واشنطن- معا- أيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تقريرًا لصحيفة "نيو يورك تايمز" الأمريكية، عن رفضه خططًا إسرائيلية لضرب منشآت نووية إيرانية، مايو المقبل، كان من شأنها أن تتطلب مساعدة أمريكية.
رد ترامب
قال ترامب اليوم الخميس، في حديثه إلى الصحفيين في المكتب البيضاوي إلى جانب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني: "لن أقول إنه تم تجاهلها"، مضيفًا: "لست مستعجلًا القيام بذلك"، مشيرًا إلى تأكيد التقرير، بحسب موقع "تايمز أوف إسرائيل" العبري.
وأضاف ترامب: "لدى إيران فرصة لأن يكون لها دولة عظيمة، وأن تعيش بسعادة دون فقدان أو موت، وأود أن أرى ذلك، فهذا خياري الأول".
وتابع: "إذا كان هناك خيار ثانٍ، فأعتقد أنه سيكون سيئًا للغاية لإيران، وأظن أن إيران ترغب في الحوار، وآمل أن يكونوا كذلك، سيكون الأمر جيدًا جدًا لهم إذا فعلوا ذلك، الأمر بسيط للغاية وهو إلا يمكن لإيران امتلاك السلاح النووي".
وأوضح، "أنه يريد أن يرى إيران تزدهر في المستقبل، وتبلي بلاءً حسنًا"، ووصف الشعب الإيراني بأنه "شعب رائع".
وقال: "لا نهدف إلى الاستيلاء على صناعتهم. لا نهدف إلى الاستيلاء على أراضيهم. كل ما نقوله هو لا يمكن امتلاك سلاح نووي".
خطة إسرائيل
ووضع المسؤولون الإسرائيليون خططًا لمهاجمة مواقع نووية إيرانية، مايو المقبل، إذ كانوا مستعدين لتنفيذها، وشعروا بالتفاؤل في بعض الأحيان بموافقة الولايات المتحدة.
وكان الهدف من هذه المقترحات، وفقًا لمسؤولين مطلعين عليها، إعاقة قدرة طهران على تطوير سلاح نووي لمدة عام أو أكثر.
وكانت جميع الخطط تقريبًا تتطلب مساعدة الولايات المتحدة، ليس فقط لحماية إسرائيل من الرد الإيراني، بل أيضًا لضمان نجاح أي هجوم إسرائيلي، ما يجعل الولايات المتحدة طرفًا محوريًا في الهجوم نفسه.
وأبلغ ترامب، في وقت سابق من أبريل الجاري، إسرائيل بقراره بأن الولايات المتحدة لن تدعم أي هجوم، وفقًا لـ"نيو يورك تايمز".
وناقش ترامب الأمر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال زيارته لواشنطن، الأسبوع الماضي، مُستغلًا اجتماعًا في المكتب البيضاوي، لإعلان بدء الولايات المتحدة محادثات مع إيران.
وذكرت "نيو يورك تايمز"، أنه يستند تقريرها إلى محادثات مع عدد من المسؤولين المطلعين على الخطط العسكرية السرية لإسرائيل، ومناقشات سرية داخل إدارة ترامب.
وتحدث مع الصحيفة الأمريكية معظم الأشخاص الذين تمت مقابلتهم بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة التخطيط العسكري.
خطط مستمرة
وخططت إسرائيل لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، إذ تدربت على عمليات القصف، وقامت بحساب حجم الضرر الذي يمكن أن تُلحقه، سواء بمساعدة أمريكية أم دونها.
وكان بعض المسؤولين الأمريكيين، في البداية على الأقل، أكثر انفتاحًا على دراسة الخطط الإسرائيلية، إذ ناقشوا دعم هجوم إسرائيلي، إذا أيد ترامب الخطة، وفقًا لمسؤولين مطلعين على المناقشات.
وكانت هناك أسباب عديدة دفعت المسؤولين الإسرائيليين إلى توقع أن يتخذ ترامب موقفًا عدوانيًا تجاه إيران، لكن داخل إدارة الرئيس الأمريكي، بدأ بعض المسؤولين يشككون في الخطة الإسرائيلية.
وفي اجتماع عُقد هذا الشهر - وهو واحد من عدة مناقشات حول الخطة الإسرائيلية - قدمت تولسي جابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية، تقييمًا استخباراتيًا جديدًا أفاد بأن تعزيز الأسلحة الأمريكية قد يشعل صراعًا أوسع نطاقًا مع إيران، وهو ما لا تريده الولايات المتحدة.
وأعرب عدد من المسؤولين عن مخاوف "جابارد" في الاجتماعات المختلفة.
وأعربت سوزي وايلز، رئيسة موظفي البيت الأبيض، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، ونائب الرئيس جيه دي فانس، عن شكوكهم بشأن الهجوم.
وأكد ترامب أن إيران لا يمكنها امتلاك سلاح نووي، وهناك خطط لإجراء محادثات أخرى في روما، خلال عطلة نهاية الأسبوع.