفتوى والرقابة الشرعية الخاصة بالمصارف والمؤسسات المالية الإسلامية، وتمكين تلك الهيئات من متابعة الالتزام بما تقدمه من رأي، إضافة إلى أهمية إنشاء سوق مالية إسلامية ذات أغراض وأنشطة مشروعة، على أن تكون الأولوية فيها للشركات الموجودة في الدول الإسلامية، وشجعت التوصيات التعاون بين المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية، و الاستفادة من الخبرات العالمية، إلى جانب مواجهة تحديات العولمة عبر طرح صيغ وأساليب مالية مبتكرة، مستنبطة من هدي الشريعة الإسلامية، ومستفيدة من ثورة المعلومات والاتصالات.
وشدد المؤتمر في توصياته على قيمة وضع تشريعات محلية وإقليمية، ودولية للحد من تفاقم تآكل طبقة الأوزون، ونشر الوعي والتعاون بين الدول للمحافظة على البيئة، والتحذير من الأخطار التي تهددها، و بحث الناحية الصحية في تعاليم الدين الإسلامي بحثاً علمياً قائماً على التجربة والتطبيق.
ووجه المؤتمر دعوة لنقابة الأطباء وغيرها من الجهات الصحية طالبتها فيها بتشكيل لجنة موسعة من الاختصاصيين في الأمراض النسائية والتوليد، وغيرهم من ذوي التخصصات المتعلقة بتشوهات الجنين، وذلك في خطوة ترمي إلى وضع قواعد وضوابط للحالات التي تعتبر تشوهات خطيرة في الجنين.
أما فيما يتعلق بالتشريع الإسلامي والمرأة المسلمة، فقد أوضحت التوصيات أهمية تعزيز ثقافة فقه الأسرة عن طريق المناهج الدراسية في مراحل الثانوية والمعاهد والجامعات لكلا الجنسين, مطالبة بإنشاء رابطة للقضاء الشرعي على مستوى العالم العربي والإسلامي، مؤكدة على دور الأسرة في الحد من حالات الطلاق من خلال إنشاء البيت المسلم المثالي القائم على أسس من الحقوق والواجبات المتبادلة بين الزوجين، يصاحبها تربية النشء تربية إسلامية جذورها الأخلاق والفضيلة، وحثت التوصيات على نشر الوعي حول موضوع الرضاعة وما يترتب عليه من أحكام، ونوهت التوصيات إلى إعداد سجل خاص بشأن الرضاعة يكتب فيه اسم الأم المرضعة، ومن رضع منها.
و فيما يختص بالتشريع الإسلامي وتطور الحياة الإنسانية، فقد أظهرت توصيات المؤتمر ضرورة توجيه الأبوين لأهمية أمن الأسرة، وأثر ذلك على المجتمع من خلال تأمين الأبناء من انحراف العقيدة من ناحية، وتأمين المجتمع من الأفكار والأفعال الضالة من ناحية أخرى، مشددة على قيم المساواة، وترسيخ الأمن في النفوس، وضرورة استثمار الوقت لدى الأبناء.
وتناولت التوصيات أهمية التعاون بين وزارة التربية والتعليم والجامعات من جانب، ووزارة الإعلام من جانب آخر بغرض إنتاج برامج تربوية تعليمية هادفة تناسب أعمار الأطفال المختلفة.
وأطلقت التوصيات دعوة تقضي بالعمل الجدي على إنشاء قناة خاصة بالطفل العربي المسلم على مستوى العالم العربي تتبناها جامعة الدول العربية.