الخليل-معا- تقع خربة اقواويس في الجهة الجنوبية من شعب البطم، ويحدها من الجنوب البؤرة الاستيطانية الاسرائيلية التي اقيمت على اراضي العطارية والشارع المؤدي لمستوطنة "ميتسبي يائير" التي تقع بالجهة الجنوبية الشرقية من الخربة، ويحدها من الغرب الشارع الالتفافي ومستوطنة "سوسيه". تحتوي الخربة على كهوف رومانية وكنعانية وسناسل حجرية وحظائر قديمة وتعتبر الخربه إحدى مناطق شفا يطا.
يتعرض اهالي الخربة لاعتداءات متواصلة من قطعان المستوطنين وجيش الاحتلال حيث هدم الاحتلال عدة مساكن وحظائر للاغنام في الخربة بهدف تهجير الاهالي لتوسيع المخططات الاستيطانية.
يعيش الحاج جبريل موسى النعامين 64 عاما، في خربة اقواويس حيت تزوج من الحاجة وضحه النعامين، ولهم من الاولاد 10 ذكورا واناثاُ.
وتعمل زوجته معه بتربية المواشي والزراعة وبمساعدة ابنائهم ليعيلوا انفسهم وليعيشوا حياة كريمة. في ظل الاحتلال الاسرائيلي، تعرضوا للإعتداء من قبل قطعان المستوطنين والجيش على حد سواء.
ويتذكر الحاج جبريل انه في عام 1994 وبعد مجزرة الحرم الابراهيمي بقليل شن مستوطنو مستوطنة "سوسيه" اعتداء على خربة اقواويس واعتدوا على عائلته وعلى سكان الخربة وأحرقوا المساكن والخيام والكهوف. وقال انهم بقوا صامدين ومرابطين بأرضهم.
وأضاف ان الاعتداءات زادت بشكل كبير عليهم بعد اقامة مستوطنة "ميتسبي يائير" عام 1969 والشارع المؤدي اليها الذي عزل الخربة عن باقي الاراضي بالجهة الجنوبية حيث منعوا من الوصول لأراضيهم وللمراعي لرعي اغنامه.
وذكر انه تعرض لعشرات الاعتداءات من قبل قطعان المستوطنين اثناء رعايته للمواشي وخلال الاعتداء على منزله، وأضاف أن زوجته الحاجة وضحه أصيبت نتيجة اعتداء المستوطنين عليها بالضرب.
كما وتحدث الحاج جبريل عن اعتقاله خمسة مرات والتي كان آخرها قبل اشهر، عندما شن المستوطنون هجوما عنيفا على الخربة، واعتدوا على المواطنين بالضرب ما ادى لإصابة عدد منهم. وأكد انه بعد هجوم المستوطنين على الخربة قام جيش الاحتلال بإعتقاله واعتقال عدد من الشبان.
ويتذكر الحاج جبريل حتى اليوم صوت آليات الهدم التابعة لإدارة الاحتلال والتي قامت بهدم منزله وبركسات وحظائر اغنامه، ما اضطره للعيش بغرف سكنية لأحد اقاربه في الخربة، وهجر ابنه مع عائلته الى منطقة البركة في مدينة يطا، بعد هدم المنزل في ظل عدم وجود مساكن تأويه في الخربة ومنع الاحتلال البناء بالمنطقة.
ويعيش طالب النعامين 57 عاما في خربة اقواويس التي ولد فيها برفقة زوجاته الاثنتان، و 13 ابن من الذكور والاناث ويعملون بتربية المواشي والزراعة، تنقل الحاج طالب سابقا ما بين خربة اقواويس والمجاز في فصول الربيع بحثا عن المراعي الجيدة لاغنامه.
يقول الحاج طالب انه تعرض وعائلته عشرات المرات لإعتداءات المستوطنين حيث تم احراق مساكنه بهجوم المستوطنين على الخربه عام 1994 وتعرض للإعتقال. وأضاف انه دفع غرامات مالية للإفراج عنه. وذكر انه تم مصادرة جراره الزراعي ومركبته من قبل الجيش ومنع من الوصول للمراعي.
وبعد السابع من اكتوبر 2023 حرم من قطف الزيتون كباقي اهالي الخربة واصحاب الاراضي بحجة منع الدخول للأراضي الزراعية لدواعي امنية. وأضاف ان المستوطنون قاموا بتدمير محاصيله الزراعية وتعرضت مساكنه للهدم مرتين خلال السنوات الماضية.
ويقول انه مازال يعاني نتيجة الاستيطان والاحتلال الذي يحاول تهجيره، لكنه يؤكد انه بالرغم من كل المضايقات والاعتداءات التي يتعرض لها الا انه مازال صامدا ومرابطا بأرضه ولن يتخلى عنها.
سكن في خربة اقواويس عائلة عوض مخامرة حتى عام 1974 منهم من انتقل للعيش في سدة الثعله والطوبه وخربة اصفي ومنهم من انتقل الى منطقة ابو شبان وام لصفه لكنهم بقوا محافظين على ارضهم في منطقة اقواويس.
وذكر الحاج سعيد عليان عوض انه عمل منذ عام 2011 على المتابعة القانونية لإسترجاع ارضه وارض عائلة عوض، التي حاول المستوطنون السيطرة عليها والتي تقدر مساحتها بنحو 286 دونم.
وأضاف انه حصل على أمر من محكمة الاحتلال يقضي بدخوله لأرضه بتنسيق والعمل بها وبعد متابعات مع المحاميين بالمؤسسات القانونية، وبرغم التنسيق المسبق مع الاحتلال لدخول اراضيه تعرض وعائلته لعشرات الاعتداءات من قبل قطعان المستوطنين.
وذكر انه اعتقل 30 مرة منذ عام 2011 وكانآخرها العام الماضي. واضاف انه منذ اندلاع الحرب على غزة حرم من الدخول لأرضه بسبب ايقاف التنسيق بدواعي امنية وحظر الدخول للمناطق القريبة من المستوطنات. وأكد انه لم ولن يستسلم فقد قام مجددا برفع التماسات لدى محكمة الاحتلال ليستطيع الدخول لارضه.
اقواويس واحده من خرب مسافر يطا التي يحاول الاحتلال اقتلاع سكانها لتوسيع المستوطنات، لكن أهلها صامدين ومرابطين فيها ولسان حالهم يقول:" نحن هنا باقون ما بقي التين الزيتون . فيها ولدنا وفيها نموت..".
بقلم الناشط الاعلامي - أسامه مخامرة