واشنطن- معا- يعد "مركز الاتصالات من أجل السلام"، المعروف اختصارا بـ"CPC"، مركزا داعما لعملية التطبيع العربي مع "إسرائيل" وترويج الرواية الإسرائيلية.
ولعب المركز دورًا إعلاميًا بارزًا لصالح الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب الإبادة على قطاع غزة، حيث ركز على تحميل المقاومة المسؤولية الكاملة عن الكوارث الإنسانية في القطاع، متجاهلًا مسؤولية "إسرائيل" في القصف والمعاناة المدنية.
وتعرّض المركز لانتقادات بسبب انحيازه للرواية الإسرائيلية رغم تبنّيه لغة "السلام"، فقد حمّل المقاومة وحدها مسؤولية الحرب والضحايا، متجاهلًا أفعال جيش الاحتلال.
وانتقى المركز أصواتًا فلسطينية معارضة للمقاومة، مغيّبًا أي أصوات أخرى تدين الهجمات الإسرائيلية، وسعى لتبرير أفعال "إسرائيل" وتفنيد اتهامات المنظمات الحقوقية لها بارتكاب جرائم حرب.
وانحاز خطاب المركز بالكامل للرؤية الإسرائيلية، مستخدمًا لغة تحريضية ضد المقاومة، دون تعاطف مع الضحايا المدنيين أو نقد للنهج العسكري الإسرائيلي، ما جعله جزءًا من الدعاية الإسرائيلية.
ويهدف المركز حسب ما أعلن إلى "تعزيز السلام" في الشرق الأوسط، ويدعم البحث والدبلوماسية الشعبية عبر دراسات ومؤتمرات غير رسمية تجمع شخصيات عربية وغربية وإسرائيلية لتعزيز "الحوار حول السلام".
وعلى الرغم من هذه الأهداف المعلنة، تشير تحليلات مستقلة إلى أن النشاط الفعلي للمركز يتركز بشكل شبه حصري دفع عملية التطبيع العربي مع "إسرائيل" وترويج الرواية الإسرائيلية.
ويعد "المجلس العربي للتكامل الإقليمي - The Arab Council" من أهم مشاريع المركز، وهو تجمع أطلقه شخصيات عربية تدعو للانفتاح على "إسرائيل".
وأطلق المركز أيضا سلسلة "وشوشات من غزة - Whispered in Gaza"، في كانون الثاني/ يناير 2023 لـ"نقل صوت سكان غزة الواقعين تحت حكم حركة حماس".
وتضمن المشروع 30 مقابلة قصيرة مع مواطنين من غزة، عُرضت بطريقة الرسوم المتحركة لحجب هوية المتحدثين.
وبعدما أطلق المركز مشروع "وشوشات من غزة" عام 2023، استمر في ذلك خلال حرب الإبادة بعد تشرين الأول/ أكتوبر من نفس العام، أطلق مبادرة "أصوات من غزة" التي تضمنت ما قال إنها "شهادات جديدة لفلسطينيين يحمّلون المقاومة مسؤولية الحرب".
وأطلق المركز أيضا مبادرة "سلام الجيران"، وهو مشروع فني ثقافي نظمه المركز للتقريب بين العرب والإسرائيليين عبر الموسيقى.
وكسرت هذه الأغنية محظورًا ثقافيًا كونها أول عمل فني يجمع فنانا عربيا بإسرائيلي ويغنيان بالعربية والعبرية حول فكرة التعايش.
وأطلق المركز العديد من المبادرات في ذات سياق ترويج التطبيع، مثل "برنامج التعلم بالمشاركة" الذي يشجع تبادل الخبرات التعليمية بين مدارس في دول عربية و"إسرائيل".
وبينما أبدى بعض الفلسطينيين المعارضين للمقاومة والمؤيدين للتطبيع ترحيبا بمبادرات المركز، أكدت أوساط واسعة رفضها لهذه المشاريع الداعمة للاحتلال والتي تعمل على تحسين صورته وتبييض جرائمه في فلسطين.
واعتمد مركز الاتصالات من أجل السلام على دعم شبكات الضغط والتمويل المؤيدة لـ"إسرائيل"، وأبرزها لجنة "آيباك" ومعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، حيث ساهم الأخير في تأسيس المركز عبر مؤسسه جوزيف برود، الذي قدم أيضًا تمويلاً تأسيسيًا.
ورغم أن مركز الاتصالات يركز على العلاقات بين الإسرائيليين والعرب، فإنه يفتقر إلى التمثيل الفلسطيني في إدارته وموظفيه، ويهيمن عليه شخصيات أمريكية وإسرائيلية ومؤيدة لـ"إسرائيل".
ولعب المركز دورا في تمرير "قانون تطبيع العلاقات مع إسرائيل" في الكونغرس الأمريكي، الذي يحمي العرب المتواصلين مع "إسرائيل" من العقوبات في بلدانهم.
ويسعى لبناء حضور دولي عبر علاقات أوروبية، كما يحافظ على صلات مع شخصيات من مصر والأردن، لكنه يتجنب انتقاد سياسات هذين البلدين، مركّزًا انتقاداته على حماس وإيران والدول المناهضة للتطبيع.