بيت لحم- معا- صرّح الدكتور محمد أبو الرب، مدير مركز الاتصال الحكومي، بأن الوضع المالي للحكومة الفلسطينية يمرّ بأزمة خانقة، مشيراً إلى أن أموال المقاصة التي تصل إلى الحكومة مجتزأة أساساً، ولا تكفي لدفع ربع رواتب الموظفين.
وأوضح أبو الرب، خلال حديثه في برنامج طلة صباح، الذي يُبث عبر فضائية معا وشبكة معا الإذاعية وراديو الرابعة، أن الجانب الإسرائيلي حول اليوم الإثنين نحو 237 مليون شيكل فقط من أموال المقاصة إلى وزارة المالية، وهي لا تغطي سوى جزء ضئيل من الالتزامات المالية، موضحًا أن أموال المقاصة تمثل ما يقارب 60% من دخل الحكومة الفلسطينية.
موعد صرف الرواتب
أكد أبو الرب أن الجهود ما تزال مستمرة لتأمين دفعة من الرواتب خلال الأيام القليلة المقبلة، لافتًا إلى أن الحكومة تمارس ضغوطاً وتُجري اتصالات مكثفة للإفراج عن 7 مليارات دولار تحتجزها إسرائيل من أموال المقاصة، معرباً عن أمله في أن تثمر هذه الجهود قريباً.
كما أشار إلى وجود إشارات إيجابية لاحتمالية توفير حزمة دعم مالي من الاتحاد الأوروبي في المرحلة القادمة.
دعم المخيمات والنازحين
وفيما يخص الأوضاع الإنسانية، قال أبو الرب إن الحكومة، رغم الأزمة المالية الخانقة، قدّمت دعماً كبيرًا لمخيمات شمال الضفة الغربية، بقيمة تقارب 34 مليون شيكل، تم تخصيصها لدعم لجان الطوارئ في المحافظات، وإصلاح شبكات المياه والكهرباء، بالتعاون مع البلديات، إضافة إلى توفير إيواء مؤقت لبعض العائلات النازحة.
وأضاف أن وزارة التنمية الاجتماعية أرسلت نحو 40 شاحنة من المساعدات إلى مخيمات جنين وطولكرم، مشدداً على أن الحكومة لم تتوانَ لحظة في إقرار خطط دعم للمخيمات والنازحين في شمال الضفة، إلى جانب صرف تدخلات إسعافية للبلديات ولجان الطوارئ.
كما أوضح أن الحكومة تنسق مع وكالة الأونروا ودائرة شؤون اللاجئين لتوفير مخصصات بدل إيجار للعائلات المحتاجة، مؤكداً أن حجم المعاناة كبير، لكن الحكومة تبذل ما بوسعها للتخفيف من معاناة الناس، وتوفير الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وصحة وتعليم.
عجز في تغطية الرواتب والاحتياجات الأساسية
وأشار أبو الرب إلى أن حتى في حال جمع أموال المقاصة مع الإيرادات المحلية – التي تراجعت منذ أكتوبر 2023 – فإن ذلك لا يكفي لتغطية رواتب نحو 200 ألف موظف، ولا للوفاء بالالتزامات الحكومية الأخرى.
وأوضح أن الحكومة تتحمل أعباء إضافية، من بينها أتعاب شركات المحاماة التي تدافع عن سكان القدس والمناطق المستهدفة، والأسرى، والتي تُقدّر بنحو 8 ملايين شيكل، بالإضافة إلى ما يقارب 80 مليون شيكل مخصصة للتحويلات الطبية ومستلزمات المستشفيات.
ميزانية العام 2025
وفي ختام حديثه، أكد الدكتور أبو الرب أن ميزانية عام 2025 ستكون تقشفية بشكل كبير، مشيراً إلى أنه تم بالفعل إيقاف العديد من بنود الإنفاق، وتوجيه الصرف نحو الأولويات الأساسية كالصحة والتعليم. كما لفت إلى أن الحكومة جمّدت التعيينات في العديد من المؤسسات الحكومية خلال العام الماضي، باستثناء قطاعي الصحة والتعليم.