بيت لحم معا- يتجاوز الصراع الدائر على منصب رئيس شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية مجرد التنافس على منصب رفيع، ليعكس التوترات العميقة التي تختمر داخل حزب الليكود، في ظل الاستعدادات غير المعلنة لاحتمال بدء السباق على زعامة الحزب خلفا لنتنياهو.
في الآونة الأخيرة، كشفت هذه المواجهة عن خلافات غير مسبوقة بين كبار وزراء الحزب الحاكم. فمن جهة، هناك جلعاد أردان، الوزير البارز السابق الذي يسعى للعودة إلى المشهد السياسي في الليكود بعد فترة غياب قضاها سفيرًا لإسرائيل لدى الأمم المتحدة. ومن الجهة الأخرى، يبرز معسكر وزير الجيش يسرائيل كاتس، المعروف بولائه الطويل لبنيامين نتنياهو ودعمه في العديد من المحطات السياسية.
ورغم اختلاف مواقف الرجلين، فإن كلاً منهما يرى في نفسه خليفة محتملاً لنتنياهو، ويستند كل منهما إلى قاعدة من النشطاء وأعضاء الكنيست والوزراء، الذين يسعون بدورهم إلى تعزيز نفوذهم في قضايا سياسية متعددة.
وبحسب صحيفة يديعوت احرنوت فقد بدأت تظهر علامات الاستفهام حول قدرة نتنياهو على تشكيل حكومة بعد الانتخابات المقبلة، كذلك المحادثات التي يجريها مقربون من نتنياهو حول إمكانية اعتزاله الحياة السياسية، تضع حزب الليكود في حالة من التوتر، حتى لو كان هذا التوتر لا يتم التعبير عنه حالياً إلا في التيارات السرية.
وفي مجالات أخرى أيضا، يصبح مستقبل اليوم التالي حساسا للغاية. على سبيل المثال، رون ديرمر - على الورق شخصية محايدة، تفتقر إلى المهارة السياسية، وليس شخصية تتمتع بشعبية. لكن يبدو للوهلة الأولى بأنه غير مؤذٍ وغير مرتبط بالسياسة، لكنه في الممارسة العملية يسبب ازعاجاً بين كبار المسؤولين في الليكود الذين يشعرون أن نتنياهو يحاول وضعه كخليفة له. ويقربه منه ويتشاور معه ويضعه في موقع السلطة المطلقة في مواجهة الأميركيين مقارنة بالوزراء الآخرين.
وبالعودة إلى الصناعات الجوية الإسرائيلية: أعلن إردان، أمس أنه جمد ترشحه للمنصب لمدة ثلاثة أشهر. انتُخب بدلاً منه البروفيسور غابي سروسي، ممثل كاتس في المنصب. إلا أن هذا التعيين لم يُحسم بعد. سيتعين عليه قريبًا اجتياز لجنة فحص التعيينات العليا في الشركات الحكومية (لجنة دوتان)، كما يحتاج إلى موافقة الوزير دودي أمسالم، المسؤول عن الشركات الحكومية، والذي، كما ذُكر، من المؤيدين العامين لأردان.