بيت لحم- معا- لم يبق من شقيقتي "وأولادها سوى أشلاء، بعد غارة إسرائيلية استهدفت مبنى شمال قطاع غزة،" بهذا الكلمات عبر رامي أبو القمصان، عن صدمته من ما حدث فجأة لشقيقته فاتن، التي كانت تراسله دقائق قبل رحيلها المفجع، الذي أعقب عملية السابع من أكتوبر 2023.
يوضح رامي لموقع "الحرة"، أن فاتن أرسلت له رسالة تؤكد أنها بخير، قبل ساعات من ضربة أصابت المبنى الذي تقطنه شمال غزة، لترحل و17 شخصاً من عائلتها وأقربائها، من بينهم خمسة من أولادها وثلاثة أحفاد، مساء الأربعاء الماضي.
وأوضح أنه لم "يعلم أن المبنى الذي تقطنه شقيقتي كان من بين المباني التي تحوّلت إلى ركام، بسبب عدم قدرتنا على متابعة الأخبار بسبب انقطاع الكهرباء والإنترنت، فقد وصلني الخبر المؤسف من خلال زوجة ابن فاتن المقيمة وإياه في بلجيكا، بعدها علمت بالمأساة من التلفاز".
وفور إبلاغه بالخبر، قصد المستشفى ليصدم بأنه لم يبق من شقيقته وأولادها سوى أشلاء، صلّى عليهم في المستشفى، قبل أن يتوجه رفقة ثلاثة أشخاص لدفنهم في قبر جماعي."
ويضيف رامي: "فحتى الانتقال إلى مبنى شقيقتي المنهار كان مستحيلاً بسبب الصواريخ التي تنهار على مدار الوقت، انتظرت إلى اليوم، الجمعة، ذهبت ووقفت على أطلال أشخاص كان لديهم كما بقية أهالي غزة أحلام وأمال، لكنهم حرموا من أبسط حقوقهم، حتى أصبحوا يتمنّون الموت، فأقصى أمنيات فاتن وأولادها كانت اللحاق بزوجها ووالدهم".
مصير مشترك
تتعدد القصص المأساوية في قطاع غزة، والمصير واحد، إما الموت، أو المعاناة الفظيعة، فما عانى منه رامي، عاشه الملايين، من سكان غزة، بعد عملية السابع من أكتوبر 2023 التي نفذتها حركة حماس ضد إسرائيل.
فاطمة الدعمة لم تغادر وعائلتها شمال غزة. وشهدوا أشهرا من القتل والتدمير والتجويع وظروف حياة تصفها فاطمة بـ"المهينة والمذلة"، حسب تقرير نشرته شبكة بي بي سي.
وتقول فاطمة واصفة المعاناة: "كانت غزة تنبض بالحياة، واليوم كلها قبور منتشرة في كل مكان، المنتزهات والحدائق التي كنا نقضي فيها أوقاتا سعيدة، تحولت إلى مقابر جماعية، وتحولت المباني إلى أكوام من الركام فوق الجثث المتحللة."
جهود للتخفيف من المعاناة
وضع صعب تعيشه غزة جراء حرب مدمرة، استأنفت مارس المنصرم، بعد فشل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، الموقع خلال شهر يناير.
انتشرت المجاعة بين سكان غزة، مع مختلف الأوبئة، وسط غياب تام، للرعاية الصحية، بسبب تدمير المستشفيات.
ومراعاة للظروف الصعبة التي عاشها سكان غزة خلال شهر رمضان الماضي، انطلقت مبادرات دولية عديدة، منها عملية "الفارس الشهم 3"، التي أمر بإطلاقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، شملت طرودا غذائية خاصة بشهر رمضان الفضيل لأهل غزة.
وجاء ذلك، بعد إرسال 410 أطنان من المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة خلال شهر رمضان المبارك.
كما تم قبل ذلك، تقديم 100 طن من المواد الغذائية و5 آلاف مصحف لصالح المتضررين في قطاع غزة، وذلك ضمن ذات العملية.
وبداية شهر رمضان، أبحرت سفينة زايد الإنسانية رقم (7) من ميناء الحمرية في دبي، متجهة إلى مدينة العريش المصرية، وذلك ضمن عملية "الفارس الشهم 3" لدعم السكان في قطاع غزة.
وتحمل السفينة 5820 طنا من المساعدات الإنسانية، تشمل مواد غذائية، وأدوية ومستلزمات طبية، ومواد إيواء، بهدف تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يواجهها.