السبت:
19/04/2025
بتوقيت القدس الشريف
بقلم: د. صبري صيدم
مع نشر هذه الكلمات نكون قد وصلنا إلى الحلقة الألف من البرنامج الإذاعي اليومي «خير جليس» الذي يبث في فلسطين عبر أثير إذاعة راية « أف أم»، وإلى الفضاء الخارجي عبر منصتي يوتيوب من خلال قناة «جليس الزمان»، والتيك توك عبر حساب يحمل اسم جليس الزمان.
ويركز البرنامج على مراجعة كتاب كل يوم، وبمعدل خمسة كتب أسبوعية تبث على مدار أيام الأسبوع ليعاد البعض منها في ما تبقى من الأيام السبعة.
ويتناول البرنامج الاختصاصات قاطبة، بدءاً بالعلوم والتكنولوجيا مروراً بعوالم السياسة والصحة والاقتصاد والشعر والأدب والرياضة والريادة والإدارة والاجتماعيات، وصولاً إلى موضوعات فكرية متنوعة، وقائمة لا تنتهي من غرائب الكتب وعجائبها.
ألف حلقة بألف كتاب أنجزت خلال خمسة أعوام على انطلاق هذا البرنامج، في رحلة تجاوزت كل التحديات، وفي مسيرة مليئة بالعواصف والآلام والأنواء، شهدنا فيها انتشار وباء كورونا واستفحاله عالميا، وحربين طاحنتين على شعبنا الفلسطيني البطل، وتغيير واضح في بعض المعالم السياسية للشرق الأوسط.
خمسة أعوام شهدت بروز نجم بعض زعماء العالم وأفول نجم البعض الآخر، ممن كان لهم الدور في حماية قضيتنا أو خذلانها. سنوات بدأناها بـ»مطاردة الشمس» لليندا غيتس، لنعرج بعدها على عشرات الشخصيات الفذة كالراحل البطل ياسر عرفات أبو عمار وغيره من فرسان العمل الوطني، كخليل الوزير ومروان البرغوثي، والعديد من رموز العمل الوطني، إضافة إلى الاستفادة من روحانيات شخصيات مختلفة، عاش المستمع معها لمسات مميزة من جمالية الأدب، مع رباعيات الخيام ورائعة الأغاني لأبو فرج الاصفهاني، وقائمة تكاد لا تنتهي من كتب العلم والثقافة والفن والسياسة والاقتصاد والتاريخ والرياضة والانتماء والإنسانية والأدب.
مسيرة مررنا ومستمعينا فيها على فصول متواصلة من ملاحم النضال على اختلافها، وصولاً إلى تجاربنا الشخصية مع برامج إذاعية سابقة دفنت تسجيلاتها تحت ركام أجهزة للبث ومبان قصفت في غزة البطلة ذات يوم.
مسيرة تعلمنا منها الكثير فزرعنا من خلال «خير جليس» بذور المعرفة ونثرنا العلم بتواضع على أثير فلسطين المشحون بالفخار والتحدي والإباء، ليشكل جمهور المستمعين والمستمعات السر الأصيل وراء استمرارنا وتطورنا.
مسيرة فقدنا فيها أحباباً لنا ارتقوا تحت ركام منازلهم في غزة، بينما أصر آخرون على الثبات في مخيماتنا وقرانا ومدننا ومسافرنا ومضاربنا. ليالٍ طويلة تلبدت أجواؤها بتقلبات الحياة وتحدياتها وعثراتها ومواجعها، إلا أننا لم نتوقف أبداً مهما علا الموج وارتفعت وتيرة الشدائد والاضطراب.
ونظراً لضراوة المشهد وتقديراً لجمهور المتابعين والمشجعين، ومن ورائهم شعب فلسطين البطل، وجهد الطاقم الرائع للبرنامج وأسرته المعطاءة، قررنا أن نقدم لكل هؤلاء ومعهم عالمنا العربي المكلوم، هدية متواضعة طورناها لهذه المناسبة، باستخدام التقنية التي نقلت هذا البرنامج نحو فضاء أكثر فاعلية.
نعم إنها تقنية الذكاء الاصطناعي، ولنصدر خمسة كتب جديدة ثرية بالمعرفة، جرى توليدها بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي، لتكون بمثابة مساحة تستطيعون أنتم أيضا أن تساهموا في تطويرها.
وعليه فإن الحلقات الخمس القادمة من البرنامج ستبرز يوميا ولمدة خمسة أيام متتابعة تلك الكتب على تنوعها، علكم تجدون فيها ما يستفز فضولكم ويثري معلوماتكم. كلمات الثناء لا تفي المتابعين ومحبي المعرفة في عالمنا العربي الذين يباطحون الجهل والأنواء على تعددها ببرنامج كهذا وغيره مما يثري العلم والمعرفة.
برنامج نهديه لشعبنا الفلسطيني البطل فوق التراب وتحته. ألف حلقة من هذا البرنامج ستتبعها ألف ثانية بحول الله ما دمنا نتنفس ياسمين فلسطين، ونعشق ترابها وعزتها. فهل يعود عالمنا العربي يوماً ليتسلح بالقراءة، ويثري الروح، وينتج المعرفة، ويغذي النفس بالعلم والتفكر؟ ننتظر ونرى
